منذ زمن طويل لم تتغير محنة العراقيين الذين يقدسون المرجعية الدينية في النجف الاشرف كثيرا ويحكمونها في أدق مفردات حياتهم والتي يكون زعيمها حسب عقيدتهم الحاكم الشرعي الذي بطبيعة الحال يجب أن يكون جامعا للشرائط أي كل ما يؤهله ويمكنه من قيادة المجتمع والسير به نحو طريق الحياة الحرة الكريمة التي ينعم فيها المواطن بالخير والأمان والسلام ولم تخلو المرجعية يوما من هذا الزعيم والذي يتمسك به الشعب اشد التمسك ويطيعه أيما طاعة ونحن نرى ولله الحمد في هذه الأيام وما سبقها بان السياسيين العراقيين يتحينون الفرص لزيارة هذا المرجع والذي هو وكما يعلم الجميع ..(سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني زعيم الحوزة الدينية في النجف الاشرف)..ويتبركون بلقائه الميمون لتفيض عليهم هذه الزيارة بالبركة والمباركة من قبل سماحته ليمنحهم الشرعية للمضي في سياساتهم الهادفة لخدمة الشعب العراقي المظلوم والارتقاء بمستواه ألمعيشي لمستوى شعب أبي يتبع قائدا عادلا لا فرق عنده بين قوي وضعيف أو مسؤول ومواطن يقود بلدا يعيش فيه الشعب بمختلف أطيافه ومكوناته بحب و تناغم ومودة. لكن ما يحصل الآن والذي لا يمكن أن نغض عنه البصر هو الواقع المؤلم الذي يعيشه السواد الأعظم من العراقيين من البؤس والحرمان وتردي الأحوال المعيشية بسبب الفساد الإداري في جميع مؤسسات الدولة بدون استثناء ومن ترد للخدمات واستشراء للفقر والبطالة التي تفتك بالشباب وما خلفته أعمال العنف التي عصفت بالبلاد من معوقين ويتامى وأرامل ناهيك عن العنف الطائفي الذي ترتب عليه القتل و التهجير وهدم المنازل وترك العديد من المواطنين لمهنهم ومصادر أرزاقهم.ونحن نتذكر جيدا تصريحات سماحة السيد السيستاني عبر مختلف وسائل الإعلام فيما يخص الانتخابات وتحديدا في الفترة التي سبقتها بأن سماحته يقف على مسافة واحدة من كافة المرشحين وتوخي النزيه في القائمة النزيهة ثم ما لبث وكلاء سماحته أن انتشروا في المحافظات بعد تعطيل الدراسة في الحوزات بأمر سماحته طبعا وهم يروجون للقوائم الكبيرة والتي حضيت أخيرا بمباركة سماحته والمفروض بأن سماحته قد وضع يده على العلة كما يقال فيما يخص إخراج العراق من الأزمات التي يعيشها ومن دوامات العنف الطائفي والسياسي بأختياره لهذه القوائم. فأين الحوزة الدينية من مسؤوليتها تجاه المجتمع الذي وجهته لانتخاب من رأته الأجدر والأصلح وأين دورها الرقابي والتشريعي مما يدور بين السياسيين من مهازل للاستئثار بالسلطة مما يجعلها ابعد ما يكون عن أداء دورها الحقيقي في خدمة أبناء الشعب وأين السياسيين من مباركة المرجعية لهم وأخيرا وليس آخرا أين الشعب من المرجعية التي قدسها..
بقلم : اسعد الكناني

http://www.aklamkom.com/vb/showthread.php?t=14935