**أزمات واحداث كبرى **

[غسق الدجى]

&


الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة

فاز المرشح الديموقراطي باراك اوباما في الانتخابات الرئاسية
في الولايات المتحدة ليصبح
اول اميركي اسود يصل الي البيت الابيض ،
واعلنت التلفزيونات الاميركية "سي بي اس" و"سي ان ان"
و"ايه بي سي" و"فوكسنيوز" ان اوباما حصل
على الحد الادني المطلوب من اصوات كبار

وانتخاب اوباما حدث تاريخي فى عام 2008 في بلد
لم يكن للسود الحق في التصويت فيه حتى نصف قرن مضى.

وسيرث اوباما وضعا اقتصاديا صعبا اذ تمر الولايات المتحدة ومعها العالم باثره باسوا
ازمة اقتصادية منذ الكساد الكبير في العام 1929.
كما انه سيرث حربين تخوضهما بلاه في وقت واحد في العراق وافغانستان.

النشأة

ولد في 4 أغسطس 1961 في هونولولو بولاية "هاواي"، لأب كيني مسلم أسود كان يدرس
في أحد برامج جامعة "هاوي" وأم أمريكية بيضاء من ولاية "كنساس".

الطفولة

بعد زواج استمر ثلاث سنوات انفصل والدا "أوباما" ليعود أبيه المسلم إلى كينيا، وتتولى الأم تربية الابن.

انتقل "أوباما" الصغير إلى العيش في جاكرتا بعدما تزوجت أمه من مهندس بترول أندونيسي،
حيث أنجبت أخته غير الشقيقة "مايا".

انتظم "أوباما" خلال تلك الفترة في مدرسة إسلامية، لكن ما لبثت أمه أن ألحقته بمدرسة كاثوليكية.

وعندما بلغ أوباما العاشرة من عمره عاد إلى ولاية هاوي ليعيش مع جده وجدته لأمه،
وفي تلك الأثناء التقى أوباما بوالده الكيني.

عانى أوباما في سنوات المراهقة من مسألة تنوع أصوله
العرقية وتحديد هويته الثقافية لدرجة تناوله لفترة
وجيزة مخدر المارجوانا والكوكايين.

دراسته

التحق أوباما بإحدى جامعات كاليفورنيا قبل أن ينتقل إلى
جامعة كولومبيا الشهيرة في نيويورك،
حيث تخرج منها عام 1983 حاصلاً على
بكالريوس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية.

[غسق الدجى]

آسيا

عام 2008 , كان أكثر الأعوام سخونة وإثارة فى آسيا.
معظم الأخبار السيئة خلال العام كانت ملامحها أسيوية.
وتصدرت آسيا كل القارات فى أعمال العنف والعنف المضاد
من أفغانستان إلى باكستان والهند ومن العراق إلى فلسطين

كانت إيران محطة مهمة سواء بمشروعها النووى
وبما يحمله من إحتمال توجيه ضربة عسكرية لها ,
وباكستان التى لم تقل عن إيران إستقطابا للانظار
والتى حبس العالم أنفاسه من وقوعها فى نفق الفوضى
وأفغانستان التى علت بسببها أصوات تطالب أمريكا
بأن تعطيها أسبقية حتى على العراق ذاته.

مؤخرا :
إنتهت إجتماعات القوى الكبرى مع إيران فى باريس حول أزمة
برنامجها النووى دون
أن تصل إلى أى نتائج لتؤكد التوقعات أن الحال سيظل على ما هو
عليه لحين تولى الرئيس الأمريكى
المنتخب باراك أوباما منصبه فى يناير المقبل.

أما الصين. فخطفت الأضواء وحدها مع ألعاب الاولمبياد وليس من الوجهة الرياضية فحسب
وإنما أيضا بتوظيف الغرب للحدث لإثارة ملفات لاترغب الصين فى الحديث عنها ومن بينها
حقوق الإنسان والشفافية وإستقلال إقليم التبت.

وفى تركيا. استمر سباق القوة خلال عام 2008 بين حزب
العدالة والتنمية الحاكم ذي الجذور الإسلامية
والنخبة العلمانية التى يقف وراءها الجيش وكانت قضية الحجاب
هى القشة التى أدت إلى دخول تركيا فى
مرحلة الصراع السياسى عندما استطاع حزب العدالة والتنمية الحاكم
فى فبراير إقرار تعديل دستورى يسمح
للطالبات بإرتداء الحجاب فى الجامعات لكن القوى العلمانية المعارضة
أقامت دعوة أمام المحكمة الدستورية
لإلغاء القرار بإعتباره يتحدى الجمهورية العلمانية رغم أن الرئيس
التركى عبد الله جول كان قد وافق عليه.


وكانت أفغانستان وباكستان مسرحا لأحداث ساخنة خلال عام 2008 ,
ففى أفغانستان تعرضت الجبهة الأساسية
للحرب على الإرهاب التى تمتد من جنوب أفغانستان إلى حدود
المنطقة القبلية فى باكستان لفشل ذريع بسبب
عجز القوات الأمريكية وحلفائها من الناتو عن وقف زحف
طالبان المتواصل نحو العاصمة كابول.

ثم جاءت تفجيرات مومباى العاصمة التجارية للهند والتى توجه
أصابع الإتهام فيها لباكستان لتفتح الباب على مصراعيه
من جديد لعودة العداء التاريخى بين الهند وباكستان.

وتعرضت مدينة مومباى العاصمة الإقتصادية للهند فى 26 نوفمبر لهجمات إرهابية موجعة أعادت إلى الأذهان اعتداءات
11 سبتمبر 2001 وخلفت 180 قتيلا و 300 مصاب وسارعت
نيودلهى بتحميل إسلام آباد المسئولية واتهامها بالتورط فى الهجمات.

وأشارت تحقيقات الشرطة الهندية إلى أن المتهم فى هذه التفجيرات هى جماعة عسكر طيبة
الباكستانية التى يقال إنها تلقى دعما من جهاز الإستخبارات الباكستانى.

على جانب آخر نجحت الهند فى دخول النادى النووى العالمى
بعد حظر استمر قرابة 34 عاما على أنشطتها النووية
بعد أن وافق الكونجرس الأمريكى فى أكتوبر على إتمام إتفاقية
التعاون النووى بين أمريكا والهند المعلقة منذ ثلاث
سنوات والتى اعتبرها البعض إنجازا لبوش فى ظل فشله الذريع فى كل
من العراق وأفغانستان.
ويعطى الإتفاق للهند الحق فى الحصول على وقود وتكنولوجيا نووية
من الولايات المتحدة مقابل خضوع منشآتها النووية
المدنية وليست العسكرية للتفتيش.
وفجر الإتفاق جدلا دوليا واسعا لأن الهند ترفض التوقيع على
معاهدة حظر الإنتشار النووى.

أما اليابان فقد واجهت أزمة سياسية صعبة بعد إستقالة رئيس
الوزراء ياسوو فوكادا من منصبه فى أول سبتمبر
ليصبح ثانى زعيم يستقيل فجأة فى أقل من عام بعد أن شهدت شعبيته
تراجعا كبيرا بالرغم من إعادة تشكيل
حكومته والكشف عن مجموعة حوافز لتنشيط الإقتصاد.

وفى ماليزيا. أقدم رئيس الوزراء الماليزى عبد الله بدوى على
حل البرلمان فى 13 فبراير 2008 قبل
أكثر من عام من إنتهاء مدته وأجريت فى 8 مارس من نفس
العام انتخابات عامة أسفرت عن فوز المعارضة




شهدت مناطق مختلفة من قارة أفريقيا , فى عام 2008 , العديد من الأزمات كان من أبرزها
مشكلة السودان مع المحكمة الجنائية الدولية , والقرصنة البحرية فى منطقة القرن الافريقى
والانتخابات الرئاسية فى زيمبابوى والانقلاب فى موريتانيا.

فى السودان , وجه المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية لوليس أوكامبو فى 14 يوليو
اتهامات بالغة الخطورة ضد الرئيس السودانى عمر البشير ذكر فيها أن الرئيس السودانى
قام بتدبير حملة منظمة لإرتكاب أعمال قتل جماعى فى دارفور وطلب اوكامبو من المحكمة
إصدار أمر اعتقال بحق البشير ليكون أول رئيس يصدر بحقه مثل هذا الأمر وهو على رأس السلطة.


وفى الصومال , فى عام 2008 , استمر تساقط أبناء تلك
الدولة نتيجة للصراعات ما بين قتيل وجريح,
فإرتفع العدد الى حوالى أكثر من نصف مليون فرد إضافة
الى الإنهيار السائد فى كل مجال وقطاع ,
فافتقدت الحياة مقوماتها الطبيعية وتلاشت القوانين التى تنظم العلاقات.
لم يعد المجتمع الدولى يهتز أو يتأثر بالمآسى الإنسانية التى تحيق
بالشعب الصومالى طالما بقى
القادة منقسمين فى ولاءاتهم لأثيوبيا وأريتريا وجيبوبى وكينيا
يعطونها الأولوية على الولاء لمصالح
شعبهم الى جانب الصراعات على النفوذ بين القبائل وتصفية
الحسابات بين دول الجوار على الأرض
الصومالية وتدخلات أطراف خارجية.

[غسق الدجى]

المناخ

لم يمر عام 2008 إلا وزادت وتضاعفت مخاوف علماء
البيئة على كوكب الأرض الذى باتت ظاهرة
الاحتباس الحراري اكبر المخاطر التى تواجهه.

ونظرا لما تفرضه هذه الظاهرة من تأثيرات وتداعيات خطيرة ،
وسيناريوهات تتراوح بين جفاف
الأرض وغرقها إلى انخفاضات في درجة الحرارة وارتفاعات في أحيان أخرى تذيب
جليد القطبين وتحرق الغابات فقد تواصلت الجهود العالمية خلال الاثني عشر شهرا
الماضية بغية ايجاد حل لهذه المعضلة الخطيرة.

فحماية البيئة ستكون على الأرجح هي معركة الجيل المقبل كما يقول علماء المناخ.
وذلك في ظل تفاقم كارثة الاحتباس الحراري جراء زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة في الآونة الأخيرة.

ومعلوم لدى الجميع أن آثار هذه الظاهرة الخطيرة لن تقتصر على الدول الفقيرة دون الغنية.
فواقع عام 2008 يقول إن الأعاصير والفيضانات وذوبان الجليد والزلازل كانت بعض المفردات
السوداء التي تألفت من مقدمة قصة طويلة عنوانها "آثار الاحتباس الحراري على الأرض ".

ففي ميانمار وقعت الكارثة الأكبر خلال عام 2008 متمثلى
في دوامة الإعصار نارجيس الذي ضرب
هذا البلد الآسيوي الفقير مخلفا أكثر من ثمانين ألف قتيل،
وأكثر من خمسين ألف مفقود وشرد نحو
مليون شخص في هذا البلد الأسيوي الفقير.

الولايات المتحدة هي الأخرى كانت على موعد مع اكثر
من إعصار كان من بينها آيك وجوستاف اللذان
خلفا قتلى ومصابين وخسائر مادية هائلة كما تكررت المشاه
نفسها في هايتي وجزر الكايمان وغيرهما.

وبحسب مراكز الأرصاد الدولية. فقد كان لذوبان الجليد
نصيب من المخاطر التي تهدد كوكب الأرض
حيث خطت الجبال الثلجية عند القطبين خلال 2008 خطوات
جديدة في طريق الاختفاء وذلك بسبب ارتفاع
درجة الحرارة على الأرض.

ومابين الجهود الدولية المتواضعة والآثار الرهيبة لظاهرة الاحتباس الحراري.
يظل المستقبل البشري على كوكب الأرض رهين المخاوف والتحذيرات.

[غسق الدجى]

تبرز أهم الأبحاث التى أجريت فى العالم عام 2008 ,
أبحاث النانوتكنولوجى والتى يتوقع لها العلماء أن تغير الكثير من الأساليب
والطرق العلمية المختلفة فى كثير من المجالات.

ومن أهمها ما قام به العالم المصرى - الأمريكى الدكتور
شاكر موسى رئيس مركز بحوث التطور الصيدلى
بكليتى طب وصيدلة " ألبنى" بنيويورك فى يناير حيث قاد فريقا
علميا للتوصل للمواد المنشطة
لتكوين أوعية دموية جديدة واستكمال نضوجها والحيلولة دون اضمحلالها ,
كما يحدث لها طبيعيا فى الجسم ,
وهذا يمثل ثورة مستقبلية فى علاج تصلب وانسداد الشرايين.

ونجح الباحثون المصريون فى اكتشاف الخواص المغناطيسية
لجسيمات ذات أبعاد نانو مترية ثم تحضيرها
من جزيئات الكوبالت بطريقة سهلة لتحل محل مواد قديمة
فى التصنيع بكفاءة أعلى وتكلفة أقل ,
وهى تدخل فى مجال تصنيع الاقمار الصناعية وأجهزة المحمول.

كما احتلت تكنولوجيا الجينات والتحاليل الجديدة للتنبؤ بحدوث جلطات القلب
والدماغ والكشف السريع عن الأمراض الوراثية فى الأطفال.
جانبا من أبحاث العلماء ومنها ما أكده الدكتور محمد شعراوى أستاذ التحاليل
الطبية بجامعة القاهرة من إمكان تفعيل الجرعات العلاجية للدواء بالنسبة لكل
مريض عن طريق تحديد التنوع الجينى باستخدام تكنولوجيا النانو ,
وذلك فى إطار ما يسمى بالطب الشخصى الذى يعد أحدث ثورة لتحسين الرعاية
الطبية للمرضى خاصة فى الأدوية الخطيرة مثل أدوية القلب
ومضادات التجلط وأدوية الصرع والسرطان ,
وذلك اعتمادا على التنوع الوراثى للأفراد.

وحدد باحثون أمريكيون وهولنديون ثلاثة جينات لها صلة
بارتفاع مستويات " حمض اليوريك "
فى الدم الذى يسبب مرض النقرس ,
حيث أن الأشخاص الذين لديهم أشكال معينة من هذه الجينات
تزيد لديهم احتمالات التعرض للاصابة بالنقرس
30 إلى 40 مرة عن الذين لايملكونها.
ولمرضى النقرس أيضا ينصح العلماء بتناول الخيار بكثرة ,
فهو مدر لحمض البوريك
والبول فيمنع تكوين حصى المسالك البولية بالإضافة إلى أنه كملين
يساعد على تخليص الجسم من السموم ,
بجانب أنه غنى بلإلأملاح المعدنية الهامة لبناء الجسم
مثل الصوديوم والكالسيوم.

وخلال عام 2008 , نجح باحثون فى ألمانيا فى عزل
جين مسئول مباشرة عن العديد من أنواع الحساسية
ومن بينها الربو وأفادت دراسة أجراها فريق من جامعة
ميونخ بأن الجين يحتوى على تكوين نوع من
" جلوبولين بلازما " الدم الذى يولد الأجسام
الحساسة المضادة ويوجد فقط لدى الثدييات