يقيني بالله .................يقيني
{ وفي الأرض آيات للموقنين }
**** اليقين ..........هو الدافع الحقيقي لك
إذا أردتَ أن تُفسّر الإحجام والإقدام، الاستقامة وعدمها، التضحية والحِرص، لا يُفسّر هذا إلا باليقين, وإذا ذهبتَ في حياتكَ اليومية, وراقبتَ نفسك، الأشياء التي توقِنُ بها تنطلقُ إليها، والأشياء التي أنتَ شاكٌ فيها تُحجمُ عنها . إذن.... العامل الأساسي الذي يدفعُكَ إلى الحركة هو اليقين .
**** ورد في الأثر: [ تباركَ الذي قسمَ العقلَ بين عبادِهِ أشتاتاً، إنَّ الرجلين ليستوي عملهُما وبِرهُما, وصومُهُما وصلاتُهما, ويختلفانِ في العقلِ, كالذرّةِ جنبَ أُحد, وما قسَمَ الله لِعبادهِ نصيباً أوفرَ من العقلِ واليقين ]
**** ﴿وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ﴾ حتى في حركاتكَ اليومية....
لن تتحرك إلا إذا أيقنت بضرورة الشئ أو نفعه
لن تُمتنع عن شيءٍ يَضُرك إلا إذا أيقنتَ بضرره
لن تمتنع عن تصرفٍ إلا إذا أيقنت بخطورته
لا تُقدمُ على شراءِ شيء إلا إذا أيقنتَ بالربح
أبداً, اليقين هو المُحرّك ................
انظر إلى الطبيب, حيثُ يأمر أهله أن تغسلَ الخضار بالمواد المٌعقّمة يوميّاً, لماذا؟ بلغَ عِلمهُ حدَّ اليقين, أما عامة الناس ربما لا يبلغُ علمهم حدَّ اليقين, تراهم يترددون في ذلك أو يقصرون
الموقن : يدفعُ زكاةَ مالهِ ...
يفني شبابهُ في طاعة الله...
يُقضّي عُمُرهُ في معرفته ....
فالله مقصوده ورضاه مطلوبه
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ فاليقين عكسه الشك والريب
أما غير الموقن:
تراهُ مُحجماُ متردداً متريثاً مترقّباً, يعني في حيرةٍ و ضياع .
إذا .. الأمر واضح جداً:
الإحجام....النِفاق...........الخور.......البُخل... .عدم دفع المال....عدمبذل الوقت في سبيل الله....التهاون في معرفة الدين .....عدم التعرّف على الله.......... التقصير في تلاوة القرآن وتدبره...... تغليبُ الدنيا على الآخرة.....الوقوع في الشُبُهات.......التقصير في الواجبات......كلُّ هذه الأمراض هي أعراضُ لمرض واحد هو:ضعفُ اليقين
﴿وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ﴾ أي : لسنا متأكدين
**** من علامات آخر الزمان
أن يفشوَ ضعفُ اليقين في الناس
××××××××××××××××××
فأنت تجد المساجد ممتلئة, و لو دخلتَ إلى بيوت هؤلاء المصلين؛لوجدت أجهزة اللهو!!
لو دخلتَ إلى متاجرهم؛ التعامل ربوي!!
وفي لقاءاتهم اختلاط في العلاقات الاجتماعية!!
وتقصير في الواجبات الدينية!!
وتسيّب في الانضباط الشخصي !!
ما سِرُّ ذلك؟ هو ضعفُ اليقين
أنت إذا أيقنت أنكَ إذا فعلتَ جريمة, أنك لن تنجو من عشرين عاماً في السجن
قطعاً: تُحجم عن اقتراف هذه المُخالفة .
لذا ينبغي أنَّ توقن أن لكلِّ سيئةٍ عِقاباً, وأنكَ لن تنجو من عذاب الله, إلا إذا استقمتَ على أمره
وأنَّ ضعف اليقين في هذا , هو سبب هذا التردي, من مشكلة إلى مشكلة ....في حياتنا اليومية
****** معنا ..........نفهم معنى اليقيـــــــــــــــــن
اليقين هو استقرار العِلم الذي لا ينقلب ولا يُشك فيه ولا يتغيّر في لطمأنينة القلب له وثقته فيه , بل يكون هو الأساس الذي يبني عليه العبد قرارته وردود فعله
يعني إذا كان المُتكلّم صادقاً, فأنتَ تثِقُ بكلامهِ وتُصدّقهُ, فأنت توقن به...
فإذا كان الله هو المُتكلّم, خالق الكون....
أو حديثاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم صحيحاً........
فيكفي المؤمن دليلاً أو دافعاً لتطبيق أنهُ أمرُ الله ، ولو لم يفقه الحِكمة منه يكفيهِ دافعاً إلى تطبيق شرعه ، والرضا والتسليم لقدره يقينه الذي لا شك فيه أنه من الله حكيم عليم خبير قدير وأن نبيه عليه الصلاة والسلام وحي يوحى...........
فاليقين مِلاكُ القلب, وبهِ كمالُ الإيمان
**** بماذا خص الله أهل اليقين ؟؟؟؟
1- خصهم بالهدى والفلاح :
قال تعالى:
﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ الهدى هو: الهداية إلى طريق السعادة بلزوم الاستقامة على أمر الله والفلاح هو: النجاح مع الله و الفوز بكل خير والنجاة من كل شر في الدنيا والآخرة
2- الاجتهاد في عبودية القلب وعبادات الجوارح :
لأن اليقين هو روح العبادات القلبية التي هي بالتالي الدافعة للإحسان والتشمير في عبادات الجوارح ( كالصلاة والصدقة والعمرة وتلاوة القرآن والدعوة وطلب العلم الشرعي والإحسان إلى الخلق .....)
أعمال القلوب مثل: الحب والخوف والرجاء والصدق والإخلاص والتوكل والتواضع......
فيقينك في رحمة الله وإحسانه ولطفه تجعلك ترجوه ...
ويقينك في شدة عقابه وقدرته عليك هي روح خوفك منه ...
ويقينك بإحاطته وشاهدته لك وعلمه بك تجعلك تراقبه في السر والعلانية...
ويقنك بحكمته و قدرته وخبرته بما يصلح لك تدفعك للتوكل عليه وتفويض أمورك إليه...
يقينك في مغفرته وعفوه تدفعك للتوبة النصوح ....
يقينك في حوله وقوته تجعلك تعتمد عليه وحده وتتبرأ مما لديك من أسباب....
وهكذا مع سائر العبادات القلبية............
وكذلك يقينك في حسن الجزاء عند الكريم الشاكر وعظم أجر الطاعات و مضاعفته للحسنات وأنه لا يضيع أجر من أحسن عملا هي الروح الدافعة لك للمسارعة والإحسان في عبادات الجوارح كالصلاة والصيام والصدقة وتلاوةى القرآن .....
3- كذلك خص الله أهل اليقين بالسعادة :
شخص فقير جداً, عِندهُ أولادٌ ثمانية, توفى عمه المليونير, وهو الوريث الوحيد، لكن إلى أن يصلَ هذا الميراث إلى يديه, هُناك إجراءات وتعقيدات ...ولكن تجده خلال هذه الفترة هو من أسعد الناس, لماذا؟ لأنهُ موقنٌ بأنه سيصير غنيّاً، فسبب سعادته ...اليقين
& فأنت إذا أيقنت أنَّ الله عزّ وجل لا يضيع أجر من أحسن عملا ...
و أنَّ الذي رحمك بهدايتك لطاعته في الدنيا سيرحمك في الآخرة ....
وأنه يوفي الصابرون على طاعته وبلائه وعن معصيته أجرهم بغير حساب ...
هذا اليقين يجعلُكَ تمتصُ كلَّ المصائب, وكلَّ المتاعب, وكلَّ الهموم, وتعيشُ في هذا الوعد الرباني العظيم:
﴿أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ﴾
& ××××××××××××××××××××××××
4- الله خصهم بالثبات والتفاؤل :
فيقينك بالله ..............يقيك
قال العلماء: إذا وصلَ اليقين إلى القلب, امتلأَ نوراً وإشراقاً, وانتفى عنهُ كلُّ ريبٍ وسخط وهمٍ وغم, فامتلأَ محبةً للهِ, وخوفاً منهُ, ورِضىً به وعنه, وشُكراً له, وتوكّلاً عليه, وإنابةً إليه.....
& كُلما زادَ اليقين زادَ التماسك و الثبات، فالمؤمن الصادق مهما ألّمت بهِ المِحن, ومهما ضاقت عليه الدُنيا, ومهما تلّقى ضغطاً كبيراً, يصمدُ أمام كلِّ إغراء, وتحتَ أيِّ ضغط.............
و لسان قلبه يقول: إلهي أنتَ مقصودي ورِضاكَ مطلوبي
فيقينك يقيك من كل أنواع الهموم والأحزان,و الآلام النفسية التي سببُها:
الشك في ما وعدكَ الله به, وسوء ظنك به ، والسخطُ على قضائه ، وعدم الرضا بعطائه....
والسعادة النفسية كلها أساسها :
اليقين والرِضا, فأنت أيقنتَ بوعد الله ورضيتَ بقضائه ثقة بصفات جلاله وجماله
ويكفيك لوقايتك يقينك بقوله في الحديث القدسي
" أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء "
وكان علي – رضي الله عنه – يقول :
رضيت بما قسم الله لي **** وفوضت أمري إلى خالقي
كما أحسن الله فيما مضى **** كذلك يُحسن فيما بقي
وقيل : إن لم تُحسن ظنك به لأجل حسن وصفه ..فحسن ظنك به لوجود معاملته معك..فهل عودك إلا حُسنا ، وهل أسدى إليك إلا مننا !!!!!!!!!!!
***** أتدري ............ماهي علامات ضعف يقينك ؟؟؟؟؟؟
قال عليه الصلاة والسلام:
××××××××××××××××××××
= فإذا جاءتكَ نعمة من إنسان....اعتقدت أنه هو صاحب الفضل عليك وغفلت أن الله هو الرزاق الذي ساق رزقه على يد هذا العبد, ولم تتيقن أنها من عِند الله عزّ وجل
ومثال ذلك : إذا تفضل الله عزَّ وجل عليك بشفاء ولدك ونسبته إلى الطبيب وحدهُ، أماالمؤمن يوقن أنَّ الله أكرمه بالشفاء على يدِ هذا الطبيب, فللهِ المِنةُ والفضل, ولهذا الطبيب منه الشكرُ والعِرفان.
= أن تّذُمَّ الناسَ على ما لم يؤتِكَ الله
فمن رفض لك طلبا فلا تُزمجر وتضطرب, وتقول لهُ الكلمات القاسية, فانت لست موقن أن الله عزّ وجل هو الذي منعهُ أن يوافقَ لك، و هو الذي ألقى في قلبهِ ألا يوافق ، وأن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر بحكمته وعلمه بما يصلح حال عبده
= أن تُرضي الناس بسخط الله :
حينما تؤثر رِضى إنسانٍ ما, ولو كانَ أقربَ الناسِ إليك على طاعتكَ لله, فاعلم عِلمَ اليقين أنكَ ضعيفُ اليقين
، يجب أن تتأكد أنك في شكٍ من أمرِ دينك ( والشك عكس اليقين )، لأنك حينما تُرضي مخلوقاً وتعصي خالِقاً, أنتَ لستَ متأكداً من غضبِ الخالق، وأنَّ هذا يُسخُطه، ولا يُرضيه،ومن إطلاعه عليك وإحاطته بك وقدرته عليك .... لذلك فعلته .
فإذا أردتَ مقياس لمستوى إيمانك, فانظر هل تُرضيَّ الناس بسخط الله؟؟
= إنسان لِضعفِ يقينهِ بالآخرة يفَرِحَ بالدنيا، أما لوعَرَفَ الدنيا على حقيقتها ما فَرِحَ بها .
﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾
وفي الأثر: [ إنَّ هذه الدنيا دار التواء لا دارُ استواء, ومنزلُ ترحٍ لا منزلُ فرح, فمن عرفها لم يفرح لرخاء ولم يحزن لشقاء, قد جعلها اللهُ دارَ بلوى وجعلَ الآخرة دارَ عُقبى, فجعلَ بلاءَ الدنيا لعطاء الآخرة سبباً, وجعلَ عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عِوضاً, فيأخذ ليُعطي ويبتلي ليُجزي.]
= عندما تتمنى أن تكون مكانَ أهلِ المعصية, عندما تراهم في أعلى درجات النعيم والرفاهية والغِنى والقوة ، وما هذا إلا لضعف يقينك في أن الله يمهل ولا يهمل
= يأسك علامة ضعف يقينك... الإنسان يمرض مرضاً عضالاً, لماذا ييأس؟ لأنه ليسَ موقناً أنَّ الله قادرٌ على شِفائه, لو أيقنَ أنَّ الله يشفيه, مهما يكن مرضهُ عُضالاً, لَمَا أصابه اليأس أبداً ،الفقير لو أيقنَ بأنَّ الله بقدرته أن يُغنيه لَمَا يئس ...
= ضعيف اليقين تحت ضغط معين, تضعُف هِمتهُ, وينساق مع شهوتهِ, ويتخلّى عن طاعتهِ لربهِ
والإنسان أحياناً ينهار لضغطٍ قليل أو لإغراءٍ قليل، فإذا انهارَ إيمانه ..معنى ذلك: يجب أن يُعيدَ حساباتهِ كُلها, فإيمانهُ ضعيف
= عدم الصدق في محبة الحق
تأمل قوله تعالى :
﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا﴾ .
أنواع الأموال : بيت, أرض, مزرعة ﴿وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ﴾. يعني: إذا آثرتَ هذا البيت على طاعة الله, وهذه التجارة المُحرّمة التي فيها الشُبُهات على طاعة الله عزّ وجل, معنى ذلك: أنَّ هذه التجارة أحبَّ إليك من الله ورسولهِ
الطريق إلى الله غير سالك ﴿فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾..
**** اعرف ..............كيف تملأ قلبك باليقين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
= بالعمل بوصية معلم الأمة صلى الله عليه وسلم التي قال فيها :
×××××××××××××××××
= أن تقبل .. ما فرضهَ الحق تعالى من أوامرهُ ونواهيه وشرعهُ ودينهُ
هذا كُلهُ بلغكَ على لسان نبيهِ صلى الله عليه وسلم, فأنتَ كمؤمن تتلقاهُ باليقين فتنقاد له بلا انتقاد ولا مطالبة بالإقناع ولا شك في خيريتة وصلاح شرع الله لك
{ ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون } يوقنون أن حكمه فيه الرحمة والعدل معا
= الإيمانُ بالغيب .....الذي أخبرَ اللهُ به
ومنها أركان الإيمان...الإيمان بالله وملائكته ورسله وكتبه ماعدا القرآن
والقضاء والقدر
واليوم الآخر كالحديثُ عن الجنةِ والنار، والصراط والميزان، والبرزخ والقبر وعذاب القبر
وأخبار يوم القيامة
كذلك الجن ....
هذا كلهُ غيب لا نشاهده ولا دليل عليه محسوس ولكن نؤمن به ليقيننا في صحة المُخبِر عنه
** إذا ارتفع إيمان المؤمن فيتحول من الإيمان بالأخبار إلى اليقين الشهودي, بحيثُ يصير المُخبرُ به لقلوبهم كالمرئي لعيونهم, أي كأنه يراه.
ففي الحديث :[ كيف أصبحت يا حارثة ؟ فقال : أصبحت مؤمنا حقا ، قال : إن لكل إيمان حقيقة ، فما حقيقة إيمانك ؟ قال : عزفت نفسي عن الدنيا فأظمأت نهاري ، وأسهرت ليلي ، وكأني بعرش ربي بارزا ، وكأني بأهل الجنة في الجنة يتنعمون ، وأهل النار يعذبون . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أصبت فالزم ، مؤمن نور الله قلبه
يعني بلغَ إيمانهُ مرتبة الشهود .
وكقولك : أشهد ان لا إله إلا الله ...يعني أشهده أنه المعبود الحق الذي يستحق وحده كل التعلق والتعظيم موقنا بذلك كأني أشهد ذلك بعيني
وأشهد أنه وحده بيده كل شئ فهو الفاعل الحقيقي المُصرف لأموري ، المعين لي على قضاء حوائجي الخالق لأفعالي وصفاتي وقدراتي ، وأن العالم كله في قبضته يرفع من يشاء ويخفض من يشاء ...يضحك ويُبكي ...يرزق ويقتر...يبتلي ويعافي...يعطي ويمنع ....يعز ويذل...{ ألا له الخلق والأمر }
أشهد بحكمته وبرحمته وبخبرته بعباده { ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير }
*** وفي ذلك اليقين يتفاوت العباد من ضعف واعتدال وقوة ...ويظهر ذلك على سلوكياتهم و ردود أفعالهم في الأزمات و صمودهم أمام المصائب والشدائد ونظرتهم المتفائلة أو البائسه و درجة التزامهم بشرع ربهم وسنة نبيهم عليه الصلاة والسلام
***** مــــــــــــــــــن ثمـــــــــــار اليقيـــــــــــــــــــــــن
الأُنسُ بالقرآن الكريم
يقينُكَ أنَّ هذا الكلامَ كلامه ........
وأن سعادتك في الدنيا والآخرة في تدبر آياته والعمل بأحكامه....
وأنَّ الجنة والنارَ مصيرُ البشر.........
وأنَّ هذا الكونَ خلقهُ وسخره لك لتعرِفهُ.......
هذا اليقين, يحملكَ إذا قرأت القرآن على أن تأنسَ بهِ .
فإذا قُرئ القرآن, تجد إنساناً يبكي
وإنساناً لا يُبالي
وإنساناً يُعرض و يغيّر المحطة
لمــــــــــــــــــــــــــــاذا؟................ .. إنه : اليــــــــــــــــــــــــــــقيـــــــــــــــــ ـــــــــــــن .
.
لحظة من فضلك ....الآن موعدنا مع تقييم استيعابك لهذه العبادة القلبية الجليلة :
1- هل فهمتي معنى اليقين .....فما هي حقيقيته ؟؟
2- اذكري باختصار..ما خصه الله من فضل لأهل اليقين به ؟؟3-ماهي أكثر علامات ضعف اليقين التي تستشعرينها من نفسك وممن حولك ؟؟؟
4- وضحي كيفية تحقيق اليقين في حياتك ؟؟
5- اليقين له درجات من القوة والاعتدال والضعف ....كيف نحكم على أنفسنا في أي درجة منه نحن ؟؟
6- لماذا كان الأنس بالقرآن من ثمار اليقين اليانعة ؟؟؟
أسأل الله الحنان المنان ...
أن يمن علينا بالعمل بما علمنا ويرزقنا علم مالم نعلم
ويجعل ما علمنا حجة لنا لا علينا يوم الدين
مواقع النشر