تتناول الباحثة الدكتورة بشرى القضيب من كلية الصيدلة جامعة الملك سعود في حديث لـ (الرياض) اولا وقبل كل شيء التغيرات التي تحدث في وظائف اعضاء الجسم أثناء الصوم لتوضح الفوائد الجسمية والعقلية التي وضعت في الاعتبار لتشرح كيف يكون الصوم علاجاً لعدد من الأمراض المعينة.
فالتغيرات التي تحدث في عملية التحويل الغذائي أثناء الصيام تشمل إخراج الجليكوجين من أماكن تخزينه في الكبد وتحول الجليكوجين الموجود في العضلات وأكسدة المواد الدهنية للحصول على الطاقة اللازمة مع ارتفاع في نسبة الكيتون وكذلك عملية إنتاج جلكوز من الأحماض الأمينية والتي تعد مضادة لعملية تكون الكيتون أو تكون مصدراً للحصول على الجلوكوز ومن الاشخاص غير الصائمين تحدث هذه التغيرات بمعدل بطيء جداً، اما أثناء الصوم فانه من المحتم أن تزيد كمية المواد الداخلة في هذه التفاعلات ويستفاد من هذا ترهيف وزيادة حساسية تفاعلات الجسم لمواجهة أي ضغط أو اجهاد.
وتضيف الدكتورة القضيب انه أثناء الصوم يحدث ابطاء في حركة الأمعاء هذا من ناحية ومن ناحية اخرى تقلل العصارة المعدية وعصارة الأمعاء وافرازات البنكرياس ونتيجة لبطء حركة الامعاء ستطول فترة راحتها ولان الراحة ضرورية فسيولوجية فإن راحة الجهاز الهضمي ستعود بالنفع على الجسم.
وتشدد الدكتورة القضيب على الضرر من صيام مرضى قرحة الاثني عشر لانهم يحتاجون لوجبات منظمة لتساعد القرحة على الالتئام، أما مرض الاسهال الحاد أو المزمن أو أي مرض يصحبه قيء فعليهم الا يصوموا لوجود خطورة جفاف الجسم والتي دائماً ما تصحب هذه الأمراض إذا لم يهتم باعطاء الكمية المطلوبة من السوائل وبالطبع إذا ما كان المريض يشكو من مرض خطير أو في حاجة إلى علاج دائم أثناء النهار فصيامه في هذه الحالة يكون ممنوعاً. وفي الصيام لمرضى القلب يكون راحة وسيلاحظ مرضى الذبحة الصدرية أنه أثناءالصوم ستقل عدد المرات التي يعانون فيها آلام الصدر وذلك نتيجة لانخفاض كمية الدم الذي يدفعه القلب بنسبة 1% وأن المرضى الذين في حاجة لدخول المستشفى أو يحتاجون علاجاً عن طريق الفم أو الحقن أثناء النهار يجب عليهم الا يصوموا.
وعن الصداع النصفي تقول الدكتورة القضيب هو أحد الأمراض التي قد تبدو سبباً لعدم الصوم ولكنه حقيقة قد يكون الصوم هو العلاج وان عدداً من مرضى الصداع النصفي قد يعانون من هجمات حادة إذا صاموا وهؤلاء المرضى عادة ما يكونون من ذوي الطبع المتشكك وكثيراً ما تظهر عليهم أعراض القلق إذا حدث شيء غير صحيح ولهذا يسعون بجدية لتصحيح الاوضاع غير السليمة ووضعها موضع الصحة، وفي الصيام فإن ألم الجوع ليس شيئاً غير محسوس بالنسبة لهم لانهم يعلمون انه يمكن ان يسكنه بالطعام وعليه فإن مرضى الصداع النصفي يمكنهم ان يصوموا ويستفيدوا من الصيام بطريقة صحية.
أما الاشخاص المدخنون والذين يريدون ان يتركوا هذه العادة فانهم سيجدون في الصيام أرضاً جيدة للتدريب على هذا، إن عدم التدخين في رمضان سيكون كافياً لحدوث بعض الاعراض نتيجةة لإلغاء عادة التدخين مما يساعد على ضعف الرغبة إلى التدخين حتى يتمكن الفرد من الاقلاع عن هذه العادة تماماً.
رد مع اقتباس
مواقع النشر