السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – قال :
" كان الناس يسألون رسول الله عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يُدركني .
انطلافا من هذا المبدأ الذي نعتبره أحد المناهج النافعة في تحقيق السعادة
وجدنا أن حسن معرفة المهلكات للحياة الزوجية
يؤدي إلى تجنبها وبالتالي إلى الإستقرار
وهنا نتطرق لأحد عوامل خراب البيوت الذي كثيرا ما تغفل عنه الزوجة
بينما هو ينخر في كيان أسرتها حتى تنهار وهي لا تدري:
العناااااااااااااااااااااااااااااااااد
من مجلّة السرة
مع إضافة الصور
عناد الزوجة أسرع وصفة لخراب البيوت !!
قد لا نضيف جديدًا إذا قلنا إن نجاح الحياة الزوجية
يتطلب قدرًا من التفاهم والتسامح والتجاوز عن الهفوات،
والتغاضي عن الزلات والتعالي على الأنانية والعناد وتصيد الأخطاء.
فكل الأزواج والمقبلين على الزواج يعرفون ذلك لكنهم كثيرًا ما يعجزون عن تحقيقه،
وهذا قريب من طرفة تروى عن خطيب مسجد ظل فترة طويلة
يخصص خطبة الجمعة عن الكذب ويحذر الناس منه،
فأرسلت جماعة المسجد من يطلب منه التوقف عن تناول هذا الموضوع
فأجابهم بأنه سيفعل عندما يتوقفون عن الكذب.
خطورة عناد الزوجة أنه قد يبدأ بمشكلة صغيرة
تتطور مع العلاج السلبي لها إلى مشكلات قد تنتهي بالطلاق،
إذ تشير الأبحاث الاجتماعية إلى أن العناد بين الزوجين
أحد الأسباب الرئيسية لتفاقم المشكلات بينهما،
وأنه يلقي بظلال نفسية وتربوية وانفعالية على الزوجين،
وقد تمتد إلى أولادهم.
والدراسات تبيِّن أن عناد الزوجة وتهور الزوج أحد أسباب ارتفاع معدلات الطلاق .
تعددت الأسباب والنتيجة واحدة:
يعد عناد الزوجة أول مؤشرات عدم قدرتها على التوافق والتكيف مع الظروف المحيطة بها
وهو قد يكون مؤشرًا لضعفها وقد يكون ستارًا زائفًا تدعي من خلاله القوة لتداري ضعفها،
ويشير علماء النفس إلى أن العناد صفة موجودة في الرجل والمرأة لكنه أكثر وضوحًا عند المرأة،
فهو سلاحها الوحيد الذي تدافع به عن نفسها أمام ما تعتبره قوة للرجل واستبدادًا لا قبل لها بمواجهته ،
فتلجأ إلى الرفض السلبي لما تراه لا يتوافق مع أسلوبها ومشاعرها
فيترجمه الزوج على أنه عناد وتبدأ المشكلات.
وقد يكون عناد الزوجة سمة أصيلة فيها – وهو أصعب أنواع العناد –
استمدته من مراحل حياتها الأولى نتيجة تربية خاطئة،
بتلبية كل مطالبها تحت سيف العناد فتشب معتقدة أن العناد أسلوب ناجح لتحقيق المطالب،
أو أنها نشأت في بيت تتحكم فيه الأم وتسير دفته، فتحاول أن تحذو الحذو نفسه في بيتها ومع زوجها.
وهناك عناد اكتسبته الزوجة من أسلوب العقاب القاسي في الصغر
فأكسبها صرامة وعنادًا وإصرارًا أو خضوعًا واستسلامًا في الكبر.
وقد يكون عناد الزوجة بسبب التعزيز الأسري لهذه الصفة في مرحلة الطفولة
عندما تكرر أسرتها أمامها أنها عنيدة،
فترسخ هذه الصفة في داخلها، ثم تستغلها في تحقيق أغراضها.
وقد يكون الزوج مسؤولاً عن عناد زوجته بتسلطه وعدم استشارته لها
وتحقير رأيها والاستهزاء بها مما قد يدفعها في طريق العناد.
كما أن المعاملة القاسية للزوجة من قبل الزوج وعدم تقديرها واحترامها
قد يلجئها للعناد للتغلب على هذا الإحساس.
وقد يأتي عناد الزوجة نتيجة لعدم التكيف مع الزوج والشعور باختلاف الطباع وتقلبها،
فيكون العناد صورة من صور التعبير عن رفض الزوجة سلوك زوجها جملة وتفصيلاً،
وكذا تعبيرًا عن عدم انسجامها معه في حياتهما الزوجية.
كما أن هناك من الزوجات من تعتقد أن إصرارها على مواقفها يدل على قوة شخصيتها
ويزيد من قيمتها ومكانتها عند زوجها فيحقق لها ما تريد.
حلول عدة :
أيًّا كان سبب عناد الزوجة فإنها تستطيع التخلص من الآثار السلبية لهذا العناد
بل يمكنها توجيهه إلى ما يفيد.
إذا لم يكن بمقدورك تحويل عنادك إلى طاقة إصرار
لتحقيق أهداف إيجابية أو التخلص من صفات سلبية
فيجب على الأقل أن تمنعي عنادك من أن يقوض حياتك الزوجية وذلك بعدة وسائل:
· التمسك بآداب الحوار البناء مع الزوج – ومع غيره أيضًا –
وعدم التشبث المريض بالرأي والاستماع إلى حجة الطرف الآخر وتقديرها.
* ترك الجدال والخلاف حول الأمور الصغيرة والحرص على الاتفاق حول الأمور الكبيرة
كأسلوب تربية الأولاد أو شراء بيت أو التوظف في عمل.
* إبعاد الأطفال من دائرة الخلاف بين الزوجين الناجم عن العناد
وعدم الاستعانة بهم للانتصار لرأيك أو موقفك.
* التعود على أسلوب الحوار واحترام الرأي الآخر
ونسيان المواقف السلبية السابقة والتعامل بروح التسامح ،
والعفو بين الزوجين حتى تسير الحياة في أمان واستقرار.
* أنت وزوجك لستما شريكين في تجارة تختلفان حول أرباحها وخسائرها
وما بينكما ميثاق غليظ تصغر أمامه كل أنواع العلاقات الاجتماعية الأخرى ،
وهذا يتطلب منك شيئًا من التنازل والعفو وليس في ذلك ما يهينك أو يقلل من مقدارك.
قالت أمامة بنت الحارث توصي ابنتها أم إياس عند زواجها:
"كوني له أمة يكن لك عبدًا".
وأخرى أوصت ابنتها فقالت:
"كوني له أرضًا يكن لك سماءً".
وفي وصية ثالثة:
"كوني له مهادًا يكن لك نجادًا".
* استحضار نية حسن التبعل عند وقوع الخلاف مع الزوج؛
فعن حصين بن محصن أن عمة له
أتت النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة ففرغت من حاجتها،
فقال لها: أذات زوج أنت؟
قالت: نعم.
قال: كيف أنت له؟
قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه.
قال: فانظري أين أنت منه؛ فإنه جنتك ونارك.
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لو كنت آمرًا بشرًا أن يسجد لبشر، لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها،
والذي نفسي بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها).
وأخيرًا تذكري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟)
قالوا: بلى يا رسول الله.
قال: (الودود الولود التي إن ظُلمت أو ظَلمت
قالت: هذه ناصيتي بيدك لا أذوق غمضًا حتى ترضى).
مواقع النشر