كف صغيرتي اعتاد أن يربت على قلبي في أوقات الوجع". بدأ الأمر مبكرًا، أذكر المرة الأولى كانت قبل أن ألدها بأسبوعين تقريبًا كنت مثقلة بالكثير من الأمور، وقد زاد شعوري بالوحدة.جلست أبكي حتى شعرت بربتاتها داخلي.لم يكن الأمر يشبه الرفسات العادية لجنين في شهره التاسع ولا الانقباضات المفاجئة، أكاد أجزم أنها كانت تربت عليّ.. ربتات خفيفة ورقيقة مثل قلبها.والآن ككل الأمهات، أحاول أن أخفي عنها مشاكلي، أن أبدو "سوبرماما" لا تشعر بالألم، قوية وشاطرة في كل ما أفعله.لكنها تفاجئني دائمًا حين تلمح الهشاشة المختبئة خلف هذا الوجه القوي، وتأتي لاحتضاني وتربت على كفي، وتقول لي: "أنا عارفة إنك تعبانة.. انتي المفروض ترتاحي شوية على فكرة".
تذكرني ماريا أنني لست "ماما" فقط.تسألني أحيانا عن عملي، أو تسألني لماذا لا أجلس للكتابة؟تطلب مني أن نشاهد فيلمًا معًا.تقول لي: "كفاية تنضيف بقى واقعدي العبي كاندي كراش"، "أغلّس" عليها وأذكرها بأنها لو كانت هي قد رتبت حجرتها سأجد وقتًا لنفسي للعب الكاندي كراش، وكل الألعاب الأخرى المؤجلة.ماريا صديقتي الأقرب، تطيّب خاطري وتخبرني بأنني أبدو جميلة، تكره المكياج وتقول لي إنني أجمل دونه، تلاحظ فساتيني الجديدة التي قد لا يلاحظها أبوها.
وتصلح كل ما فسد في أيامي بلمسة وحضن "تفعيص".
مواقع النشر