بنيته لنفسي
وسكنته وحدي

أكوام من جليد
نثرتها حولي
وشكّلت بها عرشي

أسوار شائكة
حصنت بها قلعتي
وحميت بها كياني
من المتسللين والمتطفلين

تلك هي حياتي
قضيت سنين وسنين
أرقب الدنيا وأحوالها

من نوافذي
خلف الأسوار
أرى بعضاً
ممن يرغب
في التسلل والعبور
واقتحام ذاك السور
ينتابني الخوف
رعب مميت
يعصف بكياني
يوشك على
أن يفتك بي

ولا ينتابني السكون
ويعود لقلبي الاطمئنان
إلا حين أتيقن
من حصانة أسواري
ومناعة سياجها
أمام كل المتسللين

ابتسم برضا
و أعود حينها لعرشي
هادئة
مطمئنة

مرت الساعات
الأيام
تلتها السنوات
حتى لم يعد يهمني مجرد التفكير
فسوري حصن قوي
يقف أمام أعتى الجبابرة
وأشدهم باسا

بيوم
لا
بل بلحظة
ودون أن أعي
وجدت من تجاوز ذاك السور
بشجاعة
وقلب جسور
لا يهاب الأخطار
اقتحم ذاك الشخص
المضمار

أذاب الجليد
بحرارة تصهر الحديد
حرك السكون
بأشد الرياح
و أوى بي
إلى ركن رشيد
أزال الجمود
أنهى ذاك الوجود
حول الكون
بلمحة بصر
استبدله
بسحر عجيب

لأول مرة
تشرق شمس الوجود
لأول مرة
تمتلئ حياتي بالدفء
لأول مرة
تنبت من حولي الأزهار
عطرة ً فواحة
تبث شذاها وعبيرها
لأقصى الوجود
لأول مرة
أرى لألئ
تضيء سماء ليلي
لأول مرة
أرى معانٍ جديدة للحياة

كنت
وما زلت
لا اعلم
هل ما يحدث لي
حقيقة أم خيال
واقع أم محال
هل هو مجرد حُلم جميل
هل سيطول نعيمه
أم سأصبح بيوم
لأجد نفسي مجددا
بين أكوام جليد
وقصر جمود
وسور شائك
يدمي
ويميت