قال ابن كثير : لا خلاف أن جميع أولاده من خديجة بنت خويلد . سوى إبراهيم ، فمن مارية بنت شمعون القبطية .
وقال ابن القيم : أولهم القاسم ، ثم زينب ، ثم رقية وأم كلثوم وفاطمة ، ثم ولد عبدالله ـ وفى زمن ولادته اختلاف ـ ثم ولد إبراهيم بالمدينة .
الأبوة الحانية :
تلك الأبوة التى تحمل فى ثناياها كل معانى الرحمة والعطف والحنان والرعاية والحب .
قفد كان صلى الله عليه وسلم شغوفا بهم فى صغرهم فها هو يذهب الى العوالى ـ والعوالى على بعد 3 أميال من المدينة ـ ليزور ابنه إبراهيم فيقبله ويشمه ثم يعود .
وكان يذهب صلى الله عليه وسلم الى بيت فاطمة ليس له قصد سوى تقبيل الحسن ومعانقته .
وقد كان هذا مسلكه فى مجالسه الخاصة والعامة فقد قبل الحسن يوما وعنده الأقرع بن حابس فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحد ، فنظر اليه صلى الله عليه وسلم فقال : من لا يرحم لا يرحم .
إن حب الأولاد وتقبيلهم مؤشر على وجود الرحمة فى القلوب ، والطفل يحب المداعبة وهى ضرورية لاستكمال بنائه النفسى والجسمى . وينقل لنا البراء صورة من صور الكمال الانسانى فيقول : رأيت النبى صلى الله عليه وسلم والحسن بن على على عاتقه .
وكان صلى الله عليه وسلم يكرم بناته ، وكان إذا دخلت عليه ابنته فاطمة يقوم لها ويقبلها ويجلسها عن يمينه ، وربما بسط لها ثوبه .
وكان يحزن لحزنهن ويرحم المريض منهم ويهتم لمرضه .
ومع كل هذا الحب وهذا العطف لا تأخذه العواطف فى تنفيذ الأولويات ، فلم يلب طلب فاطمة حينما طلبت خادما من السبى فقال : والله لا اعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم ....
وحتى الصغار لا تهاون معهم فى تطبيق أوامر الله ، فهذا الحسن والحسين كانا يلعبان بتمر الصدقة ، فأخذ أحدهما تمرة فجعلها فى فيه فقال له النبى صلى الله عليه وسلم : كخ كخ .. فأخرجها من فيه ثم قال : أما علمت أن آل محمد لا يأكلون الصدقة . متفق عليه
إنها تربية الانضباط مع أوامر الشرع .
(من معين الشمائل .صالح الشامى)
مواقع النشر