"الشدة" زيٌّ تقليدي مشهور في مدينة "تلمسان" الجزائرية، ويعتبر لباس العروس وحلتها التراثية، ويصل وزنه إلى 15 كلغ، كونه مرصع بأصناف متنوعة من المجوهرات النفيسة، ويبلغ سعره 4 آلاف دولار لأنه مطرز بخيوط ذهبية.
صنفت اليونسكو لباس "الشدة" تراثا إنسانيا عالميا نظرا لقيمته التاريخية والجمالية والحضارية، ولأنه لباس ملكي كان يرتديه قديما الملوك الزيانيين في مدينة تلمسان العريقة. يسمى هذا اللباس الملكي بالشدة، وهو فستان حريري واسع الأكمام، مصنوع من قماش رقيق وشفاف يسمى القطيفة، منمق بحبات من اللؤلؤ ومرصع بالبرقة والدانتيل المطرز، الذي يطلق عليه التلمسانيون اسم "الفتلة"، وهو خيط ذهبي يصنع في مدينة تلمسان عاصمة الزيانيين، يستخدم في عملية التطريز ولهذه الأشكال المطرزة دلالة عميقة، ترتبط بالبيئة الزيانية في مدينة تلمسان، كالعمران والحدائق وجمال المرأة، ويعتمد الطرازون على اللون الذهبي ليضفي على الثوب لمعانا شديدا ملفتا للأنظار، لذلك اشتق هذا اللباس تسميته من اللمعان الشديد. الشدة لباس ملكي فخم توارثه التلمسانيون جيلا بعد جيل، حافظوا عليه وصانوه من رياح التغيير والتجديد، هو مصدر فخرهم واعتزازهم ومرجعيتهم التراثية والثقافية بامتياز في مدينة تلمسان، عاصمة الزيانيين.
مواقع النشر