من المعلوم أن البلاك يتكوّن نتيجة بقايا الطعام واللعاب التي تلتصق على جميع أسطح الأسنان، وحتى في ما بينها. ومع مرور الوقت، يميل البلاك لأن يصبح أكثر صلابة، مسبباً بذلك الجير. إلّا أنه ومن خلال تنظيف الأسنان بشكل صحيح، يمكن الحد من تشكّل البلاك ونمو البكتيريا.
وعندما نتحدّث عن التنظيف الجيّد، لا نعني فقط اعطاء الوقت الكافي لهذه العملية والحرص على تطبيقها بعد تناول كل وجبة غذائية، خصوصاً السكريات والشوكولا والحلويات. إنما نعني أيضاً استخدام خيط الأسنان تلقائياً بعد الانتهاء من الفرشاة.
إن التشديد على أهمية استخدام خيط الأسنان، لا يعني مطلقاً الاستغناء عن الفرشاة. فالخيط يأتي بالتأكيد كمكمّل لعملية التنظيف، وهو ضروري جداً إذ إنه يهدف إلى إزالة البلاك الموجود بين الأسنان، حيث إن الفرشاة لا تكون قادرة على العبور في هذه المناطق الضيّقة بشكل ملائم وفعّال.
يمكن لخيط الأسنان أن يكون مصنوعاً من النايلون والتفلون (Teflon) أو البولي إثيلين (Polyethylene)، كما يمكن أن يكون مشمّعاً أو لا. وما هو إيجابي في الخيط المشمّع أنه يسهّل عملية المرور بين الأسنان، إلا أنه أقل فاعلية من الخيط غير المشمّع. فصحيح أن استعمال هذا الخيط أصعب ويتطلّب المزيد من المجهود، إلّا أنه أكثر جدوى في تنظيف الأسنان.
لكن كيف يجب التعامل مع خيط الأسنان؟
بعد قصّ خيط 40 سم، يُلف معظمه حول الإصبع الأوسط من كل يد بحيث يبقى حوالى 5 سم ما بين الإصبعَين. وبعد ذلك، يتمّ إدخال الخيط برقّة بين الأسنان، على أن تتمّ عملية التنظيف في ما بينها بحركة رأسية من الأعلى إلى الأسفل، وإعادة تكرار هذه التقنيّة مرات عدة. ومن أجل ضمان أفضل النتائج، يُستحسن استعمال هذا الخيط بانتظام بعد الانتهاء من استخدام فرشاة الأسنان.
أما إذا كنت تتساءل إن كان الخيط أهمّ من الفرشاة المخصّصة للمرور بين الأسنان، فاعلم إذاً أن هذه الأخيرة تكون مُجدية فقط عند الأشخاص الذين لديهم مساحة كافية بين أسنانهم. وإلّا ستكون مضطراً للاستعانة بالخيط من أجل ضمان عملية تنظيف كاملة وجيّدة.
وإلى جانب الفرشاة والخيط، لا بد كذلك من الاستعانة بمعقّم أو مطهّر الأسنان: فصحيح أنه لا يمكنه إزالة البلاك المخبّأ بين زوايا الأسنان بشكل كلّي، إلا أنه يقضي بطريقة فعّالة على بقايا الطعام، بالتأكيد إلى جانب الفرشاة والخيط اللذين لا يمكن الاستغناء عنهما مهما يكن الأمر.
ولا بد من لفت الانتباه أخيراً إلى أنه، وحتى مع الاستخدام اليومي لخيط الأسنان والفرشاة والمعقّم، يبقى للبلاك أثر بسيط. من هنا أهمية الانتظام في استشارة طبيب الأسنان للكشف عن صحّتها وإزالة الجير ومحاربة التسوّس وضمان أسنان نظيفة وقويّة لأطول فترة ممكنة.
مواقع النشر