انظري كيف كانت خاتمتها!!

**مجداف الحب** · 11-09-2007, 03:42 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إنك ميت وانهم ميتون........هذه سنة الحياة!!

جميعنا سنموت لكن ماذا قدمنا للحياة الآخرة...وهل صبرنا عن ملذات الدنيا ولهوها وهل قبضنا على ديننا..كي لا يتفلت وينسل ..ويضيع!!

القابض على دينه كالقابض على الجمر...في زماننا هذا!!

دعوني أحدثكم عن فتاة في ربيعها الثاني والعشرون كانت من القابضات على الجمر..فهنيئاً لها الجنان..والنعيم المقيم...أحسبها كذلك والله حسيبها..

فتاة يشهد لها الجميع بالأخلاق الحسنة..والتسامح وطهر القلب..فتاة أحبها الجميع ..الكبار وحتى الأطفال ..
لقد أحببتها منذ أن إلتقيتها أول مرة..سكنت قلبي ..
لا زلت أذكرها..حينما أتت لزيارتي..وحان موعد صلاة المغرب بدأت تردد خلف المؤذن ثم توضأت وصلت وشرعت في الأذكار والتسبيح..عدنا سريعاً بعد أ سبحنا على عجل للحديث ..(الهروج الفاضية)
لكنها بقيت تذكر الله ولم تهتم بأحاديثنا حتى فرغت من الذكر..
لا زلت أذكر وأذكر..ولن أنساها ماحييت من الدعاء..
كانت بارة بوالدتها.. صاحبة صدقة......وصاحبة دعوة عبر الإنترنت..

قبل اقل من شهر

قد ودعت الدنيا بعد مرض فتك بها. ..طوال سنة.. كانت صابره ..يعتصرها الألم ..لم تبالي ..كل مافي الامر جرثومه في المعده..وتشخيص آخرالتهاب القولون ..وو...لم تهتم لذك ..اجتهدت في دراستها فهي في آخر مرحلة في المستوى الرابع..وفي ايام الأختبارات ادخلت المستشفى بعد أن إشتدت ألآمها ..وكانت تتمنى الخروج لتكمل باقي الاختبارات..
ولم يتضح المرض إلا قبل شهرين من وفاتها..ظهر فجأة واشتد .. وانتشر في جميع جسمها ..إنه السرطان..والعياذ بالله ..منعها من الأكل...كانت تتقيأ كل شئ بل حتى إن لم تذق شيئاً ..لقد صبرت رغم المعاناة..لا تحب الشكوى لغير الله..صابرة محتسبة..كانت تردد دوما الحمد لله رب العالمين..
فارقت الأهل والأحباب والأصحاب ..رحلت عن دنيانا إلى حياة آخرة..

لقد كانت خاتمتها جميلة تغبط عليها...صلت فروضها الخمس..بالرغم من أنها لا تستطيع حراكاً..
طلبت من أختها أن توضأها..
رأفت بحالها أختها وقالت لها لقد صليتي ..لكنها قالت لها لا والله لم أصلي حتى الآن تعالي وضيئيني..ثم صلت أخر صلواتها..وكان لسانها يلهج بذكر الله ..بين تسبيح وتهليل ....

رفضت في يوم الجمعة أن تأخذ المسكن..وصبرت على الآلام ..وكانت تقول قبل وفاتها حسبي الله ونعم الوكيل..حسبي الله ونعم الوكيل..
فجأة طلبت من إخوتها أن يرفعوها..فأجلسوها ..وهي تقول إرفعوني أكثر.. إرفعوني أكثر..لم تكن تنظر في وجوههم بل كانت تنظر فوق رؤوسهم.

.يا ترى هل كانت ترى شيئاً لم يروه..؟!!

ماذا رأت ..هل هم ملائكة الموت !!..ولماذا كانت متلهفة لأن تراهم!!
......................................
ولما أحست بسكرة الموت قالت لاإله إلا الله محمداً رسول الله..ثم أغمضت عيناها وسلمت روحها لبارئها..
لم يشعر بها أحد ..كان إخوتها حولها ..ظنوا بأنها قد نامت..لكنها قد نامت نوماً عميقاً للأبد..

غسلتها المغسلة وهي تقبلها وتقول لماذا تبكون عليها إنها ريحانة إنها والله من أهل الجنة..!!
تبدو كأنها حية لم تمت..وكأنها نائمة..جسمها طري جداً ..ووجهها منيرجداً..وكأنها تبتسم..
كان المرض قد انهكها..وأذبلها وغير من شكلها..لكن بعد موتها تبدل شكلها وامتلأ وجهها ..وابيضت ونورت..

فهنيئاً لها..والله لقد كانت في يوم الجمعة تلازم سجادتها ومصحفها تسبح الله وتذكره..وهاهي في يوم الجمعة رغم الألم ..لم يفتر لسانها عن ذكر الله..حتى ماتت..
فهنيئاً لها قد لاقت جزاء أعمالها الصالحة...

اللهم أرحمها وأسكنها فسيح جناتك...

اللهم اغسلها بالماء والثلج والبرد..اللهم نقها من الذنوب كما ينقى الثوب الابيض من الدنس..اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة..
..........................
إنا لله وإنا إليه راجعون

ربي أجرنا في مصيبتا هذه واخلفنا خيراً منها

.................................................. ...........

أرأيتم كيف تكون خاتمة المؤمن الصابر على طاعة الله وعلى إبتلاءه...
اللهم أحسن خاتمتنا وثبتنا بالقول الثابت عند الممات وفي القبر