إذا كان ابنك فاشلا أو صايعا أو ضايعا أو مدمنا أو فاقدا لﻸهلية - من أي نوع - فﻼ تلقي به إلى أسرة كريمة ليتزوج ابنتها من باب : (زوجوه يعقل). هذا غش صريح للناس، فالذي لم يصيبه العقل قبل الزواج لن يصيبه بعد الزواج، بل قد يزيد (هبالة) ويصيب بنت الناس وأوﻻدها منه في أكثر من مقتل. نحن نعلم اﻵن كم في البيوت وفي ممرات المحاكم ومكاتبها من القضايا المتراكمة والمعلقة جراء سوء تصرف الرجال مع زوجاتهم أو أحد أفراد أسرهم، الذين يتعرضون لمصائب واعتداءات لفظية وجسدية ونفسية ﻻ تقوى عليها الجبال. علينا أن نقلع عن ربط العقل بالزواج، خاصة أن كريمات اﻷسر لسن محطات تجارب لنشوء العقل أو فقده.. هذه دعوى أو عادة اجتماعية باطلة جملة وتفصيﻼ، وإذا أردتم أن تعرفوا أو تتأكدوا من بطﻼنها أنظروا حولكم فقط.. أنظروا إلى أخواتكم وبناتكم ونسائكم من اﻷقارب لتدركوا كم من المآسي ارتكبت تحت بند : زوجوه يعقل. اﻹنسان - أي إنسان - كما يريد ﻻبنه العقل وحسن التمييز ﻻبد أن يريد لبنت الناس السﻼمة واﻷمان والغنى في ظل زوج يحترمها ويقدر وجودها معه كشريكة حياة وليس كـ (سقط متاع) يمارس معه قلة عقله وسوء تصرفاته. الزواج مسؤولية حياتية عظيمة لها تبعاتها وآثارها، وبالتالي فإن لها شروطها المغلظة لﻼرتباط. وأهم هذه الشروط أن يكون الشاب المقدم على الزواج متمتعا برجاحة العقل كي يحسن التصرف في كل صغيرة وكبيرة مع زوجته وأوﻻده، لذلك (عقلوا) أوﻻدكم أو عالجوهم حتى يصحوا ويصبحوا على قدر هذه المسؤولية. أما إذا فقدوا أهلية تحملها فاﻷولى أن تجنبوا غيره مكارهه وتجنبوا المجتمع سوء عاقبة أفعاله.
مواقع النشر