أكد مصدر مسؤول في وزارة التربية لـ “المدينة” أن وزارته ستحسم مصير برنامج التقويم المستمر في المرحلة الابتدائية في ذى القعدة المقبل، وذلك بناء على توصيات ورشة العمل الموسعة التي تنظمها الوزارة للمختصين في هذا المجال، مشيرا في هذا السياق إلى الانتقادات التى تعرض لها البرنامج في السنوات الاخيرة وتتركز على ضعف مستوى تحصيل الطلاب لغياب الاختبارات الجدية وعدم إدراك المعلمين لآليات التطبيق. وقال المصدر إن التوجه الحالي هو استحداث 4 اختبارات في كل فصل دراسي من أجل الارتقاء بفاعلية التقويم المستمر، بعد أن كشفت الدراسات الميدانية الأخيرة وجود قصور كبير لدى طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية بعد تطبيقه.. ولفت إلى إرسال 60 مشرفا تربويا إلى بعض الدول التي تتولى تطبيق البرنامج للاستفادة من البرنامج بالشكل المطلوب في الارتقاء بمستويات الطلاب والطالبات في المرحلة الابتدائية.


تجدر الإشارة إلى أن التقارير الميدانية أكدت هذا العام تدني مستويات الطلاب والطالبات في مرحلة الصف الأول المتوسط أول فصل بعد تطبيق التقويم المستمر. ويؤكد خبراء أن التقويم المستمر لكي ينجح لا بد له من وجود البرامج المساندة، مشيرين إلى عدم وجود أشخاص متخصصين في صعوبات التعلم في معظم مدارسنا وهل طريقة (إخراج) بعض المقررات الدراسية مهيأة للتقويم المستمر -خصوصًا للأسرة- سواء في طريقة العرض أو وجوب طباعة المهارات في الكتاب المدرسي. وأوضح هؤلاء أن التقويم المستمر قضى على فرحة النجاح لدى الطالب بتلك الأرقام التي قد يجد ولي الطالب صعوبة في فك رموزها، مؤكدين الحاجة الى سجل تقويم شامل يقوم الطالب في كل تصرفاته مضبوط (بدرجات) تعتبر حصيلة شاملة لما قام به من سلوكيات وتصرفات واكتسب من مهارات ومدى التزامه بالحضور والتفاعل مع المعلم.


ويوضح الخبراء أن علامة صح وعلامة خطأ هي من أكبر عيوب التقويم المستمر ويجب استبدالهما بالدرجات على حسب أهمية المهارة؛ فمثلًا مهارة مثل (أن يتقن الطالب حفظ السور المقررة) تشمل جميع المنهج فمثلًا في الصف الأول يجب أن يحفظ التلميذ 22 سورة من القرآن الكريم خلال العام، فكيف يمكن قياس إتقان الطالب إن حفظ 21 سورة ولم يتقن حفظ سورة واحدة وكذلك عند حفظ الأناشيد أو القصائد في الصفوف العليا، فلماذا لا تقسم المهارات على السور وكذلك الحال في حفظ الأناشيد المقررة لماذا لا توضع درجات وتوضع لكل سورة أو أنشودة درجة معينة تجمع في آخر الفترة أو الفصل ويكون هناك تمييز للفروق الفردية ولكي يعطى كل طالب حقه حسب مجهوده ومتابعة البيت له، وعند وجود الدرجات سوف يكون بالإمكان وضع آلية لتقييم المواظبة والسلوك والواجبات المنزلية.

ويخلص هؤلاء إن التقويم المستمر أهمل جوانب هامة في شخصية الطالب، فالمواظبة والسلوك لا يوجد لهما قياس أو حد أدنى في سجل الطالب ولا يؤثران في نجاحه أو رسوبه؛ فالطالب الذي يحضر كالطالب الذي يغيب ويتأخر والطالب الذي يثير الفوضى ويؤذي زملاءه كالطالب المؤدب والطالب الذي يحل الواجبات المنزلية مثل الطالب المهمل والطالب الذي يتقن جميع المهارات اتقانًا تامًا مثل الذي إتقانه ناقص يكتفى بكلمة (ينتقل) في آخر العام؟