السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
طبعا قبل ان اتشجع كي اطرح القصة التى كتبتها بعثتها للغالية و الحبيبة اختنا هدية
حتى ارى رأيها فيما كتبت و الحمد لله انها شجعتني و رفعت معنوياتي
فجزاها الله خير و رفع شأنها في الدارين
هذه قصة حقيقية دارت بيني و بين ابنتي عندما كانت في بداية الصف الثاني ابتدائي و هي عبارة عن الجزء الاول في القصة
اما الجزء الثاني فدارت احداثها قريبا جدا من شهر تقريبا و هي الان في الصف الرابع الابتدائي
و مهما حرصنا على تربية ابنائنا على ما نريد الا ان المحيط الخارجي لابد ان يعمل العكس
اترككن مع احداث القصة الواقعية و بانتظار مشاركتكن و ردكن بكل قلب رحب
انا ام كجميع الامهات احلم باطفالي ليل و نهار بان اجعلهم من افضل الناس و بان يكونوا مميزين
و الى طريق الحق سائرين .
في عصر ذلك اليوم المشمس الجميل دخلت علي ابنتي بتلك الكلمات و التى تناثرت حروفها علي و كأنها حبات من البَرِد القاسي بقولها :
امي انت قاسية !!!!!!!
كانت تلك الكلمة كافية لان تنتزع مني جمال اليوم و الساعة
فرددت عليها بسرعة و من دون تفكير
قاسية !!!!!! انا يا بنيتي !!!!!! لماذا يا فلذة قلبي ؟؟؟؟؟؟
قالت :انت تقسين علي و تحمليني مسؤولية انا ما زلت عليها صغيرة .
كيف ذلك يا العزيزة ؟؟؟
انهالت مني تلك العبارة بكل ضعف و انكسار حتى تمنيت الزوال
فاجبتني :صديقاتي يذهبن الى بيوتهن بعد المدرسة لوحدهن او عن طريق سيارة الاجرة
صديقاتي لديهن هواتف نقالة يتصلن ببعضهن
صديقاتي لديهن بريد الكتروني و كمبيوتر و انت تقولين انني ما زلت على ذلك صغيرة!!
صديقاتي يلبسن ما يشتهين من الثياب سواء اكانت قصيرة او ضيقة
صديقاتي يشاهدن التلفاز من المسلسلات و البرامج للكبار
انت دائما تحدثيني بانك تخافين علي و تشددين علي في مشاهدة التلفاز و تحثيني على قرأة الكتب و غيرها الكثير من الاعباء التى حملتني اياها و انا ما زلت صغيرة
فابتسمت لها بكل حب و حنان بعدما عرفت سبب ذلك البيان
فاحتضنتها بكلى ذراعي و قلت لها
يا حبيبة الروح و الفؤاد لن تعرفي مدى حبي و خوفي عليك الا عندما تكبرين و بعدها ستعرفين
اعرف بانني اظغط عليك الان و بشدة و ذلك لحرصي و خوفي عليك بعدم الوقوع في المستقبل بشيئ لا يحمد عقباه
تعالي هنا يا صغيرتي دعينا نستعرض الامور التى ذكرتيها واحدة تلو الاخرى
صديقاتك يذهبن بعد المدرسة مشيا على الاقدام او في سيارة الاجرة بعد الدوام انا اخاف عليك من الذهاب لوحدك
فانت لا تعلمين ما يخبئه لك الطريق من اناس ماتت لديهم الضمائر و القلوب
و كم من قصة سمعناها من اهمال الاهل لاطفالهم و نتجت عنها الويلات و الدموع
و اما الهواتف النقالة فالان ليس بوقته فانت لازلت صغيرة على استخدامها فكم من فتاة صغيرة غرر بها عن طريق شاب او رجل و باتت تتقلب بين احضان اهلها و هي خائفة من الفضيحة و الخذلان و عدم الامان
اما الثياب و ما ادراك ما الثياب فانت مميزة بلباسك الشرعي فهو العفة و النجاة من حر الدنيا ونيران الاخرة
اما التلفاز و جهاز الكمبيوتر فسيأتي وقته عاجلا ام اجلا
اما برامج الكبار فهذه مصيبة عليهم فما بالك عليك يا الحبيبة فهناك من المشاهد و الافكار ما يخجل منه الكبار فكيف بالصغار و هم اولى بان يصونوا اعينهم و تفكيرهم عن تلك الشرور و الاوحال ؟؟؟
فيا حبيبة قلبي لكل مقام مقال انت الان استمتعي بطفولتك و برائتك و ستكبرين و ستعرفين لماذا تلك الشدة و ذلك الخوف
فبادلتني تلك العيون الصغيرة نظرة غريبة و تقبلت الكلام على مضض و انتهى الحوار
و بعد سنتان كنا انا و اياها جلوس نتكلم عن المدرسة و الرفيقات و اخبرتني بان لها صديقة مقربة تتمنى ان اكون والدتها
فاسألتها لماذا؟؟؟؟
فاجابتني
لانني اخبرتها بانني عندما انظف غرفتي فانك تكافئيني بالهدايا و الحنان
و عندما تحدثيني فانك تعامليني كالكبار و تستمعين لي في الحوار
و عندما اخطئ لا تضربيني و انما توجهيني بالتأنيب و الكلام
و تخبريني سبب عن ذلك الملام
و في الكثير من الاحيان تعطيني الهاتف النقال و الكمبيوتر لكي العب و امارس ما احب فعله من الرسم و النقر على الازرار
و عندما ادخل السرور الى قلبك فانت تقابليني بالحب و الوئام
امي انا احبك كثيرا
فقلت لها
و اين ذلك الحوار و الذي مضى عليه سنتان الان؟؟؟
ما رأيك لو كانت امك غيري فهل تقبلين بذلك يا الغالية؟؟
فاجبتني بسرعة لا و الف لا انا احبك كما انت يا امي
فشعرت وقتها بنشوة الانتصار بانني فعلا لم اكن تلك الام القاسية كما توهمت بنيتي و لكنها عاطفة و حنان و خوف الام لا مجال لها من التبديل و النكران
و بذلك انتهى الحوار بذهابي الى مداراة امور الدار
مواقع النشر