مــــن فضــائـــ يـــوم عـــرفة ــــل
===========================
1 - أنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة :
ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلا من اليهود قال له:
يا أمير المؤمنين ، آية في كتابكم تقرءونها ،
لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا .قال أي آية ؟ قال :
{ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } [المائدة :3] .
قال عمر : قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم :
وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.
2 - أنه يوم عيد لأهل الموقف :
قال صلى الله عليه وسلم :
" يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام ، وهي أيام أكل وشرب "
رواه أهل السنن .
وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه قال : " نزلت - أي آية ( اليوم أكملت ) -
في يوم الجمعة ويوم عرفة ، وكلاهما بحمد الله لنا عيد " .
-3 أنه يوم أقسم الله به :
والعظيم لا يقسم إلا بعظيم ، فهو اليوم المشهود في قوله تعالى :
" وشاهد ومشهود " [البروج :3] ،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" اليوم الموعود يوم القيامة ، واليوم المشهود يوم عرفة ، والشاهد يوم الجمعة .. "
رواه الترمذي وحسنه الألباني .
وهو الوتر الذي أقسم الله به في قوله :
" والشفع والوتر " [الفجر :3 ]،
قال ابن عباس : الشفع يوم الأضحى ، والوتر يوم عرفة .
وهو قول عكرمة والضحاك .
4- أن صيامه يكفر سنتين :
فقد ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
سئل عن صوم يوم عرفة فقال : " يكفر السنة الماضية والسنة القابلة " رواه مسلم .
وهذا إنما يستحب لغير الحاج ، أما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة ؛
لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك صومه ،
وروي عنه أنه نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة .
************
5 - أنه اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم :
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بنعمان - يعني عرفة -
وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها ، فنثرهم بين يديه كالذر ، ثم كلمهم قبلا ، قال :
{ ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين
أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من يعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون }
[الأعراف :172-173] ،
رواه أحمد وصححه الألباني ،
فما أعظمه من يوم وما أعظمه من ميثاق
************
6 - أنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف :
ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة ،
وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء ؟ "
وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة ،
فيقول : انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا "
رواه أحمد وصححه الألباني .
والله تعالى أعلم .
الشيخ محمد صالح المنجد
مواقع النشر