كما تدين تدان
مسنة انا من خلف القضبان انتحب عليهم واحن
في دار المسنين تتوه نظراتي بين شوق لهم وشجن
ابنائي كنت لهم حصنا منيعا وكانو لي اهلاً ووطن
كنت لهم درعا واقيا وكانو لي الامل والفأل الحَسَن
كانت عيناي مهدًا دافئا حانيا لهم ولحافهم كان الجِفن
وصوتي كان اغنية تطربهم وضحكاتهم لي اجمل لحن
تجلدت بالصبر وسرت بهم صغارا الى بر الامان والامن
دارت بي الايام ونالت مني سهام العقوق والغدر والغُبن
بعدما انحنى الظهر وتقوس كعود اجرد نحيل ضَغِن
واقتحم الشيب رأسي واصابني التعب والعجز والوَهَن
ورُسمت لوحة صماء على وجهي بريشة الهم والحَزَن
خطوط متعرجة تائهة تروي قصة نُسجت ببراعة وفن
افتادوني الى الدار وجرت رياحي بما لا تشتهي السفن
ضاقوا بي ذرعا بعدما افنيت من اجلهم الجسد والبَدن
نهلوا من راحتي صاروا كبارا وانكروا المعروف والمَعْن
ظننت بأنهم شموع تضيء مكبري وخاب لي كل ظن
تحطمت آمالي وانطفأت شموعي واظلم عليّ الليل وجن
وهاجت عليّ رياح العقوق كفرس رعناء بلا لجام او رسن
وبت استجدي النسيم شذى عطرهم لعله يأتيني به ويَمُن
واشحذ المنام لعلي ارى صورهم فيعاندني الكرى والوسن
امٌ انا قلبي ما زال يدعو لهم لا عليهم ولا يريد اي ثمن
اخشى ان تحرق النار اجسادهم يوم يقول العليُّ كن فيكن
وبالوالدين احسانا امك ثم امك ثم امك قرآن يُتلى وسُنَن
عقوقهما من الكبائر وبرهما طريق للنعيم وجنات عدن
كما تدين تدان مقولة قيلت وصدقت وطبقها عليّ الزمن
زرعت حنظلاً فحصدت ثماره تلك الثمار من ذاك الغُصن
ادعو الله الرحمة لي ولهم ادعوه مرارا في السر والعلن
بقلمي -- اردنية بدوية
مواقع النشر