السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بسم الله الرحمن الرحيم





العبادة لها أنواع كثيرة فهي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة.

[gdwl]فالصلاة والزكاة والصيام والحج من أعظم أنواع العبادة وهي أركان الإسلام، وكذلك الصفات الحميدة، والأخلاق الفاضلة هي من

أنواع العبادة، كصدق الحديث، وأداء الأمانة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والوفاء بالعهد، والنصيحة، والأمر بالمعروف والنهي عن

المنكر، والجهاد والإحسان إلى الجار واليتيم، والمسكين والمماليك من الآدميين والبهائم والدعاء والذكر والقراءة وأعمال القلوب

من حب الله ورسوله وخشيةالله والإنابة إليه وإخلاص الدين له والصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضا بقضائه والتوكل عليه

والرجاء لرحمته والخوف من عذابه، فالدين كله داخل في العبادة، [/gdwl]





وأعظم أنواع العبادة أداء ما فرضه الله وتجنب ما حرمه الله تعالى، قال فيما يرويه عن ربه عز وجل: {وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه }.

فأداء الفرائض أفضل الأعمال كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( أفضل الأعمال أداء ما افترض الله، والورع

عما حرم الله وصدق الرغبة فيما عند الله )
، وذلك أن الله تعالى إنما افترض على عبده الفرائض ليقربهم عنده، ويوجد لهم رضوانه

ورحمته، وأعظم فرائض البدن التي تقرب إليه الصلاة كما قال تعالى: وَاسْجُدْوَاقْتَرِبْ[العلق:19]، وقال النبي : {أقرب ما

يكون العبدمن ربه هو ساجد }.

وقال: {إذا كان أحدكم يصلي فإنما يناجي ربه }،




ولاشك أن العدل في الرعية من الفرائض الواجبة سواء كانت رعيته رعية عامة كالحاكم أو رعية خاصة كالرجل مع أهل بيته، قال : {كلكم راع وكلكم مسؤولعن رعيته }،وفي صحيح مسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عنالنبي قال: {إن المقسطين عند الله على منابر من نور على يمينالرحمن، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا }.وأعظم رعاية الأهل والأولاد أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر،

إن عباد الله حقاً هم الذين يعمرون بيوتهم بطاعة الله، ويربون أولادهم ونساءهم على عبادة الله والذّينَ يَبِيتُونَ لِرَبّهِمسُجّداً وقَياماً (64) والذّينَ يَقُولُونَ رَبّنَا اصرِفَ عَنّا عَذَابَجَهَنّمَ إن عَذابَها كَانَ غَرَاماً (65) إنّها سَاءَت مستَقَراً ومُقَاماَ[الفرقان:64-66]. إن عباد الله هم الذين يدعون الله أن يصلح أزواجهم وذريتهم والذّينَ يَقُولُون رَبّنا هِبَ لنا مِن أزوَاجِنَا وذُرِيَاتنَا قُرّة أعيّنواجَعَلنَا للمُتَقِين إمَامَا[الفرقان:74].



إن العبادة لا تنحصر في حد ضيق، ولكنها تشمل كل ما شرعه الله من الأقوال والأعمال والنيات فهي تشمل أقوال اللسان،

وحركات الجوارح، ومقاصد القلوب، بل تشكل كل حياة المسلم حتى أكله وشربه ونومه، إذا نوى بذلك التقوى على طاعة الله بل

حتى معاشرته لزوجته إذا نوى بها التعفف عن الحرام. كما قال النبي : {إن بكل تسبيحة صدقة،وكل تكبيرة صدقة، وكل

تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بمعروف صدقة ونهي عن منكرصدقة، وفي بضع أحدكم صدقة }. قالوا: يارسول الله،

أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: {أرأيتم لو وضعها في حرامأكان عليه وزره فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر

}.
وفي حديث أبي هريرة عن النبي قال: {كل يوم تطلع فيهالشمس تعدل بين اثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته صدقة

فتحمله عليها أو ترفع لهعليها متاعة صدقة والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميطالأذى عن

الطريق صدقة } [رواه البخاري ومسلم].


فاتقوا الله عباد الله واعبدوه كما أمركم.

قال تعالى: ياأيها النَاسُ اعبُدُا ربّكُمُ الذي خَلقَكُم والذّينَ مِنقَبلِكُم لعلَكُم تَتّقٌونَ (21) الذي جَعَلَ لَكُمُ الأرضَ فِراشاً والسَمَاءَبِنَاءً وأنَزَلَ مِنَ السَمَاءِ مَاءً فأخَرجَ بِهِ مِنَ الثمَراتِ رِزقاً لَلُمفَلا تَجعَلُوا لِلهِ أندَاداً وأنتُم تَعلَمُونَ[البقرة:22،21
صالح بن فوزان الفوزان