عبـادة سهلـة تنقيـك مـن الخطـايـا
===============================
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا توضأ العبدُ المسلمُ ( أو المؤمنُ ) فغسل وجهَه ،
خرج من وجهِه كلُ خطيئةٍ نظر إليها بعينيه مع الماءِ ( أو مع آخرِ قطرِ الماءِ )
فإذا غسل يديه خرج من يديه كلُ خطيئةٍ كان بطشتها يداه مع الماءِ ( أو مع آخرِ قطرِالماءِ )
فإذا غسل رجليه خرجت كلُّ خطيئةٍ مشتها رجلاه مع الماءِ ( أو مع آخرِ قطرِ الماءِ)
حتى يخرجَ نقيًا من الذنوبِ ) رواه مسلم
شـــرح الحــديــث
ذكر الشيخ رحمه الله فيما نقله عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ في فضائل الوضوء الذي أمر الله به في كتابه ،
في قوله تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ
وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ } (المائدة:6)
هذا الوضوء تطهر فيه الأعضاء الأربعة ؛ الوجه ، اليدان ، والرأس ، والرجلان ،
وهذا التطهير يكون تطهيراً حسياً ، ويكون تطهيراً معنوياً .
أما كونه تطهيراً حسياً فظاهر ؛ لأن الإنسان يغسل وجهه ، ويديه ، ورجليه ، ويمسح الرأس ،
وكان الرأس بصدد أن يغسل كما تغسل بقية الأعضاء ،ولكن الله خفف في الرأس ؛
ولأن الرأس يكون فيه الشعر ،والرأس هو أعلى البدن ،
فلو غسل الرأس ولا سيما إذا كان فيه الشعر ؛لكان في هذه مشقة على الناس ،
ولا سيما في أيام الشتاء ،ولكن من رحمة الله ـ عز وجل ـ أن جعل فرض الرأس المسح فقط ،
فإذا توضأ الإنسان لا شك أنه يطهر أعضاء الوضوء تطهيراً حسياً ،وهو يدل على كمال الإسلام ؛
حيث فرض على معتنقيه أن يطهروا هذه الأعضاء التي هي غالباً ظاهرة بارزة .
أما الطهارة المعنوية ، وهي التي ينبغي أن يقصدها المسلم ، فهي تطهيره من الذنوب ،
فإذا غسل وجهه ، خرجت كل خطايا نظر إليها بعينه ،
وذكر العين ـ و الله أعلم ـ إنما هو على سبيل التمثيل ،
وإلا فالأنف قد يخطئ ، والفم قد يخطئ ؛ فقد يتكلم الإنسان بكلام حرام ،
وقد يشم أشياء ليس له حق يشمها ،
ولكن ذكر العين ؛ لأن أكثر ما يكون الخطأ في النظر .
فلذلك إذا غسل الإنسان وجهه بالوضوء خرجت خطايا عينيه ،
فإذا غسل يديه خرجت خطايا يديه ، فإذا غسل رجليه خرجت خطايا رجليه ،
حتى يكون نقياً من الذنوب . ولهذا قال الله تعالى حين ذكر الوضوء والغسل والتيمم :
{ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ } ،يعني ظاهراً وباطناً ، حساً ومعنى ،
{ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}(المائدة:6) ،
فينبغي للإنسان إذا توضأ أن يستشعر هذا المعنى ،أي أن وضوءه يكون تكفيراً لخطيئاته ،
حتى يكون بهذا الوضوء محتسباً الأجر على الله ـ عز وجل ـ والله الموفق .
شرح رياض الصالحين (ابن العثيمين)
استشعـروا فضـل هـذه العبـادة وأنتم تـؤدونهـا ..
مواقع النشر