صندوق الاستثمارات العامة والتمويل العقاري
كلمة الاقتصادية
يعدّ نظام الرهن العقاري المتوقع صدوره قريبا, من أهم الأنظمة من حيث التأثير الفعلي في العمل الاقتصادي المحلي, خصوصا ما له علاقة بنشاط التطوير والتمويل العقاري، فالمملكة اليوم تعتبر في حاجة ماسة إلى عشرات الآلاف من المساكن سنويا لتلبية الطلب عليها، كما أن المشترين في حاجة ماسة إلى نظام يوفر لهم القروض التي يستطيعون من خلالها امتلاك منازل لهم بأقل تكلفة تمويلية وبضمانات كافية، وفي الجانب الآخر فإن الممولين يحتاجون كذلك لنظام يساعدهم على إتمام عمليات التمويل بطريقة تكفل لهم حقوقهم وتساعدهم على تطوير نشاطهم.
البنوك من جهتها تعلم أن نشاط التمويل العقاري من أكثر الأنشطة ربحية, لكنها لم تتوسع فيه في السنوات الماضية, لأنها تبحث عن أرضية نظامية صلبة تكفل تخفيض المخاطر المرتبطة بهذا النشاط، من هنا جاءت الفجوة بين العرض والطلب على القروض العقارية, وهذا ما أسهم في ارتفاع تكلفتها على المقترض.
قلنا في كلمة سابقة إن نشاط التمويل العقاري ليس تجاريا حتى يتبع وزارة التجارة, بل هو نشاط مالي بامتياز, وهو ما يتطلب إشرافا مباشرا من مؤسسة النقد مثله مثل نشاط التأمين الذي وضع أخيرا تحت إشرافها، وهذا ما نأمله أن يتحقق في القريب العاجل ـ بإذن الله ـ لسبب بسيط, وهو أن حجم العمليات المتوقعة لهذا النشاط إذا ما تم تفعيل نظام الرهن العقاري سيكون بمئات المليارات خلال سنوات قليلة.
إن منع المساهمات العقارية التقليدية وفتح المجال أمام الصناديق العقارية المنظمة, يصب في تنظيم عمليات التطوير, كما أن نظام الرهن العقاري يصب في تنظيم عمليات التمويل, وهما إجراءان مكملان لبعضهما بعضا وسيدفعان إلى توسع كبير في النشاط العقاري في المستقبل.
لكن البنوك وشركات التقسيط الحالية غير قادرة على مسايرة الطلب المتزايد على عمليات التمويل طويلة الأجل مثل تمويل المساكن, حتى مع تفعيل نظام الرهن العقاري، وهو ما يتطلب تدخلا حكوميا نادينا به في كلمة سابقة, وها هو يظهر على أرض الواقع، حيث صرح الأمين العام لصندوق الاستثمارات العامة, بأن الصندوق مهتم جدا بدخول نشاط تمويل المساكن بعد إقرار نظام الرهن العقاري، وإذا ما حصل ذلك فعلا, فإنه سيحدث انتعاشا كبيرا لسوق العقارات، كما أنه سيسهم في امتلاك الآلاف من الأفراد مساكن لهم في السنوات المقبلة.
البنوك لا تستطيع أن تمول بجزء كبير من سيولتها امتلاك المساكن, لأنها تحتاج إلى هذه السيولة في الإقراض قصير ومتوسط الأجل، من هنا تأتي أهمية دخول صندوق الاستثمارات العامة لنشاط التمويل العقاري.
في رأينا, أن الصندوق بتوجهه هذا يضرب عصفورين بحجر واحد، فهو من جهة يوفر سيولة كبيرة للباحثين عن مساكن سيستفيد منها المطورون في إنشاء مزيد منها خلال السنوات المقبلة، ومن جهة أخرى فإنه يوفر قناة استثمارية آمنة إلى حد ما ستمكنه من توظيف جزء من احتياطياته الضخمة بعوائد أعلى من تلك التي يحصل عليها من الأسواق العالمية, أو بالطرق التي اعتاد الصندوق أن يستثمر من خلالها.
دخول الصندوق نشاط التمويل العقاري وإقرار نظام الرهن العقاري, سيحدثان تحولا كبيرا ومهما في سوق العقارات داخل المملكة, وهو ما تحتاج إليه فعلاً.
خبير مصرفي يتوقع ارتفاع عجز الموازنة السعودية إلى 30 بليون دولار في العام الجاري مقارنة بعجز مقدر بـ 17 بليون دولار من جانب الحكومة السعودية
أرقام 05/05/2009
من المرجح أن يسجل الاقتصاد في المملكة العربية السعودية، أكبر الاقتصاديات العربية، عجزا في موازنتها بمقدار 30 بليون دولار في العام الجاري أي ضعف التقديرات الموضوعة من قبل الحكومة السعودية في شهر ديسمبر الماضي حسب تقرير صادر عن مجموعة "إتش أس بي سي" (HSBC) المصرفية.
ويقول المحلل الاقتصادي في المجموعة المصرفية البريطانية، مقرها دبي، إن المملكة ستسجل نفس العجز في العام المقبل 2010.
وكانت وزارة المالية السعودية أعلنت في شهر ديسمبر الماضي الميزانية العامة للمملكة بتحقيق فائض لعام 2008 بلغ نحو 590 بليون ريال وسط توقعات بحصول عجز في الموازنة بنحو 65 بليون ريال (17 بليون دولار) خلال العام 2009 بسبب إبقاء سياسة الإنفاق عند مستويات مرتفعة مع تراجع أسعار النفط.
وكانت الحكومة قد التزمت بالمضي قدما ببرنامج للإنفاق مدته خمس سنوات بمبلغ 400 بليون دولار تستهدف مشروعات البنيات الأساسية وخلق وظائف لتحفيز الاقتصاد السعودي.
يشار إلى أن موجودات مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) تراجعت للشهر الرابع على التوالي مع نهاية شهر مارس 2009 لتصل إلى 1608 بليون ريال بانخفاض قدره 43 بليون ريال مقارنة بشهر فبراير الماضي ما يعادل 2.6 % وهو أدنى حجم موجودات منذ أغسطس الماضي حسبما أطهرت البيانات الشهرية للمؤسسة مؤخرا.
ووفقا لهذه البيانات، جاء التراجع الرئيس في موجودات المؤسسة من خلال انخفاض ودائعها لدى بنوك خارجية بنحو 38 بليون ريال لتصل بنهاية شهر مارس 2009 إلى 315 بليون ريال مقارنة بـ353 بليون ريال في الشهر السابق.
وقال التقرير أن سبب النقص ربما جاء بسبب السحب لتغطية العجز وذلك بدلا عن الاقتراض من البنوك أو اصدار سندات محلية وذلك كي لا تدخل الحكومة كمنافس للقطاع الخاص في الحصول على قروض.
مواقع النشر