[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
تجلس كعادتها في زاوية غرفتها المظلمة تحتظن دمية بالية . كانت أدمعها تسقط كالمطر لتغسل شعر دميتها ، و فجئة جاء صوت باب غرفتها و هو يفتح ليدخل خيط من الضوء و يداعب أجفانها لتغلق عينها و تصرخ قبل أن ترى القادم : اتركونى و شأنى لا أريد أن أرى أحداً . رغم صراخها كانت خطوات القادم تقترب منها لتصرخ بصوت أعلى و خوف أكبر : مابالكم ألا تفهمون أريد أن أبقي وحدى . دنا منها القادم و أبحرت أصابعه في عتمة شعرها الحريري و قال لها بحنان : أما آن الآوان أن ترى النور أما سئمت العزلة . هزت رأسها نفياً ليجلس أمامها و يقول لها و هو يمسح دمعها بأنامله الحنونة : إذا أنت لم تسئمى منها فنحن سئمنا لقد اشتقنا إليك كثيراً اشتقنا لضحكاتك التى مازلت أسمع صداها في أرجاء المنزل و هل تعلمين أنى اشتقت حتى إلى مشاكساتك التى كنت أكرهها . قالت له و الحزن بصوتها يهطل : و أنا أيضاً شوقي قد أحرق مهجتى لقد اشتقت إليها هل تعلم أنى أراها كل يوم تأتى لتمشط لي شعرى و لترتب لى هندامى كل يوم أسمع صوتها وهى تغنى لى أغنية كى أنام آه كم كان صوتها عذباً . قا لها بحنيته المعتادة : كلنا نكن لها نفس القدر من الاشتياق لكنها رحلت و لن تعود لم يبقى لنا منها سوى الذكريات لذا عليك أن تخرجى من هذه الظلمة التى تحبسين نفسك داخلها أعطني يديدك و هيا لنمضى . حاول الإمساك بيدها لتلتصق بحائط الغرفة أكثر و تعتصر دميتها بقوة أكبر قالت و هى تغمض عينيها و تبكي : لا أستطيع أن أواجه هذا العالم لطالما كنت غريبة عنه و الآن أصبح بالنسبة لى أكثر غرابة كان وجودها بجوارى يشجعنى كنت أشعر بجوارها بالقوة و الآن أصبحت ضعيفة كنت حين أضع رأسي بين يديها أحس بالأمان كانت حين تتوغل يدها بين شعيرات رأسي تنتهى همومى و تختفي أحزانى . قال لها و هو يحتضنها بحنان : هذه هى الدنيا لا تحب أن تأخذ إلا أعز الناس لكن سفينة الحياة لن ترسو السفينة تريد أن تبحر و تنتظر صعودك عليها لتنطلق هيا أخيتي عليك أن تكونى القبطان و تعطى الأمر بالإبحار سأكون دائم بجوارك أسندك سأساعدك في إدارة الدفة أنتى فقط تشجعى و أعطني يديك لننطلق أعلم أن أمى كانت تعنى لكَ كل شيئ لكنه القدر لذا واجهيه و اهزميه قبل أن يهزمك كفاكش استسلام و خنوع . قالت له بهدؤء عجيب : هل تعلم كيف سأهزم القدر . قال لها بفرح : ستواجهينه بالطبع و أنا على يقين بشجاعتك . قالت له و ابتسامة النصر ترتسم على شفتيها : سألح بها هي لن تأتى لذا سأذهب إليها . نظر إليها متعجبا و قل متسائلاً : ما اللذى تقصيدينه عزيزتي إياكَ أن تفكر بالانتحار . قالت له بسخرية : اطمئن لن أنتحر لكنى فقط سأموت . كان ينظر إليها بذهول و هى تغمض عينيها و تضع رأسها فوق دميتها ضل ينظر إليها لدقائق و بعدها سقطت الدمية من بين يديها تلك الدمية اللتى لم تسقط منذ خمس نوات سقطت من يديها ضمها إلى صدره و ذرف دمعة حارقة .....
مواقع النشر