بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:
{ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَاموسى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى }
[طه:17]
قال الإمام القرطبي - رحمه الله تعالى - في تفسيره الجامع لأحكام القرآن (11/187-189):
[ تعرض قوم لتعديد منافع العصا منهم
ابن عباس - رضي الله عنهما - قال:
- إذا انتهيت إلى رأس بئر فقصر الرشا وصلته بالعصا.
- وإذا أصابني حر الشمس غرزتها في الأرض وألقيت عليها ما يظلني.
- وإذا خفت شيئا من هوام الأرض قتلته بها.
- وإذا مشيت ألقيتها على عاتقي وعلقت عليها القوس والكنانة والمخلاة.
- وأقاتل بها السباع عن الغنم. ]
وروى عنه ميمون بن مهران قال:
إمساك العصا سنة للأنبياء، وعلامة للمؤمن.
وقال الحسن البصري: فيها ست خصال:
1- سنة للأنبياء.
2- وزينة الصلحاء.
3- وسلاح على الأعداء.
4- وعون للضعفاء.
5- وغم المنافقين.
6- وزيادة في الطاعات.
ويُقال:
إذا كان مع المؤمن العصا:
- يهرب منه الشيطان،
- ويخشع منه المنافق والفاجر،
- وتكون قبلته إذا صلى،
- وقوة إذا أعيا.
ولقي الحجاج أعرابيا
فقال: من أين أقبلت يا أعرابي؟
قال: من البادية.
قال: وما في يدك؟
قال: عصاي:
- أركزها لصلاتي،
- وأعدها لعداتي،
- وأسوق بها دابتي،
- وأقوى بها على سفري،
- وأعتمد بها في مشيتي لتتسع خطوتي،
- وأثب بها النهر،
- وتؤمنني من العثر،
- وألقي عليها كسائي فيقيني الحر، ويدفئني من القر،
- وتدني إلي ما بعد مني،
- وهي محمل سفرتي،
- وعلاقة إداوتي،
- أعصي بها عند الضراب،
- وأقرع بها الأبواب،
- وأتقي بها عقور الكلاب؛
- وتنوب عن الرمح في الطعان؛
- وعن السيف عند منازلة الأقران؛
- ورثتها عن أبي، وأورثها بعدي ابني،
- وأهش بها على غنمي، ولي فيها مآرب أخرى، كثيرة لا تحصى.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
منقول من . صيد الفوائد .
مواقع النشر