[frame="7 80"] برنامج حفظ الصحيحين
وهذا البرنامج لا يفضل الشروع فيه إلا لمن أتم حفظ القرآن الكريم وأتقنه، وللتسهيل والاختصار يستحسن البدء بالمختصرين، أعني مختصر البخاري للزبيدي، ومختصر مسلم للمنذري، وليبدأ بأحدهما، ثم يحفظ زيادات الثاني عليه، ولو شرع الطالب بحفظ مختصر مسلم مثلًا لوجده يتكون من 580 صفحة وفق طبعة المكتب الإسلامي، وتحقيق العلامة ناصر الدين الألباني، ويمكنه أن يقسمه على 58 يومًا بمعدل 10 صفحات كل يوم، فيكون قد أتم حفظه في أقل من شهرين، ثم يأخذ زيادات البخاري ويحفظها بسهولة في الشهر المتبقي.
آلية البرنامج:
1- يبدأ البرنامج اليومي عقب صلاة الفجر وقراءة الأوراد الصباحية بقراءة الحديث مرة أو مرتين، ثم حفظه، أو تجزئته إلى أسطر وجمل إن كان الحديث طويلًا، ومسألة الطول والقصر مسألة نسبية، وفي ظني أن الحديث إذا تجاوز خمسة أسطر فيحتاج إلى تقسيم من أجل ضبطه.
ولا ينبغي الانتقال إلى حديث آخر إلا بعد التأكد من إتقان الحديث ومعرفة راويه، ثم يشرع الطالب في الحديث الثاني، ثم يقرأ الاثنين معًا عن ظهر قلب، ثم يأخذ الحديث الثالث وهكذا حتى يفرغ من الأوجه المقررة كل يوم، وأعتقد أن فترة ما بين الصباح إلى الظهر كافية لحفظ المطلوب وإتقانه شريطة التركيز، وجمع الذهن واستغلال الوقت كله عدا ما لا بد منه كالإفطار مثلًا.
2- بعد صلاة الظهر يفضل تناول الغداء مبكرًا، ثم الراحة والنوم ما بين الساعة إلى الساعة والنصف، ولا يتجاوز الساعتين بحال، وعند الاستيقاظ يبدأ الطالب بمراجعة محفوظاته اليومية، ويستذكر محفوظاته بصوت مسموع؛ إذ إن ذلك مما يعين على تثبيت الحفظ وتركيزه.
3- بعد العصر-وهو في الصيف وقت ذهبي ثمين- يقضيه في مكان خالٍ إما في منزله أو مسجد أو غيره يراجع محفوظات اليوم، ومحفوظات الأمس والذي قبله وهكذا؛ لأنه في كل يوم ستزيد تلك المحفوظات بإذن الله، فحتى لا تتعرض للنسيان يخصص فترة ما بعد العصر وإلى الحادية عشرة مساء في المدارسة والمراجعة، موطنًا نفسه على الصبر والاحتساب، وليتذكر أنه بهذا العمل الجليل ينضم إلى جماعة المعظمين لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتشبه بعمالقة هذه الأمة وجهابذتها من أمثال أبي هريرة، وعبد الله بن عمر، وابن عمرو، وابن مسعود، وابن عباس، وعائشة، وأنس -رضي الله عنهم- ومالك والشافعي وأحمد والبخاري ومسلم وأبي داوود ويحيى بن معين والدارقطني وسفيان وغيرهم -رحمهم الله- ممن جعلوا حفظ الحديث والتفقه فيه صناعتهم وهممهم.
أولئك آبائي فجئني بمثلهم *** إذا جمعتنا يا جرير المجامع
ولا ينبغي لطالب العلم والحديث أن يحقر نفسه، أو يستصعب المشوار، فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، ومسافة الألف ميل تبدأ بخطوة.
4- فترة ما بين المغرب والعشاء تكون فترة الراحة المفيدة، والراحة المفيدة تكون بالجلوس مع الوالدين والإخوان، وقضاء حوائجهم أو زيارة الأقارب، وصلة الأرحام أو مطالعة كتاب، أو استماع شيء نافع.
اتمنى اكون افدتكم منقول من موقع صيد الفوائد ...........ترقبو البرنامج التالي [/frame]
مواقع النشر