السؤال : أين تذهب الروح أثناء تخدير جسد الإنسان ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا:
• أمر الروح من الغيب الذي استأثر الله تعالى بعلمه ولا نعلم منه إلا ما أخبرنا الله تعالى به، فلا حاجة للتعمق فيه ، لأنه لو كان في هذا التعمق فائدة لنا لفَصَّل الله تعالى لنا أمر هذه الروح.
قال الله تعالى:
( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا )
الإسراء /85.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى:
" وهذا متضمن لردع من يسأل المسائل، التي لا يقصد بها إلا التعنت والتعجيز،
ويدع السؤال عن المهم، فيسألون عن الروح التي هي من الأمور الخفية،
التي لا يتقن وصفها وكيفيتها كل أحد، وهم قاصرون في العلم الذي
يحتاج إليه العباد.
_ولهذا أمر الله رسوله أن يجيب سؤالهم بقوله:
( قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) أي:
من جملة مخلوقاته، التي أمرها أن تكون فكانت، فليس في السؤال
عنها كبير فائدة، مع عدم علمكم بغيرها.
_وفي هذه الآية دليل على أن المسؤول إذا سئل عن أمر،
الأولى بالسائل غيره أن يعرض عن جوابه، ويدله على ما يحتاج إليه،
ويرشده إلى ما ينفعه " انتهى.
"تفسير السعدي" (ص 466).
_وفي الجملة؛ إن كانت حقيقة التخدير هي نفسها حقيقة النوم،
فالروح في النوم تقبض قبضا يبقى معه نوع اتصال بالجسد،
وقد مضى تفصيل ذلك في الفتوى رقم (160880).
وأما إن كانت حقيقة التخدير مغايرة لحقيقة النوم،
فأمر الروح في هذه الحالة علمها عند الله تعالى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
المراجع
الشيخ/ محمد صالح المنجد
مواقع النشر