مفكرة الإسلام: ندد الكاتب والصحفي الأسباني إكسافيار برو دي سالا بإبادة قوات الاحتلال الأمريكية لمدينة الفلوجة إلا أنه ذكر نظرية تؤكد أن الفدائيين الذين يقاتلون من أجل الحرية دائمًا ينتصرون في النهاية مهما كانت قوة الطرف الآخر.
وبحسب ما ذكرته الوكالة الإسلامية 'إسلام لاتينو'، انتقد الكاتب الأسباني بشدة إبادة قوات الاحتلال الأمريكية لمدينة الفلوجة، مشيرًا إلى أنه لم يعد هناك مستشفيات ولا مساجد ولا مبانٍ عامة ولا مؤن ولا مياه ولا كهرباء، واصفًا الهجوم الذي حول الفلوجة إلى أنقاض بأنه مشابه إلى حد كبير لهجوم النابالم في فيتنام.
وأردف قائلاً: إنه بالرغم من ذلك لا يمكن إبادة دولة تضم حوالي عشرين مليون مواطن تمر بها أنهار عظيمة منحت الازدهار للحضارات المدنية الأولى، بقتل بضعة آلاف من مواطنيها، كما أوضح أن التصعيد العسكري الأمريكي بمستويات التدمير العالية التي يقوم بها يضاعف خطر شحذ همم العرب بشدة أكبر، فضلاً عن إثارة موجات جديدة من الاعتراضات ليس في أوروبا فقط وإنما في الولايات المتحدة كذلك، مؤكدًا أنه ليس من الممكن قبول احتلال دولة لتدميرها والقضاء عليها، مشيرًا إلى أنه إذا كان مستوى انتقام المقاومة الداخلية يتخطى حدود المناوشة إلى الهجوم, وإذا كان هدف القضاء على المناطق الخارجة عن السيطرة يتحقق فقط من خلال تحويلها إلى لا مناطق، فإن النتيجة قد تصبح أسوأ بالنسبة لقوات الاحتلال.
وأضاف الصحفي الأسباني أنه حتى العراقيين الذين كانوا يرون أن الوجود الأمريكي يمكن احتماله أو حتى الاستفادة منه في مصالحهم يرونه الآن كتهديد شامل، فبالنسبة لهم تعني الهزيمة في هذه الحرب القضاء على دولتهم وعاداتهم ومعتقداتهم وطرق حياتهم وحتى إمكانية بقائهم على قيد الحياة.
وأشار الكاتب الأسباني إلى نظرية هامة للغاية للمفكر الألماني المعروف كارل سكميت يؤكد فيها أن المقاتل ضد المحتل [الفدائي] في الحرب الحديثة يمتلك دائمًا الأوراق الرابحة، موضحًا أن عامل تحرير الأرض إلى جانب العامل الفكري الذي يتمثل في ضرورة التدمير الشامل للعدو كأمر لا غنى عنه يشكلان عاملاً حاسمًا في النزاعات الحربية للقرن العشرين، مؤكدًا أنه حتى الآن من كان لديهم هذان العاملان لم يخسروا بالرغم من كونهم في معظم الأحوال الأضعف والأقل تسليحًا.
وأضاف الكاتب أن ما يعتبر بالنسبة للغازي أو القوة الاستعمارية حربًا لا تتم المراهنة فيها بشكل كبير، فإن البديل بالنسبة للمحتل إما كل شيء أو لا شيء. واختتم سكميت نظريته بأنه في الحروب الثورية وحروب التحرير يفوز من تكون لديه القدرة الفعالة على اعتبار خصمه كعدو شامل ينبغي تدميره, وأن من يوجد أمام عدو ثوري ويبغي الحرية في الوقت ذاته يخسر دائمًا.
رد مع اقتباس
]
مواقع النشر