بسم الله الرحمن الرحيم
من أين يبدأ الإنسان الكلام عن موضوع مهم كهذا..لست أدري!!
إن المتأمل لحال المسلمين اليوم يجد العجب العجاب فيما يمس التوحيد والعقيدة..
يجد ماتبكي له القلوب قبل العيون..وما تسح له العيون دما لا دمعا..
بل إن كثير من المسلمين اليوم إذا ذكر له الشرك رجع به فكره مباشرة إلى عصور الجاهلية الأولى..
ولا يتصور أبدا أن الشرك واقع في زمانه هذا الذي يعيش فيه..
وإن أكبر مشكلة يعيشها المسلمون اليوم هي عدم تحقيق التوحيد لله تعالى كما يجب..
ومهما طلب المسلمون النصر وهم لم يحققوا التوحيد فلن ينتصروا..
ولقد كنت أتعجب والله في فترة من فترات حياتي حينما أسمع الشيخ سفر حفظه الله يقول إن أول واجب
على هذه الأمة وأهم أمر يجب أن يكون هو تحقيق التوحيد والرجوع إلى العقيدة الصحيحة التي كان عليها محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه..
هذا أهم أمر وأوجب الواجبات وبدونه ستبقى الأمة في ذل وهوان..
وكنت في تلك الأيام عندما أسمع كلامه هذا أتعجب وأقول عجبا لم يركز على هذا والأمة ولله الحمد في خير
والأمة ولله الحمد على منهج مستقيم ..ولكن عندما استعرضت حال الأمة عرفت أن الشيخ كان على حق
عرفت أن كلامه في محله..وعندما حصلت وقائع وأحداث ..اتضح لي بما لا يدع مجالا للشك أن هذا الكلام
هو عين الحقيقة وأن الأمة بالفعل لا زالت بحاجة لتحقيق التوحيد أن الأمة بحاجة للرجوع للعقيدة الصحيحة
اتضح لي أن الغالبية عندها خلل في العقيدة..بحاجة إلى علاج..
أي مسلم يجيل النظر في الأمة يجد مظاهر الشرك في زماننا هذا الذي نعيش فيه القبور والطواف حولها والذبح لها والتقرب لها من دون الله تعالى ..بل إن مظاهر الشرك قد وصلت والله إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فعندما يقف المسلم بجوار قبره عليه الصلاة والسلام يرى العجب العجاب فهذا يقول يا رسول الله ارزقني ولدا والآخر يقول يا رسول الله اشف مريضي والثالث يقول يا رسول الله أدخلني الجنة والرابع يكتب ورقه فيها طلباته وحاجاته ويحاول أن يدخلها إلى الحجرة التي فيها قبره عليه الصلاة والسلام.......الخ نسأل الله السلامة والعافية..وهذا قبر عبدالقادر الجيلاني والبدوي وغيرهم توضح لك هذه المصيبة العظمى والكارثة الكبرى..
بل إن أحدهم في الحج وعلى صعيد عرفات سمعه الشيخ عبدالله بن جبرين حفظه الله يقول يا جيلاني اصنع لي كذا يا جيلاني أعطني كذا....فقال له اتق الله أتدعو هذا الذي لا يضر ولا ينفع من دون الله..يقول فنظر إلي بازدراء وقال إليك عني يا عجوز فإني موقن بأن كل قطرة تنزل وكل حبة تنبت هي بأمر هذا الجيلاني..يقول الشيخ فقلت له تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ..يقول فولاني ظهره بازدراء ومضى..فانظروا إلى إشراك هذا الحاج بالله تعالى..
ومن القبور إلى مظاهر الغلو والتقديس لبعض الأشخاص حتى وإن كانوا من أهل العلم والفضل وهذه يقع فيها بعض من ينتسبون للدعوة إلى الله وطلب العلم الشرعي..ولنأخذ على ذلك مثلا ..عندما توفي الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله رحمة واسعة..رأينا العجب العجاب بل إن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله كره ما حصل من الناس في ذلك الوقت من مظاهر الغلو..
فتكلم الشعراء بكلام سيء ..فمنهم من يقول مادحا الشيخ ابن باز رحمه الله "من لليتامى من للثكالى"..نسأل الله السلامة يا أخي لهم رب العالمين ولو كان الشيخ ابن باز هو الذي لهم لكانوا ضاعوا منذ زمن!!!!
والآخر يقول بأن خلق النبي صلى الله عليه وسلم كان القرآن..وخلق الشيخ ابن باز القرآن والسنة..نسأل الله السلامة من هذا الغلو..ومنهم من يقدس أقوال بعض المشايخ والعلماء والدعاة حتى ولو كان قوله خطأ والدليل ضده تجده يقول لا..فلان قوله هو الصحيح..طيب يا أخي القرآن يقول كذا ..يقول حتى وإن كان ما دام أن فلان قال كذا فهو الحق..فهذه الأمور وأمثالها نسأل الله العافية من مظاهر الغلو وهي مما يقدح في التوحيد..
ولك أن تقلب الفكر والنظر لترى ما يحصل في الولاء والبراء حتى أنه في فترة من الفترات كان البعض يدعو لأمريكا بالنصر !! نسأل الله العافية يدعو للمجرمين أن ينتصروا على إخوانه المسلمين ولم أكن أتوقع أن أعيش والله حتى أرى مسلما يدعو لكافر أن بنتصر على أخيه المسلم!!!
ولك أن تقلب الطرف لترى الذهاب للسحرة والمشعوذين والوقوف على أبوابهم..والكهان والمنجمين وقراءة الأبراج بل إن الأبراج أصبحت تكتب في الصحف والمجلات بل وفي المنتيات على هذه الشبكة!!
ثم نستغرب أن الله عز وجل لم يكتب للمسلمين النصر إلى الآن..ثم نستغرب البلاء الذي يصيب الأمة..
فبما كسبت أيديكم..فبما كسبت أيديكم..
كان الشيخ محمد -رحمه الله - قد ألف كتاب التوحيد ..وأخذ يشرحه لطلابه ..ويعيد ويكرر مسائله عليهم ..
فقال له طلابه يوماً : يا شيخ نريد أن تغير لنا الدرس إلى مواضيع أخرى .. قصص .. سيرة ..تاريخ ..
قال الشيخ : سننظر في ذلك إن شاء الله ..
ثم خرج إليهم من الغد مهموماً مفكراً ..
فسألوه عن سبب حزنه فقال : سمعت أن رجلاً في قرية مجاورة .. سكن بيتاً جديداً .. وخاف من تعرض الجن له فذبح ديكاً عند عتبة باب البيت .. تقرباً إلى الجن .. ولقد أرسلت من يتثبت لي من هذا الأمر ..
فلم يتأثر الطلاب كثيراً .. وإنما دعوا لذاك الرجل بالهداية .. وسكتوا ..
وفي الغد لقيهم الشيخ .. فقال ..
تثبتنا من خبر البارحة .. فإذا الأمر على خلاف ما نقل إليَّ ..
فإن الرجل لم يذبح ديكاً تقرباً إلى الجن .. ولكنه زنا بأمه ..
فثار الطلاب وانفعلوا .. وسبوا وأكثروا .. وقالوا لا بد من الإنكار عليه .. ومناصحته .. وعقوبته .. وكثر هرجهم ومرجهم ..
فقال الشيخ : ما أعجب أمركم .. تنكرون هذا الإنكار على من وقع في كبيرة من الكبائر .. وهي لم تخرجه من الإسلام ..
ولا تنكرون على من وقع في الشرك .. وذبح لغير الله .. وصرف العبادة لغير الله ..
فسكت الطلاب .. فأشار الشيخ إلى أحدهم وقال .. قم ناولنا كتاب التوحيد نشرحه من جديد ..
أيها الأحبة عندنا مشكلة كبيرة في التوحيد يجب أن نصحح التوحيد نصحح العقيدة..يجب على الأم أن تغرس في أبنائها العقيدة الصحيحة المستقاة مما جاء في القرآن والسنة..وعلينا جميعا أن نبدأ بأنفسنا ومن نعول ثم بمن حولنا الأقرب فالأقرب..ولو قام كل منا بواجبه لتصحح التوحيد لنشأ جيل يستحق النصر..ولرأينا من تغير حال الأمة شيئا عجبا..
فالتوحيد والعقيدة أولا..نعم هي أولا..
ولعل لي وقفات في الأيام القادمة مع عبرات نسحها على التوحيد..
رد مع اقتباس
مواقع النشر