تعتبر الواجبات المنزلية من أكثر الأمور التى تسبب المشاكل والاحتكاكات بين الأهل الأبناء، مع الوضع فى الاعتبار أنه لا يوجد شخص بالغ يريد أن يصطحب عمله معه لينجزه فى المنزل، فما بالك بالطفل الذى يكون من الواجب عليه الانتهاء من واجباته المدرسية فى المنزل. يجب على كل أم أن تعلم أنها أيضا بالإضافة لواجبات الطفل المدرسية، فهى تلعب دورا أساسيا فى عملية تنمية شخصية طفلها كقارئ يحب القراءة بكل صدق. ولكن فيما يتعلق بمسألة القراءة يجب عليك أن تبتعدى تماما عن المقارنة بين قدرات طفلك وقدرات الأطفال الآخرين الذين هم فى نفس مرحلته العمرية لأن هذا الأمر ستكون له آثار شديدة السلبية على الطفل، وستأتى بنتائج عكسية. وإليك مجموعة من الأفكار والنصائح التى ستساعدك كأم على أن تشجعى طفلك على حب القراءة وأن تجعليه أكثر اهتماما بواجباته المدرسية.
فى البداية وفيما يتعلق بموضوع الواجبات المدرسية عليك أن تتحققى بصفة منتظمة من واجبات الطفل المدرسية حتى لا تتراكم عليه، مع الوضع فى الاعتبار أنك كلما تحققت مبكرا من ما إذا كان طفلك لديه واجبات مدرسية أم لا، فهذا الأمر سيعطيك المزيد من الوقت لتقديم الدعم والمساعدة للطفل، وستتمكنين أيضا من تقييم الموقف ككل. يمكنك أن تفكرى فى تجربة نظام مكافأة الطفل إذا انتهى من واجبه المدرسى مبكرا، وهذا لا يعنى أن المكافأة يجب أن تكون ضخمة. وعلى سبيل المثال إذا انتهى طفلك من واجبه المدرسى فى الصباح، فيمكنك أن تقومى باصطحابه للحديقة فترة بعد الظهر.
ستجدين أن أصعب مرحلة هى البدء مع طفلك فى الاهتمام بواجباته المدرسية، ولذلك يجب أن تحرصى أن يكون فهم طفلك كاملا لما هو مطلوب منه، ويمكنك أن تساعديه على تقسيم الواجب لمجموعة من المهام الصغيرة حتى يكون الأمر أقل صعوبة عليه. يجب أن تخلقى لطفلك البيئة المناسبة لينتهى من واجباته المدرسية، ولذلك فمن الأفضل أن يكون الطفل يجلس على مكتب، وأن يسود الهدوء المكان الذى يستذكر فيه الطفل مع محاولة إبعاد أى إلهاءات عن الطفل. احرصى على أن يكون الطفل لديه كل ما يحتاجه من أدوات مكتبية. يجب أيضا أن تحرصى أن يكون الطفل لديه الوقت اللازم للانتهاء من الواجبات المدرسية، وألا يكون مضغوطا. حاولى أن تحافظى كأم على هدوء أعصابك لأن غضبك فقط سيجعل الأمور أكثر سوءا.
وبالنسبة للقراءة فعليك أن تحاولى أن يكون هناك وقت مخصص فى يوم طفلك فقط للقراءة، ويمكنك أيضا أن تختارى للطفل مكانا مميزا ليجلس ويبدأ القراءة فيه داخل المنزل. عليك أن تتأكدى أيضا من ألا يكون الكتاب الذى سيقرأه الطفل صعبا عليه حتى يكون الطفل قادرا على التحدث عما قرأه. واعلمى أن قراءة الطفل لقصة مع أهله، وخاصة أمه أو أشقاءه مثلا أمر شديد الأهمية. امنحى طفلك فرصة للكلام عن عدد من الموضوعات المختلفة والمتنوعة بدءا من اليوم الدراسى وكيفية إمضاء الطفل له، وحتى الأصدقاء وكيفية التفاعل معهم. يجب عليك أيضا أن تمنحى طفلك فرصة الاستماع لك وأنت تتحدثين عن عدد من الأمور المتنوعة. شجعى الأهل والأصدقاء على أن يقدموا لطفلك هدايا عبارة عن قصص وكتب وبعض الألعاب. وتأكدى من أنك كلما أظهرت لطفلك أنك مستمتعة بالقراءة، فهذا الأمر بدوره سيجعله هو أيضا مع مرور الوقت محبا حقيقيا للقراءة. اجعلى طفلك يرى أن القراءة أمر سيفيده كثيرا على العديد من المستويات. يمكنك أن تقرئي لطفلك بصوت عال مع تغيير بعض من نبرات صوتك، وهو الأمر الذى سيعطى القصة المزيد من الأجواء الحماسية التي بالطبع يرحب بها الكثيرون. اهتمى باصطحاب طفلك للعديد من المكتبات التى من شأنها أن تكون مصدر سعادة للطفل.
مواقع النشر