مفاتح القرب ( 1 )

إنّ على الإنسان أن يكون همه هم الآخرة، وأن يكون ذو همة عالية، وذلك بأن يكون قدمه على الثرى وهمته في الثريا، وأن يكون ذو عزم أكيد، وبأس شديد في دين الله، فلا يلين ولا يحيد، وهذا ما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم، ولذلك جاء كثير من الأحاديث في بيان ذلك، ومنها الحديث الذي سنتطرق إليه – إن شاء الله - بشيء من الشرح والتبيين.

نص الحديث:

( 1 ) عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي: " سل؟ ". فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: " أو غير ذلك" قلت: هو ذاك. قال: " فأعني على نفسك بكثرة السجود ".

أن السجود هو أعظم ما يظهر فيه التذلل والخضوع بالعبودية لله رب العالمين، وذلك أن العبد جعل أشرف أعضائه، وأعزها عنده، وأغلاها لديه حين عفره على التراب متواضعاً لله رب العالمين. وإبليس إنما طرده الله لما استكبر عن السجود لمن أمره الله بالسجود له
وليس السجود سجود الجوارح فقط وإنما هو سجود القلب وإسلام الوجه لله وهو قمة التوحيد لله الواحد الأحد الفرد الصمد .
وكثرة السجود تستلزم كثرة الركوع ، وكثرة الركوع تستلزم كثرة القيام ؛ لأن كل صلاة في كل ركعة منها وسجودان ، فإذا كثر السجود كثر الركوع وكثر القيام ، وذكر السجود دون غيره ، لأن السجود أفضل هيئة للمصلي ، فإن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، وإن كان المصلى قريباً من الله ؛ قائماً كان ، أو راكعاً ، أو ساجداً ، أو قاعداً ، لكن أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد .
( 2 ) وقال صلى الله عليه وسلم
" إن أولى الناس بى أكثرهم على صلاة".
وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال :

"من صلى على صلت عليه الملائكة ومن صلت عليه الملائكة صلى عليه رَبُّه ، فليقل العبد أو ليكثر ".

وقال صلى الله عليه وسلم :ـــ
"ثلاثة يوم القيامة تحت عرش الله يوم لا ظل إلا ظله "
قيل من هم يا رسول الله قال:

" من فرج عن مكروب أمتى ، ومن أحيا سنتى ، ومن أكثر الصلاة على"
وعن عمر : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : زينوا مجالسكم بالصلوات علي فإن صلواتكم علي نور لكم يوم القيامة ( الديلمي)

وروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:ــــ

" حسب المؤمن من البخل إذا ذُكِرْتُ عِنده فلَمْ يُصلِّى عَلَىَّ".

وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال :

"أنجاكم يوم القيامة من أهوالها ومن مواطنها أكثركم عَلَىَّ صلاة ".

( 3 ) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا , وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون " قالوا : يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون ، فما المتفيهقون ؟ قال : "المتكبرون " .
المتفيهقون هم المتكبرون ؛ وإن من أبرز صفات المتكبر التعاظم في كلامه ، والارتفاع على الناس في الحديث ، وإذا كان مثقفاً فإنه يحاول التحدث بالغريب من الكلام إظهاراً لفضله ، كما يحلو له ! وازدراءً لغيره ، أعاذنا الله وإياكم من سوء الخلق .
الثرثار : هو الكثير الكلام .
والمتشدق: الذي يتطاول على الناس في الكلام ، ويتكلم بملء فيه تفاصحاً وتعظيماً لكلامه،
والمتفيهق : هو الذي يملأ فمه بالكلام ويتوسع فيه ويُغْرِب به، تكبراً وارتفاعاً وإظهاراً للفضيلة على غيره .
وقال صلى الله عليه وسلم :

(إن أقربكم مني منزلا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا في الدنيا )

الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - خلاصة الدرجة: حسن .
وعن عبدالله بن مسعود قال : إذا أراد أحدكم أن يسأل فليبدأ بالمدح والثناء على الله بما هو أهله ثم ليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليسأل بعد فإنه أجدر أن ينجح .(الطبراني )

أخى وأختى فى الله هذا قليل من كثير لنيل القرب من الله عزوجل ومرافقة نبيه صلى الله عليه وسلم فى أعلى عليين فأحرص أخى وأختى فى الله لتكون لك الحظوة لمرافقة الحبيب صلى الله عليه وسلم والإقتداء والتأسى به
وبأخلاقه الكريمة .

على قدْرْ التأسِّ برسول الله **** يقوى السير فى كل الدروب

دروب الإيمان واليقين **** فاسلكها بعيدا عن الكـــــــــــروب

فقد جدّ شوقى لرسول الله **** فبحبه استمد حب علام الغيوب

وصل على من أوليته **** بمحمود المقام الحبيب المحبــــوب

فيارب طهر قلوبنا من كل **** عائبة وأنلنا مفاتح القـــــروب

القروب : جمع قربة