[ALIGN=CENTER]
تأملت في أحوالي وأحوال الناس فرأيت أننا مقصرون في عبادة جليلة تشعرنا بالطمأنينة في جميع أحوالنا فأخذت أجمع بعض ماذكر فيها لنستفيد جميعا من هذا الموضوع .
الرضا بقضاء الله هو موضوعنا ,,فما هو معنى الرضا؟
قال المناوي : " الرضا : طيب نفسي للإنسان بما يصيبه أو يفوته مع عدم التغير "
وقيل : " سرور القلب بمر القضاء".
فالمؤمن بالقضاء ، الراضي به ، صبور متجلد ، يتحمل المشاق ، ويتضلع بالأعباء ، وخاصة في العصور المتأخرة ، فكيف بالوقت الذي يكون { القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر }
قال تعالى:
( ومن الناس من يشتري نفسه ابتغآء مرضات الله والله رءوف بالعباد ) < البقرة 207
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم.
وقال ( ارجعى إلى ربك راضية مرضية ) < الفجر: 28> .
وفي الحديث
عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال عليه الصلاة والسلام : " إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ، أو يشرب الشربة فيحمده عليها"
وعن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – عن النبي – صلى عليه وسلم – قال : " رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد "
وقال لقمان لإبنه :
أوصيك بخصال تقربك من الله وتباعدك من سخطه وهي أن تعبد الله لا تشرك شيئا وأن ترضى بقدر الله فيما أحببت وكرهت.
وقال المتنبي:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ** كما أن عين السخط تبدي المساويا
ولذا فيهمنا أن نعلم
أن المصائب هي قضاء الله ومنسوبة إليه على وجهين :
الأول : كونها فعل الله القائم بذاته - تعالى - ، فهذا يجب الرضا به ، والتصديق والتسليم له ، ومن ذلك عدل الله ، وحكمته ، وقدرته ، وعلمه - سبحانه - وخلقه ، فالرضا بالمصائب من هذا الوجه واجب لاشك في ذلك .
الثاني : المقضي المنفصل عن الله ، المفعول له ، فهذا قسمان : مصائب ومعائب ، فالمعايب لاشك أنه يحرم الرضا بها ، كما سيأتي .
وأمَّا ما يصيب الإنسان فقسمان - أيضاً - : ما كان من صحة وغنى ولذة وغيرها من النعم ، وهذا القسم يجب الرضا به ، وأنه فضل وإحسان من الله يحمد عليه ويشكر .
وأمَّا ما يصيب العبد المؤمن من فقر ، ومرض ، وجوع ، وأذى ، وحر وبرد، وغير ذلك مِمَّا يكرهه ويبغضه العبد ، فيستحب الرضا به ، ولو عمل الأسباب لتغييره إلى ما هو أحسن .
وفي الحديث أيضاً : { ما ضرب من مؤمن عرق إلاَّ حط الله عنه به خطيئة، وكتب له به حسنة ، ورفع له به درجة }
وفي صحيح مسلم : { ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلاَّ حط الله به سيئاته ، كما تحط الشجرة ورقها
والتألم والشكوى إلى الله ، لاينافيان الرضا بالقضاء ، فهما زيادة عبادة لله - تعالى - ، إذا لم يصاحبهما تسخط على المقدور ، ثُمَّ إن الألم لايقدر أحد على رفعه إلاَّ الله ، والنفوس مجبولة على وجدان ذلك ، فلايستطاع تغييرها عما جبلت عليه .
وفي صحيح البخاري أن عائشة قالت : وا رأساه ... فقال النبي صلى الله عليه وسلم
- : (( بل أنا وا رأساه )) .
فإخبار المريض بشدة مرضه ، وقوة ألمه جائز ، إذا لم يقترن بذلك شيء مِمَّا يمنع ، أو يكره ، من التبرم ، وعدم الرضا ، وهذا أثناء المرض .
نسأل الله أن يوفقنا لأن نرضى بقضاه وأن نعبده حق عبادته وأن يجنبنا السخط
[/ALIGN]
مواقع النشر