السلام عليكم ورحمته الله وبركاته
((صاحب المسبحه))
في حديقة غناء ومساء جميل اجتمعت الأسرة فوق ذلك العشب الأخضر يملؤها الحب والصفاء فتارة تسمع ضحكاتهم و تارة تسمع شجارهم ولعبهم وهم كذلك في صخبهم ومزحهم
التفتت الوالدة إلى ابنتها (سارة) وقالت لها : هل ترغبين بالذهاب معي إلى السوق القريب من الحديقة ؟؟
ابتسمت سارة في وجه والدتها وقالت: لا فأنا متعبه من كثرة المشي فقد مشيت كثيراً قبل قليل
قالت والدتها : حسناً سأذهب وحدي
ردت سارة وقالت : بحفظ الله
التفتت سارة إلى أخواتها وبدت في الكلام معهن ولكن سرعان ما سمعت صوت أمها ينادي بإسمها
التفتت سارة إلى والدتها وقالت :نعم ماذا تريدين ياأمي ؟
قالت الوالدة :تذكرت أنه لا يوجد معي مالاً تعالي معي لكي تصرفي لي المال من آلة الصرف القريبة
ردت سارة بكسل فهي متعبه ولا تود القيام :هل من اللازم أن تذهبي إلى السوق ؟
ردت والدتها بسرعة :نعم فأنا بحاجه إلى أغرضاً للمنزل .
قامت سارة ببطىء وقالت :حسناً سألحق بك
عدلت سارة من عباتها وحملت حقيبتها ولحقت بوالدتها ....
حين وصلت سارة ووالدتها إلى آله الصرف أدخلت سارة البطاقة وانتظرت إتمام العملية
ولكن آله الصرف لم تتمكن من إتمام العملية
إستغربت سارة فاأدخلتها أخرى لتتأكد ولكن لا جدوى
فالعملية لا تتم التفتت سارة إلى والدتها
وقالت: يبدو أن هذا الآلة معطله أو لا يوجد بها مال
نظرت إليها والدتها وقالت :وما الحل اذاً
فكرت سارة قليلاً ثم قالت :نعم تذكرت يوجد بالقرب من السوق آله أخرى دعينا نذهب إليها ونجرب
انطلقت سارة ووالدتها إلى تلك الآلة وصرفت سارة المال وأعطته والدتها قالت الوالدة : هل مازلتي تودين الرجوع ؟إبقي معي فأنا لاأحتاج إلى وقتٍ طويل أغرضاً قليله ثم نعود جميعاً.
ابتسمت سارة وقالت :حسناً هيا بنا
دخلت سارة ووالدتها إلى السوق وبدأت والدتها بشراء ما يلزمها من أغرض للمنزل وسارة تمشي معها ولكن سارة أحست بألم بقدميها ولكنها تحملت من اجل والدتها عندها قالت الوالدة :انتهيت هيا بنا إلى المحاسب
سرت سارة أنَ والدتها انتهت وأسرعت إلى مكان المحاسبة ولكن تفاجاءت بطابور من الناس امامها ولكن ماذا عليها أن تفعل سوى الوقوف مع الطابور.
وهيَ واقفة مع والدتها اقتربت إلى والدتها وقالت : سأذهب ارتاح في الكرسي الذي في الممر ريثما تنتهين
ردت الوالدة :حسناً اذهبي ...
كان ذلك الساعة الثانية عشر ليلاً والمحلات في ذلك الممر مغلقه حتى ذلك السوق يستعد للإغلاق وكان الممر خالي إلا من بعض المشاة خرجت سارة من السوق وفي ذلك الممر رأت من الجانب الأيمن شاب طويل واقفاً ابتعدت عن اتجاهه قليلاً فالطريق لم يكن واسعاً جداً ومشت في طريقها إلى الكرسي فقدميها مازلتا تؤلمها.
وبينما هي تمشي أحست بشخص يمشي ورائها أو بالأصح قريب منها لان صوت مسبحته كانت ترن في أذنها
وقالت في نفسها( هل التفت إلى الورى انظر من الذي خلفي ؟؟
فأنا لا أذكر أن هناك أحد فالممر خالي إلا من ذاك الشاب نفضت رأسها وقالت: أوف ليس هذا وقت التفكير
أسرعت بخطوتها لتبتعد عن هذا الصوت المزعج وحين وصلت إلى ذلك الكرسي تلاحقت أنفاسها بخوف وتوتر
أدارت عينها بحذر لترى من كان خلفها فرأت ذلك الشاب الطويل متجهاً إليها
فأطرقت برأسها بسرعة وأحست أن أنفاسها مخنوقة من شده الخوف .
حينها حجب النور الذي امامها ظل وهي مازالت مطرقتاً برأسها إلى الأسفل فرأت ثوب ذلك الشاب قريب منها جداً (حتى لو أنها حركت قدميها قليلاً لصدمت فيه) رفعت رأسها قليلاً لتعرف هل توقف الزمان ام ماالذي حدث حتى يتوقف امامها بهذا الشكل؟
فوقعت عينها على يداه فأحدهما كانت تحمل المسبحة ولكن هذه المره بدون صوت فقد كف عن العبث بها والأخرى تحمل هاتف محمول.
ثم رفعت عينها لترى ماذا يريد منها وانصقعت حينما رأته قد انزل رأسه قليلاً ليراها التقت
حينها عينها بعينيه فرأت في عينه نظره غريبة لم تستطع أن تفسرها ولكنها أرعبتها فنكست برأسها إلى الأسفل بسرعة وهي تنتفض من الخوف .
حينها مشى الشاب ليبتعد عنها قليلاً ويقف في زاوية الممر وينظر إليها.
أمسكت سارة حقيبتها بخوف كأنها تبحث عن الأمان بها ومع شدة خوفها وتسارعت نبضات قلبها ثم بدت تكلم نفسها وتفكرت في توتر (هل ارجع إلى والدتي ام اخرج من هذا المكان
لالالا كيف ارجع ؟؟اخشي ان يلحق بي وكيف سأتحرك فإني أحس بأن قدماي لاتقوى على حملي) وهي كذلك كانت تحس بنظراته الحارقة عليها فقالت في نفسها (من المفترض ان لا أبين له إني تأثرت به سأجلس بشجاعة) واعتدلت في جلستها.
وفي هالإثناء أقبلت امرأه وطفليها وجلست بجانبها وبدأ طفليها بالشجار على لعبة كانت معهما حينها أحست سارة بشي من الأمان فهولآء الأطفال انسوها حاله الخوف الذي تمر بها وجلست تراقبهم في صمت .
مضى وقت يسير حينها لمحت سارة والدتها في بداية الممر ابتسمت بخوف فوالدتها بالقرب منها وهي تنظر إلى والدتها ولكن والدتها مرت من امامها ولم تراها.
حينها قامت سارة ووقفت وهي تحس بثقل بقدميها وأسرعت لتلحق بأمها مرت بجانب ذلك الشاب وهي في طريقها سمعت صوت تلك المسبحة الكريه يقترب منها وبدأت دقات قلبها تتسارع مع صوت تلك المسبحة أسرعت بخطواتها حتى كادت أن تقع .
حتى وصلت إلى والدتها واقتربت منها واختفت صوت المسبحة حينها تنفست الصعداء فهي لم تصدق أن تخرج من ذلك المكان بخير .
وعادت مع والدتها إلى أهلها في الحديقة وصورة ذلك الشاب ونظراته وصوت مسبحته يتردد في مخيلتها ...
عندما رجعت سارة إلى المنزل دخلت غرفتها وألقت بجسمها المتعب من المشي وفكرها المتعب من الموقف الذي مر بها على السرير وأخذت تتسأل مع نفسها:
(لماذا حدث لي هذا الموقف ؟؟ فكثير ما كنت اذهب إلى الأسواق وخاصة هذا السوق ولم يحدث لي أي شي ؟؟ لماذا صاحب المسبحة تجرأ علي؟ وقد احترمني الكثير غيره ؟وما سر نظرته ولماذا وجهها إلي ؟؟ كثيرا ما كنت استهزئ بمن يقول هذا المكان مليء بالمعاكسات لأني كنت أرد عليهم بأن المكان ليس هو السبب إنما من يأتي إليه فلو كل فتاه أتت إليها وهي محتشمة ومحترمه لما تجرأ الشباب على معاكستهن ولم يكون معرفا هذا المكان بالمعاكسات ولكن الآن مالذي اختلف ؟؟
أنا لم أتعرض لموقف مثل هذا من قبل مالذي حدث لي ؟؟هل أنا من يقع عليها الخطأ ؟ أو صاحب المسبحة الذي لم يفرق بين من احترمت نفسها واحتشمت وغيرها؟ ااااه مالذي حدث؟؟
ثم سألت نفسها أخرى:
حتى والدتي لماذا أحبت أن ابقى معها؟؟ لماذا آلة الصرف أبت أن تصرف لي ؟؟ وما الذي فعلته أنا حتى أكون في مثل هذا الموقف ؟
نعم تذكرت فأنا في هذه النزهة وخاصة في هذا السوق خففت شي من نقابي فبدأ شي من عيني لأني تعللت بقلة الناس في هذا المكان
امممم ولكن هل يكون بسبب هذا ؟؟اعتقد ذلك لان مظهري لم يتغير إلا في هذا الشئ
ونعم تذكرت شيئا آخر دعاء السوق لم اذكره ذلك اليوم على غير عادتي .
اممم ولكن هل يكون بسبب هذا ؟؟ اعتقد ذلك فإن الأسواق أماكن لشياطين الإنس والجن فأنا لم أتحصن منهم .
حينها علمت أن حجابي الكامل هو حصني المنيع من تلك النظرات الوحشية , وعلمت أيضا أن دعائي وتسليم كل أمري إلى الله هو الواقي لي من جميع الشرور, وبالنهاية علمت أن كل ما يمر علي من مواقف يجب أن استفيد منه مهما كان ذلك الموقف.
بعدها تنهدت سارة بإرتياح وأغمضت عينها لتغط في نوم عميق بعد أن عاهدت نفسها أن لا تتركها أبداً
النــــــــــهــايــــة
شموخ المرأة وهيبتها هو حجابها فتمسكي به يا غالية.....
درعك في هذا الزمن هو أذكارك فلا تتركيه يا حبيبه .....
(سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا اله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك )
رد مع اقتباس
مواقع النشر