الإعجاز العلمى فى قوله:
(سماهم في وجوههم)..!!
**** ذكر القرآن الكريم في آياته الشريفة أن الإنسان إذا أصابه الأسى و الحزن أسود وجهه
و ذلك بنص الآية الكريمة :
(وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظلَّ وجهه مسودّاً و هو كظيم )
سـورة النحـل 58 .
وكذلك يفعل به الأسف والندم و الخذي بنص الآية الشريفة :
( و إذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلاً ظل وجهه مسـوداً و هو كظيم )
سـورة الزخرف : 17.
وأورد حقيقة هامة وهي أن الوجه مرآة النفس وأنه يمكن للإنسان أن يعرف حالة صاحبه
بمجرد النظر إلى وجهه و ذلك بنص الآية الكريمة :
( تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر )
سورة الحج : 72 .
وكذلك بالنص الشريف:
( سماهم في وجوههم من أثر السجود )
سورة الفتح : 29.
ولم يعرف مدى ما في هذه الآيات الشريفة من إعجاز علمي حتى تقدم العلم في أبحاثه
وحتى قررت الأبحاث الطبية و السيكولوجية أن الوجه حقاً مرآة النفس
كما سبق القرآن الكريم بالقول به من عشرات المئات من السنين
***فيقول الدكتور جايلورد هاروز:
( إن وجهك هو رسولك إلى العالم و منه يمكن ان يتعرف الناس على حالك
بل يمكنك إذا نظرت إلى المرآة أن تعرف حالتك تحديداً و أن تسأل وجهك عما يحاج إليه ..
فتلك الحلقات السوداء التي تبدوا تحت العينين تدل دلالة واضحة على احتياج الإنسان للتغذية
و تنقية الجو الذي يعيش فيه فهو يفتقر على الغذاء و الهواء ...
و أما هذه التجاعيد التي تظهر بوضوح مدى ما أصاب الإنسان من سنين
فهي علامات على كيف تسير حياة صاحب الوجه ) .
والطب الحديث يقرر أن بالوجه خمساً و خمسين عضلة نستخدمها دون إرادة أو وعي
في التعبير عن العواطف والانفعالات ، و تحيط بتلك العضلات أعصاب تصلها بالمخ ،
و عن طريق المخ تتصل تلك العضلات بسائر أعضاء الجسم ،
و كذلك ينعكس على الوجه كل ما يختلج في صدرك أو تشعر به في أي جزء من جسمك ..
فالألم يظهر واضحاً أول ما يظهر على الوجه .. و الراحة و السعادة ....
مكان وضوحها و ظهورها هو الوجه .... فلذلك فإن الوجه هو الجزء الوحيد من جسم الإنسان
الذي يفضح صاحبه و ينبيء عن حاله، ولا يوجد عضو آخر يمكن به قراءة ما عليه الإنسان ...
بل إن العلماء يقولون بإمكان قراءة طبع الشخص و خلقه في تجاعيد وجهه...
فأهل العناد وقوة الإرادة الذين لا يتراجعون عن أهدافهم من عادتهم زم الشفاه
فيؤدي ذلك إلى انطباع تلك الصورة حتى حين لا يضمرون عناداً ....
أما التجاعيد الباكرة حول العينين فترجع إلى كثرة الضحك و الابتسام
و أما العميقة فيما بين العينين فتدل على العبوس و التشاؤم ...
و الخطباء و من على شاكلتهم من محامين و ممثلين
تظهر في وسط خدودهم خطوط عميقة تصل إلى الذقن ،
الكتبة على الآلة و الخياطون و من يضطرهم علمهم إلى طأطأة الرأس
تظهر التجاعيد في أعناقهم و تتكون الزيادات تحت الذقن .
***ويقول الدكتور الكسيس كاريل الحائز على جائزة نوبل في الطب والجراحة :
( إن شكل الوجه يتوقف على الحالة التي تكون عليها العضلات المنبسطة
التي تتحرك داخل الدهن تحت الجلد و تتوقف حالة هذه العضلات على حالة الأفكار ....)
وهكذا يصل العلم أخيراً إلى ما سبق القرآن بتقريره في آياته الشريفة من الوجه مرآة النفس
وأن عليه تنعكس حالات الإنسان لاسيما العاطفية منها و ما يتصل بشعوره ووجدانه،
فمن السهل ملاحظة الأسى والأسف ظاهرين على الوجه بما يخالطه من علامات القناعة و السواد
بعكس السعادة والطمأنينة والإيمان و السكينة إذ تخط على الوجه علامات النور والرضا.
بقلم العلامة الشيخ عبد الرزاق نوفل رحمه الله ....موقع الإعجاز العلمى فى القرآن والسنة ......
وهنا نتوقف لاستجلاء مثال على ما ذكرنا من خلال تأمل عدة نصوص قرآنية
تتعلق بموضوع يختص بدلالة قسمات الوجه على واقع الإنسان
ومن ثم فإن فيها ترجمة لحقيقة ما تنطوي عليه نفسه من خلال ما يطلق عليه اسم سيما الإنسان
أو قسمات وجهه ومحياه وهنا نلاحظ من تلك النصوص ما يأتي:
. قوله تعالى: (وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ) (محمد: 30).
وقوله تعالى: (تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً) (البقرة: 273).
فواضح من عموم هذه الآيات أنها تشير إلى حقيقة مفادها أنه من خلال استجلاء سيما الإنسان وقسمات وجهه
فإنه تحصل لنا ترجمة بالوجه ـ في مقاطعه وملامحه وحالته من الإشراق أو غيره
نعم لقد دلت نصوص القرآن الكريم على هذه الناحية بشكل يشعر أنها حقيقة وليست من قبيل المجاز؛
وذلك بعبارات الإثبات وعبارات التقرير والتأكيد
وهنا يخطر ببال الإنسان ما كان عليه واقع علماء الفراسة من القديم،
حيث كانوا يستدلون بالظاهر على الباطن ولكننا نسارع هنا لنقول:
إن هذا الاستدلال من أولئك العلماء بالفراسة إنما كان يعتمد على آثار ومقارنات
دون دليل ومعيار مادي يمكن الترجمة عنه بأسلوب تجريبي منضبط ومطرد،
على حين أن الحقيقة التي دلت عليها نصوص القرآن الكريم قد استطاع العلم الآن
أن يقدم البراهين عليها.
ولقد بين علم الكيمياء الحياتية أن الحزن وما يصاحبه من عوارض عضوية في الجسم
ناتج عن مواد كيمائية هرمونية وغير هرمونية تفرزها خلايا الجسم وتصبها في الدم
بتحريض من الجهاز العصبي فالعلاقة بين النفس والبدن وثيقة جدا.
وبقدر ما تترفع النفس عن أهوائها ونزواتها وتعلقها المرضي بالأشياء الدنيوية الزائلة
ـ وهي الجنس والولد والمال والسلطان ـ تسعد الروح ويرتاح البدن.
لذلك، فإنه غالبا ما يصاحب الحزن المرضي والقلق النفسي الدائم
مضاعفات في الدورة الدموية والقلب والرئتين والجهاز الهضمي والبولي،
وجهاز المناعة، ومختلف أعضاء الجسم.
من هنا وهناك
مواقع النشر