السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة...........
القناعة كنز لا يفنى.........
بعض الناس يأسف على ما فاته من أمر دنيوي.. وبعضهم يأسى على منصب لم يرتق إليه! وهناك فئة تتحسّر على صفقة مالية لم تظفر بها!
إن كل هؤلاء قد فقدوا القناعة، ولو اقتنع المرء بأن ما عند الله خير وأبقى، كما جاء في وعد من لا يأتيه الباطل، لما أورثه الفوات ندماً ولا أسى.
إن هذا لا يعني إطلاقاً ألا يسعى الإنسان إلى تحقيق مطامحه، والظفر بما يستطيع عليه من أطايب الحياة وطموحاتها، لكن إذا كان القعود مذموماً فإن القناعة ممدوحة..
عندما تكون مطامح الدنيا، أو بالأحرى مطامعها، هي هم الإنسان، فإن هذا يشقيه بدلاً من أن يسعده فهو - من جانب ـ لا يستمتع بما لديه ولا يهنأ به؛ لأنه في لهاث للحصول على أمر أكبر، وهو ـ من جانب آخر- في شقاء، لأنه سوف يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضل لم ينله، وهذا يشقيه ولا يريحه، حتى ولو كان نال فضلاً ربما كان أكبر وأعظم!
إن الاعتدال في السعي في مناكب الأرض للظفر بما يطمح إليه الإنسان هو ساعد الارتياح الذي يستطيع أن يتكئ عليه ويرتاح، بلا طمع يشقي ولا كسل يردي!
زبدة القول: حكمة بالغة وصادقة سمعتها من مجرب جرب الحياة وعجم عيدانها وأدرك معانيها: "لنرض بالمتاح، لنهنأ ونرتاح".
وأبلغ من هذه الحكمة وأعظم منها قول خالقنا ومقدر أرزاقنا وأعمارنا ومطامحنا: {وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}.
"الارتياح".. هي المفردة "الأجمل" في هذه الحياة، لكن كيف نعرف السبيل إليها؟!
من ذاكرة الأيام
تقف أحياناً عند "أجندة حياتك" و"وديان ماضيك"، تذكر عندها أصدقاء عشت معهم أياماً وسنيناً.. ذقتم فيها قسوة صاب الحياة ونعيم صباها، ثم تفرقت بكم السبل كل في طريق.
تذكر "أماكن" رحلت من أيامك وبقي مكين ذكرياتها لا يغادر صفحات كتابك "شوقاً إلى موقع.. واشتياقاً إلى إنسان"، وتوقفاً عند ذكرى!
"ثم انقضى ذاك السـرور كأننا وكأنه أحلام".
آخر المرافئ
للمتنبي هذا البيت الرقيق:
"وما انسدّت الدنيا عليَّ لضيقها ولكن طرفاً لا أراك به أعمى".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( تنشر بالتزامن من المجلة العربية.
مواقع النشر