[align=center] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حجمي صغير بالمقارنة.. إلا أنه يكبر!!
اليكن هذا المنقول
ايمان السعد
إيمان السعدكانت تتحدث عن نفسها ـ على غير عادتها ـ فقالت: رزقني الله قواماً جميلاً، لنقل: رشيقاً.. لم أدرك مدى
رشاقتي تلك إلا بعد زواجي.. فزوجي رجل طويل القامة، عريض المنكبين؛ بل عريض على وجه العموم! لنقل كبير
الحجم، لكنه هادئ الطباع جداً، ونبرة صوته منخفضة جداً؛ مما جعلني لا أشعر كثيراً بفارق الحجم بيننا!! الغريب أنني
أدركت بعد ذلك أنه هو أيضاً لم يكن يشعر بذلك الفارق، ولم أدرك ذلك إلا مؤخراً..!
في أحد الأيام دار بيننا حوار حول بعض المواضيع الساخنة، أو بالأحرى المشكلات، وكانت ردوده طوال النقاش هادئة ـ
كالعادة ـ مما استثارني أكثر فأكثر.. ـ كالعادة أيضاً ـ!!
كنت أعلم ـ مسبقاً ـ أن صوتي مرتفع جداً، لكني لم ألاحظ يوماً أنه يغير من حجمي..! فبعد نصف ساعة تقريباً بدأ
الحوار ينحو منحى آخر، ويبدو أن صوتي كان يرتفع أكثر فأكثر، فتفاجأت به ينتصب واقفاً في غضب، ثم يمسك بذراعي
ويرفعني عالياً.. ثم يقول بصوت منخفض ونظراتٍ ثاقبة: هكذا ـ
للأسف ـ كلما ارتفع صوتكِ كبر حجمك أمامي، حتى أصبحت هكذا، بهذا الارتفاع أو أكثر!!
هل تعرفين الغول؟! صوتكِ الفظيع يجعلك غولاً.. هكذا تتوقعين من إنسان يشاهد أمامه غولاً يزمجر..!!
وقتها أصبت بالرعب، فبقيت صامتة، لكنه أنزلني برفق،
ثم قال: الذي يشاهد أمامه غولاً يزمجر، يفكر ملياً في التخلص منه؛ فمنظر الغول لا يمكن أن يثير الشفقة، أما دموعه
فتبعث على التقزز..! وبعد برهة نظر إلي مبتسماً، وقال: عجيب.. أنتِ هنا..!! أين الغول..؟!
ومنذ ذلك اليوم، ما إن يرتفع صوتي فوق المعقول، حتى يبدأ بمخاطبتي موجهاً نظراته للأعلى مخاطباً: الغول!![/align]
مواقع النشر