لا أعرف ماذا أسميه ، نثر ، خاطرة ، شعر .... هو ماباح به خافقي ، وما استرسل به مكنون صدري
نزف القصيد
بقلم / كنون
الأربعاء 16/1/2002
...............
تمدد الجريح بعد المعركة مضرجاً بدمائة
وسط الظلام ، ينتظر المدد والعون من أمته
وطال الإنتظار ومازال يرمق ببصره مد الحرية الآتي
حتى بدأ الفجر يرنو ، ولاح بصيص نور أحمر مخترقاً سواد الليل
فارتسم ظل الجريح على التراب ، ورفع الجريح طرفه
وبدأ معه حواره ...
.........................................
ملحوظة:-
*الجريح باللون الأزرق
* الظل باللون البني
----------------------------
مد الفجر ضياءه
وارتسمت في الأجواء هاله
يبصرها فيغمض عينيه
تتأرجح نظراته بينها وبين خياله
في قسوة البرد سقط ممدداً
والجرح غائر مزق اوصاله
خرت قواه .. جمدت اطرافه
تقطعت انفاسه..تزاحمت أفكاره
فمد للأرض ظلاله
اسند خده للتراب
أعطى ظهره للسحاب
فألقى على ظله سؤاله
تظنني أعيش للضياء؟
ام ستنصرني أمتي على عجاله؟
تحرك ظله قائلا
تبسم .. ترفق .. تجمل
نصرك آتٍ لا محاله!
خرجت زفراته دخان كثيف
عطرت عشب البسيط ورماله
تلفحت وجهه نظرات تأمل وانكسار
متى يطلع علينا النهار؟
أين المليار
أين بيرق الأنصار
اين نفضة الثوار
اين نصل البتار
عار .. عار .. يا امتى انفضي الغبار
فسارع ظله يهدي حاله
هون عليك ايها الحبيب
جرحك النازف سيطيب
حدق فيه فأجابه
تظنني اهاب الموت!
بل بموتي أقتل الأعداء
وألقي عليهم مهابه
تظنني اخاف منظر الدماء!
دمي يا صاح ليس بأغلى من دم الصحابه
تظنني أريد زخرف الدنيا!
قدطلقتها والله لأجاور جنابه
اريد لبني جلدتي عيشا مقيم
رغدا نعيم..
عزا ينقش به التاريخ لنا كتابه
نصنع كفعل القعقاع يوماً
من الجِمال فيلاً .. من الهزيمة نصرأ
من التقهقر مدداً
مجد يطير له ظلام الذل صوابه
اتذكر سعداً يوم الدمامل انتشرت
في جسمه ولم يتوانى
لم يقل اني مريض اترامى
لا اقوى الحراك اتمارى
بل هو قائدهم آخرهم
على الجبل يناظرهم
أطلق الله اكبر أربعا
فدوى التكبير من حناجرهم
وأثخنت لااله الا الله عدوهم
فماتت قبل لقياهم قلوبهم
التحم الصفين في ساح الوغى
تطايرت .. تناثرت.. تناحرت أشلاؤهم
من الصباح الى الصباح قتالهم
والمسلمين يدعون لنصرهم
يبكون لأجلهم .. يتضرعون لمليكهم
وأميرهم يناجي ربهم
يعجل مدهم
يطعم اهلهم
يجبر كسرهم
يبارك أمرهم
فما بال اميرنا!
وما أمر امتنا!
والمسلمين ..ما خطبهم!
أثقل عليهم حتى الدعاء لنا؟
لحيتي تخجلهم
ثوبي القصير يحرجهم
فكري يرعبهم
اصيح بهم اخوانكم..حل الدمار بدارهم
اجتمعوا لهم .. اسمعوا انينهم
يردعلي احدهم
أنت ارهابي
سأوصد دونك بابي
سأحثو بوجهك الترابِ
شد ظله قبضته
وتمالك الأمر برمته
بلع ريقه .. وتحشرجت عبراته
حبس دمعه في مقلته
أحس بصوت صاحبه يخفت .. يبلى
وجسمه أزرق أندى
والفجر مازال في ظلمته
والبرد يتفانى في شدته
والسكون يخيم بسطوته
استرسل المجروح في نزف قصيدته
أين شباب العُربِ البساله
من منهم سن نباله
ايسمعون صوت الثكالى
قد دنس ارضي النصارى
أتسمعون ؟ .. أم تنعمون في الأنس سكارى
اتحسون ؟ .. أم انتم في كلام الغزل سهارى
أتعون؟ .. أم حجبت شمس عقولكم مد الحضاره
ساد صمت طويل.. سكن الظل ستاره
هدأ الرجل الوخيم
يستجدي من الصمت أوجاره
لحظات.. ثم تطاير ظله فرحا .. تغير رسمه
تبسمت صورته
انظر ايها الجريح .. فوج أقبل
قفزت من عينيه نظره...... انها والله بشاره
ارسل الجريح ظله قائلا ..مد طرفك
.. هل تجد منهم اشاره ؟
أردف الظل خطاه
انهم بيض الثيابِ
وماذا؟
جمعهم فاق السرابِ
وماذا؟
أزيزهم هد الهضابِ
وماذا؟
ركبهم أضنى الضبابِ
صاح الجريح .. الـــلــــه أكــــــــــــــبــــــــــر
رد الظل .. نورهم أسفر
ريح العبير من قسمات جراحهم يتفجر
وقفوا أمام الجريح يحيون مقامه
ترجل قائدهم من فوق حصانه
.. تعلو محياه ابتسامه
مد يده للجريح .. تريد أن تستريح
سأردفك خلفي.. ستكون مشعلا لايغيب شعاعه
رد الجريح
من الرجل ؟.. من هذا الركب العطر؟
فأجاب:
نحن ركب الشهداء .. عطر الفيحاء
نور وضياء
يرخص الكل أمامه
رد الجريح بزهو .. اردفوني .. احملوني
سأكون في بيض الصقاع شامه
سأكون في ديجر الظلام كوكبا ينير شهابه
سار الركب بعيدا.. وخلىالجريح مكانه
لوح الظل مودعا .. يبكي الفراق
يبكي الصديق .. الحبيب ذو الشهامه
سمع الظل أنينا
همساً خافتاً .. وزفيراً
التفت الظل وراءه
فأبصر جريحا آخر.. مضرجاً بدماءه
فأعاد معه حواره!!
&*&*&*&*&*&*&*&
شد الليل حجابه
واسدلت ظلمته خماره
انكشفت الساحات الخضراء
والحدائق الغناء
وسطع للكون نهاره
أختكم / كنون
رد مع اقتباس
مواقع النشر