بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعجبتنى لعلها تنفعكم ...
إهداء من


أكثر من

سنة في اليوم والليلة

بقلم
خالد الحسينان



.
أما بعد ..
فإن أهم ما يعتني به المسلم في حياته اليومية ، هو العمل بسنة الرسول  في جميع حركاته وسكناته وأقواله وأفعاله حتى ينظم حياته على سنة الرسول  كلها من الصباح إلى المساء .
• قال ذو النون المصري : [ من علامة المحبة لله عز وجل ، متابعة حبيبه  في أخلاقه ، وأفعاله، وأوامره وسننه ] .
قال تعالى ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [آل عمران:31]
قال الحسن البصري : فكان علامة حبهم إياه ، إتباع سنة رسوله .
• وإن منزلة المؤمن تقاس باتباعه للرسول  فكلما كان تطبيقه للسنة أكثر كان عند الله أعلى وأكرم .
• ولهذا جمعت هذا البحث المختصر إحياءً لسنة الرسول  في واقع المسلمين في حياتهم اليومية، في عبادتهم وفي نومهم وفي أكلهم وشربهم وفي تعاملهم مع الناس وفي طهورهم وفي دخولهم وخروجهم ولباسهم وسائر حركاتهم وسكناتهم .
• وتأمل كيف لو سقط من أحدنا مبلغ من المال لاهتممنا واغتممنا واجتهدنا في البحث عنه حتى نجده ،ولكن كم سنة سقطت في حياتنا هل حزنا لها وسعينا لتطبيقها في واقع حياتنا ؟؟!! .
إن من المصائب التي نعاني منها في حياتنا ، أننا أصبحنا نعظم الدينار والدرهم أكثر من تعظيم السنة ، ولو قيل للناس من يطبق سنة من السنن يأخذ مبلغاً من المال ، لوجدت الناس يحرصون على تطبيق السنة في شؤون حياتهم كلها من أن يصبحوا إلى أن يمسوا لأنهم سوف يربحون من وراء كل سنة من السنن مبلغاً من المال ، وبماذا ينفعك المال عندما توضع في قبرك ويهال عليك التراب ، قال تعالى ( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ) [الأعلى:16-17] .
• والمقصود بهذه السنن التي في هذا البحث : هي ما يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها ، وهي " التي تتكرر في اليوم والليلة وباستطاعة كل واحد منا أن يقوم بها "
• وقد وجدت أن بإمكان كل شخص لو حرص على السنن اليومية أن يطبق ما لا يقل عن ألف سنة في جميع شؤون حياته كلها وما هذه الرسالة إلا لبيان [ أيسر وسيلة لتطبيق هذه السنن اليومية التي تزيد عن ألف سنة ] .
• فلو حرص المسلم على تطبيق ألف سنة في اليوم والليلة لكان في الشهر ثلاثون ألف سنة فانظر إلى من جهل هذه السنن أو من علمها ولم يعمل بها كم من الدرجات والحسنات ضيع على نفسه وإنه لمحروم حقاً .
• وإن الالتزام بالسنة له فوائد منها :-
1- الوصول إلى درجة [ المحبة ] محبة الله عز وجل لعبده المؤمن .
2- جبر النقص الحاصل في الفرائض .
3- العصمة من الوقوع في البدعة .
4- أنه من تعظيم شعائر الله .
• فالله الله يا أمة الإسلام في سنن رسولكم  ، أحيوها في واقع حياتكم، فمن لها سواكم ، فهي دليل المحبة الكاملة لرسول الله  ، وعلامة المتابعة الصادقة له 

سنن الاستيقاظ من النوم

1- مسح أثر النوم عن الوجه باليد : " وقد نص على استحبابه النووي وابن حجر لحديث ، [ فاستيقظ رسول الله  فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده ] رواه مسلم .
2- الدعاء وهو : ( الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور ) رواه البخاري
3- السواك : ( كان  إذا استيقظ من الليل يشوص فاه بالسواك ) متفق عليه .
• والحكمة من ذلك :
1- أن من خصائص السواك التنبيه والتنشيط
2- وقطع الرائحة من الفم .

وله سنن :
1- الدخول بالرجل اليسرى والخروج بالرجل اليمنى .
2- دعاء الدخول [ اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ] متفق عليه .
3- دعاء الخروج [ غفرانك ] أخرجه أصحاب السنن إلا النسائي .
• ويدخل الإنسان إلى الحمام في يومه وليلته عدة مرات وكلما دخل طبق هذه السنن في دخوله وخروجه، سنتان في الدخول ، وسنتان في الخروج .


1- البسملة .
2- غسل الكفين ثلاثاً في أول الوضوء .
3- البدء بالمضمضة والاستنشاق قبل غسل الوجه .
4- الاستنثار باليسار ، لحديث ( فغسل كفيه ثلاث مرات ، ثم تمضمض ، واستنشق ، واستنثر ثم غسل وجهه ثلاث مرات .. ) متفق عليه .
5- المبالغة في المضمضة والاستنشاق لغير الصائم ، لحديث ( وبالغ بالاستنشاق إلا أن تكون صائماً ) أخرجه الأربعة .
• معنى المبالغة في المضمضة : إدارة الماء في جميع فمه .
• معنى المبالغة في الاستنشاق : جذب الماء إلى أقصى أنفه .
6- المضمضة والاستنشاق من كف واحدة ، بحيث لا يفصل بينهما ( ثم أدخل يده فتمضمض واستنشق من كفٍ واحده ) متفق عليه .
7- السواك ومحله عند المضمضة ، لحديث ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء ) رواه أحمد والنسائي .
8- تخليل اللحية الكثيفة عند غسل الوجه ، ( كان  يخلل لحيته في الوضوء ) أخرجه الترمذي .
9- صفة مسح الرأس .
• صفة مسح الرأس : ( أن يبدأ من مقدمة الرأس إلى آخر القفا ثم يعود إلى المقدمة مرة آخرى )
• وأما المسح الواجب : ( فهو تعميمه بالمسح على أي صفة كانت ) ، و( مسح رسول الله  برأسه فأقبل بيديه وأدبر ) متفق عليه
10- تخليل أصابع اليدين والرجلين ، لحديث ( أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع ) أخرجه الأربعة .
11- التيامن وهو البدء باليمين من اليدين والرجلين قبل اليسار ، لحديث ( كان رسول الله  يعجبه التيمن في تنعله .. وطهوره ) متفق عليه .
12- الزيادة على الغسلة الواحدة إلى ثلاث غسلات في غسل الوجه واليدين والرجلين .
13- النطق بالشهادتين بعد الفراغ من الوضوء ، بأن يقول ( أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وثمرتها : إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء ) رواه مسلم .
14- الوضوء في البيت : قال  : ( من تطهر في بيته ، ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله ، كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئه ، والأخرى ترفع درجة ) رواه مسلم .
15- الدلك : هو إمرار اليد على العضو مع الماء أو بعده .
16- الاقتصاد في الماء : ( كان  يتوضأ بالمد ) متفق عليه .
17- مجاوزة محل الفرض في الأعضاء الأربعة (اليدين والرجلين ) ( لأن أبا هريرة توضأ فغسل يده حتى أشرع في العضد ، ورجله حتى أشرع في الساق ثم قال : هكذا رأيت رسول الله  يتوضأ ) رواه مسلم .
18- صلاة ركعتين بعد الوضوء : قال رسول الله  ( من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه البخاري ومسلم ، وعند مسلم من حديث عقبة بن عامر ( إلا وجبت له الجنة ) .
19- إسباغ الوضوء : وهو إعطاء كل عضو حقه في الغسل فهو الإتمام واستكمال الأعضاء .
• ويتوضأ المسلم في يومه وليلته عدة مرات ، وبعضهم خمس مرات ، وبعضهم قد يكون أكثر عندما يريد أن يصلي الضحى أو قيام الليل ، وعلى حسب تكرار المسلم للوضوء يطبق هذه السنن ويكررها فيحصل على الأجر العظيم .
ثمرة تطبيق هذه السنن عند الوضوء :
أنه يدخل في قوله  ( من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره ) رواه مسلم .

السواك

وله عدة أوقات يتسوك فيها المسلم في اليوم والليلة :
قال  : ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ) رواه البخاري ومسلم .
• ومجموع ما يتسوك به المسلم في يومه وليله لا يقل عن [20] مرة فهو يتسوك للصلوات الخمس ، وللسنن الرواتب ، ولصلاة الضحى ، والوتر ، وعند دخول البيت ، لأن أول ما يبدأ به الرسول  عند دخوله البيت هو السواك كما أخبرت بذلك عائشة رضي الله عنها ، كما في صحيح مسلم فكلما دخلت البيت فابدأ بالسواك حتى تصيب السنة ، وعند قراءة القرآن ، وعند تغير رائحة الفم ، وعند الاستيقاظ من النوم وعند الوضوء ، وقد قال  : ( السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ) رواه أحمد .
ثمرة تطبيق هذه السنة :
أ‌) رضاء الرب سبحانه وتعالى عن العبد .
ب‌) مطهرة للفم .


سنن اللباس

ومن الأمور التي تتكرر مع غالب الناس في يومهم وليلهم خلع الثياب ولبسها إما لأجل الغسل أو النوم أو غير ذلك من الأمور :
• ولخلع الثياب ولبسها سنن :
1- أن يقول [ بسم الله ] سواء عند الخلع أو اللبس ، قال النووي : وهي مستحبة في جميع الأعمال.
2- كان إذا لبس ثوباً أو قميصاً أو رداءً أو عمامة يقول : ( اللهم إني أسألك من خيره وخير ما هو له ، وأعوذ بك من شره وشر ما هو له ) رواه أبو داود والترمذي ، وأحمد وصححه ابن حبان والحاكم وقال على شرط مسلم ووافقه الذهبي .
3- البدء باليمين عند اللبس ، لحديث النبي  : ( إذا لبستم فابدءوا بأيمانكم ) رواه الترمذي وأبوداود وابن ماجه وهو صحيح .
4- ويخلع ثيابه وسراويله بالأيسر ثم الأيمن .



وله سنن :-
* قال النووي : يستحب أن يقول : (بسم الله) ، وأن يكثر من ذكر الله تعالى وأن يسلم .
1- ذكر الله : عند الدخول لحديث النبي : ( إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء … ) رواه مسلم .
2- دعاء الدخول : لحديث النبي  : ( اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج ، بسم الله ولجنا ، وبسم الله خرجنا ، وعلى الله ربنا توكلنا ، ثم يسلم على أهله ) رواه أبو داود .
• فهو يستشعر التوكل على الله في دخوله وخروجه من البيت ، فيكون دائم الصلة بالله .
3- السواك : ( كان  إذا دخل بيته بدأ بالسواك ) رواه مسلم .
4- السلام : لقوله تعالى ( فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ) [النور:61]
• فلو افترضنا أن المسلم يدخل بيته بعد كل فريضة يؤديها في المسجد لكان عدد السنن التي يطبقها في دخوله للبيت في يومه وليله هي [20] سُنّة .
• أما الخروج من البيت ، فيقول ( بسم الله ، توكلت على الله ، ولا حوله ولا قوة إلا بالله ، يقال كفيت ووقيت وهديت وتنحى عنه الشيطان ) رواه الترمذي وأبو داود .
• ويخرج المسلم من بيته في يومه وليله عدة مرات فهو يخرج للصلاة في المسجد ويخرج لعمله ويخرج لقضاء أعمال البيت وكلما خرج من بيته طبق هذه السنة ، فيحصل على خير عظيم وأجر كبير .
* وثمرة تطبيق هذه السنة عند الخروج من البيت :
1) يحصل للعبد الكفاية : من كل ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك .
2) يحصل للعبد الوقاية من كل شر ومكروه سواء كان من الجن أو الأنس .
3) يحصل للعبد الهداية : وهي ضد الضلال فيهديك الله في جميع أمورك الدينية والدنيوية .

الصلاة إلى سترة

قال  إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منها ولا يدع أحد يمر بينه وبينها ) رواه أبو داود وابن ماجه وابن خزيمه .
• وهذا نص عام على سنية اتخاذ السترة عند الصلاة سواء كان ذلك في المسجد أو البيت ، والرجال والنساء في ذلك سواء ، وبعض المصلين قد حرم نفسه من هذه السنة فنجده يصلي إلى غير سترة .
* وتكرر هذه السنة مع المسلم في يومه وليلته عدة مرات فهي تتكرر معه في السنن الرواتب وصلاة الضحى وتحية المسجد ، وصلاة الوتر ، وتتكرر مع المرأة في الفريضة عندما تصلي وحدها في البيت ، أما في صلاة الجماعة فالإمام يكون سترة للمأمومين .

مسائل حـول السترة

1- تحصل السترة بكل ما ينصبه المصلي تجاه القبلة كالجدار أو العصا أو عمود ولا تحديد لعرْض السترة .
2- أما الارتفاع للسترة فمثل مؤخرة الرحل أي ما يقارب شبر تقريبا .
3- المسافة بين القدمين إلى السترة ثلاثة أذرع تقريباً بحيث يكون بينه وبينها قدر إمكان السجود .
4- السترة إنما تشرع بالنسبة للإمام والمنفرد ( سواء الفريضة أو النافلة ) .
5- سترة الإمام سترة المأموم فيجوز المرور بين يدي المأموم لحاجة .
ثمرة تطبيق هذه السنة :
أ‌) إنها تقي الصلاة من القطع إن كان المار مما يقطعها أو ينقصها .
ب‌) أنها تحجب النظر عن الشخوص والروغان لأن صاحب السترة يضع نظره دون سترته غالباً ، فينحصر تفكيره في معاني الصلاة .
ت‌) يعطي المصلي المجال للمارين فلا يحوجهم إلى المرور أمامه .

النوافل التي تؤدى في اليوم والليلة

1- السنن الرواتب قال : ( ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير فريضة ، إلا بنى الله له بيتاً في الجنة أو بُني له بيت في الجنة ) رواه مسلم .
• وهي كالتالي : أربعاً قبل ظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر .
• أخي الحبيب : ألا تشتاق إلى بيت في الجنة ؟!! حافظ على هذه النصيحة النبوية وصل ثنتي عشرة ركعة غير الفريضة .
صلاة الضحى : تعدل [360] صدقة ، وذلك أن في جسم الإنسان [360] عظم ، فيحتاج كل عظم منها إلى صدقة يتصدق بها عنه يومياً ليكون ذلك شكراً لهذه النعمة ويجزء عن ذلك كله ركعتان من الضحى
ثمرتاها : كما جاء في صحيح مسلم عن أبي ذر  عن النبي  أنه قال : ( يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة ، فكل تسبيحة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ، ويجزئ عـن ذلـك ركعتـان يركعهـما من الضحى ) سلامى : المفصل .
وجاء عن أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال : ) أوصاني خليلي  بصيام ثلاثة أيام من كل شهر ، وركعتي الضحى ، وأن أوتــر قـبـل أن أرقـد ) متفق عليه .
وقتها : تبدء من بعد طلوع الشمس بربع ساعة إلى قبل صلاة الظهر بربع ساعة .
أفضل أوقات أدائها : عند اشتداد حرارة الشمس .
عددها : أقلها ركعتان ،
أكثرها : ثماني ركعات وقيل : لاحَد لأكثرها .
2- سنة العصر : قال  رحم الله امرأً صلى قبل العصر أربعاً ) رواه أبو داود والترمذي .
3- سنة المغرب : قال  صلوا قبل المغرب ،قال في الثالثة لمن شاء ) رواه البخاري .
4- سنة العشاء : قال  بين كل أذانين صلاة ، بين كل أذانين صلاة ، بين كل أذانين صلاة " قال في الثالثة لمن شاء ) متفق عليه .
* قال النووي : المراد بالأذانين : الأذان والإقامة .

قال رسول الله : ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الحرام ، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ) رواه مسلم .
1- أفضل عدد لصلاة الليل إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة مع طول القيام لحديث : ( كان  يصلي إحدى عشرة ركعة كانت تلك صلاته ) رواه البخاري وفي رواية أخرى ( يصلي بالليل ثلاث عشرة ركعة .. ) رواه البخاري .
2- ويسن له إذا قام لصلاة الليل أن يستاك وأن يقرأ الآيات الأخيرة من سورة آل عمران من قوله : ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) (آل عمران:190) حتى يختم السورة .
3- ويسن له أن يدعو بما ثبت عن النبي  : ( اللهم لك الحمد أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت ملك السموات والأرض ، ولك الحمد أنت الحق ، ووعدك الحق ، ولقاؤك حق ، وقولك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والنبيون حق ) .
4- ومن السنن أيضاً ابتداء صلاة الليل بركعتين خفيفتين ، وذلك حتى ينشط بهما لما بعدهما ، قال رسول الله  إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح الصلاة بركعتين خفيفتين ) رواه مسلم .
5- ويسن كذلك أن يفتتح صلاة الليل بالدعاء الثابت عن النبي  : ( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون إهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) رواه مسلم .
6- ويسن تطويل صلاة الليل ، سئل رسول الله : أي الصلاة أفضل ؟ قال ( طول القنوت ) رواه مسلم ، والمراد بالقنوت هنا : القيام .
7- ويسن التعوذ عند آية العذاب بأن يقول [ أعوذ بالله من عذاب الله ] ، وسؤال الرحمة عند آية الرحمة بأن يقول [ اللهم إني أسألك من فضلك ] ، وتسبيح الله عند آية تنزيه الله .



1- السنة : لمن أوتر بثلاث ركعات أن يقرأ في الأولى بعد الفاتحة ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) وفي الثانية ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) وفي الثالثة ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) كما روى ذلك أبو داود والترمذي وابن ماجه .
2- أن يقول إذا سلم من الوتر ( سبحان الملك القدوس ) ثلاث مرات ، والثالثة : وفيها زيادة عند الدار قطني يجهر بها ويمُدُ بها صوته ، ويقول ( رب الملائكة والروح ) صححها الأرنؤط كما روى ذلك أبو داود والنسائي .

ولها سنن خاصة :
1- تخفيفها : عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان  يصلي ركعتين خفيفتين بين الأذان والإقامة من صلاة الصبح ) متفق عليه .
2- ما يقرأ فيهما : ( كان يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منها ( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا)(البقرة136) وفي رواية وفي الآخرة التي في آل عمران ( آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) [آل عمران:52]، وفي الآخرة منها ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُم) [آل عمران:64] رواه مسلم .
• وفي رواية أخرى قرأ في ركعتي الفجر ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) ، ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) رواه مسلم .
3- الاضطجاع : ( كان النبي  إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن ) رواه البخاري .
فعندما تصلي ركعتي الفجر في بيتك حاول أن تضطجع بعدها ولو لمدة دقائق حتى تصيب السنة .

أن النبي  ( كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسناء ) رواه مسلم.

• سنن قبل الطعام وأثناء الطعام :
1- التسمية .
2- الأكل باليمين .
3- الأكل مما يلي الآكل .
هذه السنن يجمعها حديث ( يا غلام سم الله ، وكل بيمينك ، وكل مما يليك ) رواه مسلم .
4- مسح اللقمة إذا سقطت وأكلها : الحديث ( إذا سقطت من أحدكم لقمة ، فليمط ما كان بها من أذى ثم يأكلها … ) رواه مسلم .
5- الأكل بثلاث أصابع : ( كان  يأكل بثلاث أصابع ) رواه مسلم ، وهذا هو الغالب من فعله عليه السلام ، وهو الأفضل إلا لحاجة .
6- صفة الجلوس عند الآكل : أن يكون جاثياً على ركبتيه وظهور قدميه ،أو ينصب الرجل اليمنى ويجلس على اليسرى ، هذا هو المستحب كما ذكره الحافظ في الفتح .

وهناك سنن بعد الطعام :
1- لعق القصعة والأصابع : وقد أمر النبي  بلعق الأصابع والقصعة وقال : ( أنكم لا تدرون في أيها بركة ) .
2- حمد الله بعد الأكل : ( إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ) رواه مسلم ، وكان من دعاء النبي  بعد الطعام : [ الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة ] .
ثمرة هذا الدعاء : [ غفر له ما تقدم من ذنبه ] رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وحسنه الحافظ والألباني .
• ومجموع هذه السنن التي يحرص المسلم عليها عند الطعام لا تقل عن [15] سنّة هذا إذا قلنا أنه يأكل ثلاث وجبات في اليوم والليلة وهو الذي عليه غالب الناس ، وقد يزيد في تطبيق هذه السنن إذا كانت هناك وجبات خفيفة بين هذه الوجبات الثلاثة .

1- التسمية .
2- الشرب باليد اليمنى ، للحديث ( يا غلام سم الله ، وكل بيمينك )
3- التنفس أثناء الشرب خارج الإناء : ( أي على ثلاث مرات ولا يشربه مرة واحدة ) ، ( كان  يتنفس في الشراب ثلاثاً ) رواه مسلم .
4- الشرب جالساً : ( لا يشربن أحدُ منكم قائماًً ) رواه مسلم .
5- قول الحمد لله بعد الشرب : ( إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها .. ويشرب الشربة فيحمده عليها ) رواه مسلم .
• ومجموع هذه السنن التي يحرص عليها المسلم عند الشرب لا يقل عن [20] سنّة وقد يزيد على ذلك وهذا يشمل جميع المشروبات الحارة والباردة لأن بعض الناس يغفل عن تطبيق بعض هذه السنن عند هذه المشروبات فينبغي التنبيه لهذا .



أداء النوافل في البيت

1- قال  ( إن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة ) متفق عليه .
2- قال  : ( صلاة الرجل تطوعاً حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمساً وعشرين ) رواه أبو يعلي وصححه الألباني .
3- قال  : ( فضل صلاة الرجل في بيته على صلاته حيث يراه الناس كفضل المكتوبة على النافلة ) رواه الطبراني وحسنه الألباني .
• فعلى هذا يكون تكرار هذه السنة في يومه وليله عدة مرات من السنن الرواتب وصلاة الضحى والوتر ، وفي كل واحدة منها يحرص أن يصليها في بيته حتى يعظم أجره ويصيب السنة .
ثمرة تطبيق هذه النوافل في البيت :
أ‌) أنها سبب لتمام الخشوع والإخلاص والبعد عن الرياء .
ب‌) أنها سبب لنزول الرحمة في البيت وسبب لخروج الشيطان منه .
ت‌) أنها سبب لمضاعفة أجرها كما يضاعف أجر الفريضة في المسجد .



السنة عند القيام من المجلس

أن تقول كفارة المجلس وهو ( سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت ، استغفرك وأتوب إليك ) رواه أصحاب السنن.
• وكم من المجالس التي يجلسها المسلم في يومه وليلته إنها مجالس كثيرة وإليك بيان ذلك بالتفصيل :
1- عندما تتناول الوجبات الثلاثة … فلا شك أنك سوف تتحدث في الغالب مع من يجالسك …
2- عندما ترى شخصاً من أصحابك أو جيرانك وتتحدث معه ولو كنت واقفاً .. .
3- في جلوسك لمن معك من الزملاء والأصحاب وأنت في دائرة العمل أو على مقاعد الدراسة ..
4- في جلوسك مع زوجتك وأولادك وأنت تتحدث إليهم وهم يتحدثون إليك .
5- في طريقك وأنت في السيارة لمن كان معك في الطريق من زوجة أو صديق …
6- في حضورك لمحاضرة أو درس …
• فانظر يا رعاك الله كم مرة قلت هذا الذكر في يومك وليلتك فتكون دائم الصلة بالله ، فكم مرة أثنيت على ربك ونزهته عما لا يليق به وعظمته عندما تقول (سبحانك اللهم وبحمدك ) .
• وكم مرة جدَدت التوبة والاستغفار مع ربك في يومك وليلتك ، مما حصل منك في تلك المجالس عندما تقول ( أستغفرك وأتوب إليك ) .
• وكم مرة أقررت لله تعالى بالوحدانية ، الوحدانية في الربوبية ، والوحدانية في الألوهية ، والوحدانية في أسمائه وصفاته عندما تقول ( أشهد أن لا إله إلا أنت ) .
• فتكون طيلة يومك وليلتك بين توحيد الله وتنزيهه وبين الإستغفار والتوبة إليه مما حصل منك .
ثمرة تطبيق هذه السنة :
تكفير الذنوب والخطايا التي حدثت في تلك المجالس .


سنن قبل النوم

1- ( باسمك اللهم أموت وأحيا ) رواه البخاري .
2- يجمع كفيه ثم ينفث فيهما فيقرأ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات )، رواه البخاري .
3- قراءة آية الكرسي ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) رواه البخاري .
• ثمرة قراءة هذه الآية : من قرأها لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان . كما صح في الحديث السابق .
4- ( باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه ، إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظهـا بما تحفظ بـه عبـادك الصـالحين ) رواه البخاري ومسلم .
5- ( اللهم إنك خلقت نفسي وأنت توفاها ، لك مماتها ومحياها إن أحييتها فاحفظها ، وإن أمتها فاغفر لها ، اللهم إني أسألك العافية ) رواه مسلم .
6- ( اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ) ثلاث مرات رواه أبو داود والترمذي ، ويقوله إذا وضع يده اليمنى تحت خده .
7- ( سبحان الله ) ثلاثاً وثلاثين ( والحمد لله ) ثلاثاً وثلاثين ( والله أكبر ) أربعاً وثلاثين ، رواه البخاري ومسلم .
8- ( الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا ، فكم ممن لا كافي ولا مأوي ) رواه مسلم .
9- ( اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض ، رب كل شيء ومليكه ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه ، وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلم ) رواه أبو داود والترمذي .
10- ( اللهم أسلمت نفسي إليك ، وفوضت أمري إليك ، ووجهت وجهي إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت ) رواه البخاري ومسلم .
11- ( اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ، ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان ، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته ، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، إقض عنا الدين وأغننا من الفقر ) رواه مسلم .
12- قراءة آخر آيتين من سورة البقرة ، من قوله تعالى ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ) الحديث ( من قرآ بهما في ليلة كفتاه ) رواه البخاري ومسلم .
• اختلف العلماء في معنى كفتاه : فقيل : كفتاه عن قيام ليلته ، وقيل كفتاه من كل سوء ومكروه وشر ، قلت : ويجوز أن يراد الأمران ، انتهى كلام النووي ( الأذكار ) .
13- أن يكون على طهارة ، الحديث ( إذا أتيت مضجعك فتوضأ ) .
14- النوم على الشق الأيمن …( ثم اضطجع على شقك الأيمن … ) رواه البخاري ومسلم .
15- وأن يضع يده اليمنى تحت خده الأيمن ( كـان إذا رقـد وضع يده اليمنى تحت خـده ) رواه أبو داود .
16- أن ينفض الفراش ( إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه … فإنه لا يعلم ما خلفه بعده … ) رواه البخاري ومسلم .
17- قراءة سورة ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) ، ومن ثمرتها : ( أنها براءة من الشرك ) رواه أبو داود والترمذي وأحمد وصححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي وحسنه الحافظ وصححه الألباني .
• قال النووي : الأولى أن يأتي الإنسان بجميع المذكور في هذا الباب ، فإن لم يتمكن اقتصر على ما يقدر عليه من أهمه .
• وبالتتبع نجد أن غالب الناس ينام في يومه وليلته مرتين فيكون حينئذ قد طبق هذه السنن أو بعضها مرتين لأن هذه السنن ليست خاصة بنوم الليل بل تشمل حتى نوم النهار لأن الأحاديث عامة .
ثمرة تطبيق هذه السنن عند النوم :
1- يكتب للمسلم إذا حافظ على هذه التسبيحات قبل النوم [100] صدقة ، لحديث ( كل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة .. ) رواه مسلم .
* قال النووي : أن له حكم ثوابها .
2- يغرس للمسلم إذا حافظ على هذه التسبيحات قبل النوم [100] شجرة في الجنة للحديث الذي سبق عند ابن ماجه في ثمرة الاذكار بعد الصلاة .
3- حفظ الله للعبد وبعد الشيطان عنه في تلك الليلة وسلامته من الشرور والآفات .
4- أن العبد يختم يومه بذكر الله وطاعته والتوكل عليه والاستعانة به وتوحيده .

اعلم يا رعاك الله أن جميع الأعمال المباحة التي تقوم بها من النوم والأكل وطلب الرزق وغيرها ، يمكن تحويلها إلى طاعات وقربات يحصل المرء بسببها على آلاف الحسنات بشرط أن ينوي المسلم عند القيام بها التقرب إلى الله ، قال : [ إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ... ] رواه البخاري ومسلم .
* مثال : ينام المسلم مبكراً ليستيقظ لصلاة الليل أو الفجر ، فيصبح نومه عبادة ، وهكذا بقية المباحات


فن استغلال الوقت الواحد في أكثر من عبادة لا يعرفه إلا الحافظون لأوقاتهم .
وهذا له عدة تطبيقات في واقع حياتنا :-
1- إذا ذهب المسلم إلى المسجد ماشياً على قدميه أو بالسيارة فإن هذا الذهاب عبادة في حد ذاتها يؤجر عليها المسلم ، لكن يمكنه استغلال هذا الوقت أيضاً في الإكثار من ذكر الله أو في قراءة القرآن ، فيكون قد اغتنم الوقت الواحد في أكثر من عبادة
2- إذا حضر السلم وليمة عرس خالية من المنكرات فحضوره لهذه الوليمة هو عبادة ، ولكن يمكنه استغلال وقت تواجده في الوليمة في الدعوة إلى الله أو الإكثار من ذكر الله .

1- ذكر الله هو أساس العبودية لله ، لأنه عنوان صلة العبد بخالقه في جميع أوقاته وأحواله ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : [ كان رسول الله  يذكر الله في كل أحيانه ] رواه مسلم .
* فالارتباط بالله حياة ، واللجوء إليه نجاة ، والقرب منه فوز ورضوان ، والبعد عنه ضلال وخسران .
2- ذكر الله هو الفرقان بين المؤمنين والمنافقين ، فصفة المنافقين أنهم لا يذكرون الله إلا قليلاً .
3- الشيطان لا يغلب الإنسان إلا إذا غفل عن ذكر الله ، فذكر الله هو الحصن الحصين الذي يحمي الإنسان من مكائد الشيطان .
* والشيطان يحب للإنسان أن ينسى ذكر الله .
4- الذكر هو طريق السعادة قال تعالى ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28] .
5- لا بد من ذكر الله على الدوام ، إذ لا يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرت عليهم في الدنيا لم يذكروا الله عز وجل فيها .
( إن دوام الذكر يعني دوام الصلة بالله ) .
 قال النووي : أجمع العلماء على جواز الذكر بالقلب واللسان للمحدث والجنب والحائض والنفساء وذلك في التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والصلاة على رسول الله  والدعاء ، بخلاف قراءة القرآن .
6- من يذكر ربه عز وجل يذكره ربه قال الله تعالى ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) [البقرة:152] ، وإذا كان الإنسان يسر كثيراً حين يبلغه أن ملكاً من الملوك ذكره في مجلسه فأثنى عليه ، فكيف يكون حاله إذا ذكره الله تعالى ملك الملوك ، في ملأ خير من الملأ الذين يذكره فيهم ؟
7- ليس المقصود : بذكر الله هو التمتمة بكلمة أو كلمات والقلب غافل وَلاهٍ عن تعظيم الله وطاعته ، فالذكر باللسان لابد أن يصحبه التفكر والتأثر بمعاني كلماته ، قال تعالى ( وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ) [الأعراف:205] .
• فلا بد أن يَعيَ الإنسان الذاكر ما يقول ، فيجتمع ذكر القلب مع ذكر اللسان ليرتبط الإنسان بربه ظاهراً وباطناً .

قال  : ( تفكروا في آلاء الله ، ولا تفكروا في الله ) رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب وحسنه الألباني .
ومن الأمور التي تتكرر مع المسلم في يومه وليله عدة مرات [ استشعار نعمة الله عليه ] فكم هي المواقف ، وكم هي المشاهد التي يراها ويسمع بها في يومه وليله ، تستوجب عليه أن يتفكر ويتأمل هذه النعم التي هو فيها ويحمد الله عليها .
1- هل استشعرت نعمة الله عليك عند ذهابك إلى المسجد وكيف أن من حولك من الناس قد حرم هذه النعمة وبالذات عند صلاة الفجر وأنت تنظر إلى بيوت المسلمين وهم في سبات عميق كأنهم أموات .
2- هل استشعرت نعمة الله عليك وأنت تسير في الطريق وترى المناظر المتنوعة ، هذا قد حدث له حادث سيارة ، وهذا قد ارتفع صوت الشيطان [ أي الغناء ] من سيارته ، وهكذا .. .
3- هل استشعرت نعمة الله عليك وأنت تسمع أو تقرأ الأخبار عن العالم من مجاعات وفيضانات وانتشار أمراض وحوادث وزلازل وحروب وتشريد .. .
* أقول إن العبد الموفق : هو الذي لا يغيب عن قلبه وشعوره وإحساسه نعمة الله عليه في كل موقف وكل مشهد فيظل دائماً في حمد الله وشكره والثناء عليه مما هو فيه من نعمه ، الدين والصحة ، والرخاء ، والسلامة من الشرور .. .
وفي الحديث قال  : ( من رأى مبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثيرٍ ممن خلق تفضيلاً ، لم يصبه ذلك البلاء ) قال الترمذي حيث حسن .



قال  ( اقرأ القرآن في كل شهر ) رواه أبو داود .
طريقة ( ختم القرآن في كل شهر ) أن تحضر قبل الصلاة المفروضة بعشر دقائق تقريباًً ليمكنك قراءة صفحتين أي مقدار أربعة أوجه قبل كل صلاة أو بعدها فيكون المجموع في اليوم عشر صفحات أي عشرين وجها وهذا يكون جزءاً كاملاًً ، وبهذه الطريقة تختم القرآن في كل شهر بكل سهولة .




هذا ما تيسر جمعه من السنن اليومية ، ونسأل الله أن يحيينا على سنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن يميتـنا عليها .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


طولت عليكم صح

منقول


ادعولي

تحياتي:-

علكه فوشيه