[frame="6 80"]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأبدأ بقصتي من دون مقدمات
لأنها بدأت من دون مقدمات
بعد أن رزقني الله بابنتي مها بحوالي سنة تقريبا
من الله علي بحمل آخر
وبالرغم من مشقته واتعابه
كنت انتظر انقضائه بأسرع وقت
حتى أستمتع بهدية الله لي
بعد أن تعلمت كيف أتصرف مع هكذا هدايا بتجربتي الأولى
مرت أشهر الحمل بالرغم من بطئها كانت سريعة
وحان موعد الولادة وكانت كل التحاليل والفحوصات والصور تشير بأن الطفلة سليمة
تعذبت في ولادتي ما قدره الله لي
أنجبت طفلة جميلة
واخترت لها اسم هبة لأحساسي بأنها هبة وعطية غير كل الهبات العطايا
وبالفعل كانت غير كل الهبات
بعد ولادتي لها بشهر ذهبت للمشفى لأعطائها التطعيمات اللازمة
فكانت المفاجأة الأولى أن وزنها لم يتحرك منذ الولادة
انتابني بعض الخوف ولكن حاولت صرفه
واصبح يزداد خوفي يوما بعد يوم
عندما بدأت تظهر بها علامات لم تظهر بأختها
مثل الارتخاء المستمر وعدم الحركة
ولكن كنت أكذب نفسي وأقنعها بأني أتوهم
وفي الشهر الثالث تقريباً من عمرها ذهبت الى بلدي (فرج الله كربه وأزال عنه الظلم والظلام)
تفاجأ أبي (رحمه الله) لرؤية هبة
واستغربوا اني لم ألحظ أن أعضائها فيها ارتخاء غير طبيعي
أخذناها لبعض الأطباء في سوريا والإمارات
فكان كلامهم أن خلايا الأعصاب في رأسها ميتة
ومع كل هذا كنت أتخيل أن ها أمر مؤقت وسينتهي وتكون ابنتي بخير
في بداية الأمر لم أعرف قيمتها ولم أدرك أن الله أحبني فابتلاني
لاأدري أهو من المفاجأة الغير متوقعة
أم هو لصغر سني في ذلك الوقت
أم لأحساسي الذي كان يخبرني بأن مرضها مثل الزكام وسيزول قريبا
أم لجهلي بمرضها الذي لم أرى أحدا ولم أسمع بأحد أصابه ما أصابها وأصابني
وعشت على الأمل لمدة خمس سنوات تقريبا
وكنت على يقيين بأن الله إذا ما أذن بشفائها فإنه لن يتم
وكنت أخاطب ربي دائما
وأقول له ربي لا أمل لي بطبيب ولا أمل لي بمشى ولا أمل لي بدواء إن لم تأذن أنت بذلك وتهيأه لي
رغم أن حالها كان من سيئ لأسوأ
ورغم أننا كنا كلما لمحنا بصيص أمل في مشفى أو عند طبيب
مضينا نحوه حاملين الأمل معنا
منتظرين الإذن من الله بتحقيق ذلك الأمل
وبعد أن أخبرنا الأطباء أنه لاأمل من شفائها طبيا
ألغيت كل مواعيد المستشفيات
واتخذت ابنتي على أنه أمانة من الله
وعلي المحافظة عليها ما استطعت
فكنت قدر ما استطيع أعتني بها وأوفر لها الراحة اللازمة بفضل من الله
وأحاول أن لا أعاملها بعاطفتي كأم
بقدر ما أعاملها على أنه فرصة لي لاغتنام الأجر والرضى من ربي
وأذكر في أحد الأيام رأيت فيها علامات الموت
التي كنت قد قرأتها قبل أيام
ومنها برودة الأطراف وحرارة الجسم وفي بعض الحالات حول العينين
وزبد الفم وتشنج الجسم كله ظهر عليها وأنا أنظر إليها
كنت آمل من الله أن يريحها لانها تتعب كثيرا وتتألم
ولكن عندما رأيتها بذلك المنظر بكيت بشدة وطلبت من ربي أن يطيل بقائها لأنني لم أتفي من أجري بها
طلبت منه الصبر والرحمة وأسأله الإجابة في كل وقت
وهاقد مضى سنتين أيضا على هذا الحال
وهي تنتظر فرجا من الله
وأنا انتظر منه رحمة وصبرا
ومنذ قليل اتصلوا بنا من أحد المشافي
وقد قرروا يوم الثلاثاء القادم ليجروا لها عملية فتحة بالمعدة تتغذى عن طريقها
دعواتكم لي ولها بالخير والصبر والأجر
ومهما كتبت لن أستطيع أن أصف لكم معاناتي معها ومعاناتها مع مرضها
فلم أذكر لكم الخوف من القرح التي تظهر في الجسم من الاستلقاء الطويل
وكيف كان حالي عندما بدأت تظهر في جسددها الصغير
ولم أذكر لكم أياما كنت آتي لبيتي ضيفة فكنت أقضي من كل شهر اسبوع تقريبا في المشفى لمعالجتها
ولم أذكر معاناتي مع من حولي عندما يتهمونني بالتقصير والاعتماد على والدها
ومع كل ذلك عندما أشعر بأن الله اختارني من كثيرين ليميزني بهذه الهبة
أشعر بارتياح وفخر وعزة وفضل من الله وأنسى ما أنا عليه
والحمد لله رزقت بعدها بعبد الله وعبد الرحمن وهما في أتم الصحة والعافية
أسأل الله أن يحفظهم ويحميهم وسائر أولاد المسلمين
أعرف أنني تأخرت عن المسابقة
ولكن وضعت قصتي للاستفادة منها
أكثر من أني وضعتها لاشتراكي بالمسابقة
فإن قبلتوها فجزاكم الله خيرا
وان لم تقبلوها فيكفيني دعواتكم ودعوات أخواتي
[/frame]
مواقع النشر