تعتبر مدينة اربد من المستوطنات البشرية القديمة الواقعة جنوب الشام ، و تلّ اربد من أكبر التلال التي صنعها الإنسان في هذه المنطقة ، و كانت تحمل مدينة اربد اسم "أرابيلا" في العصر الروماني ، حيث تُعتبر مدينة اربد من المدن العشر الرومانية المسماه " ديكابوليس".
و قد أطلق على المنطقة المحيطة بمدينة إربد غرباً و شمالاً إلى محاذاة نهر اليرموك " بالأقحوانة" نسبةً إلى زهر الأقحوان الذي ينبت بكثرة في هذه المناطق ، و تحتوي محافظة اربد على كم هائل من المواقع الأثرية و السياحية المتعددة بشتّى المجالات ، من سياحة، طبيّة ، ترفيهية ، ، و تحتوي اربد على عيون من الماء تنتشر في أرجاء بلداتها و قراها ، هذه العيون التي اعطت و وهبت اسمها لكثيرٍ من البلدات و القرى التابعة لإربدَ .
روت لنا اربد عبر ماضيها المضيء قصص العابرين الذين سكنوها منذ القدم ، روت لنا حكاياتهم بلغةٍ "ربداوية" جميلة ، حضاراتٌ كثيرة و أناس من شتّى الأجناس سكنوا فيها و سكنت معهم اربد ، ارتبطت اسماؤهم بها ، فحكت لنا قصصهم بأدبٍ و جمالْ.
تغنّى بإربد كثيرٌ من الشعراء و كتب عنها الأدباء ، عن حواريها القديمة و أسواقها العتقية ، أدباء و شعراء و مثقفون سكنوا معها و سكنت بقلوبهم ، و من أشهر من تغّنى بها شاعر الأردن "الربداوي" كما يحلو لأهل اربد تسميته ، الشاعر الكبير مصطفى وهبي التل الملقب بعرار ، فقال يوماً في قصيدته المشهورة " أوابد الأردن" :
يا بنت وادي الشتا(اسم منطقة) هشت خمائُله
لعارض هل من وسميّ مبدار
" وثغرة الزعتري " افتر مبسمها
وسهلُ اربد قد جاشت غواربُه
بكل أخاذ من عشب ونُوار
ان الشماليخ في حصن " الصريح "(اسم منطقة) لقد
حالت إلى عسل ، يا بنت، فاشتاري
وعرار الذي احب اربد وقال فيها الكثير:
يا اربدَ الخرزات حيّاك الحيا
رغم الجفاء، ورغم كل تقاطع
فيا حبذا من ماء راحوب " رشفة "
وظل بجرعاء " السريج " ظليل
تقضي و فيي حضن الصريح مقيل
اربد ؛ عروس الشمال كما يطلق عليها الأردنيون اليوم ، عروس جميلة ، منبعٌ للأمل و الحياة ، منبرٌ للعلم و الثقافة و المثقفين ، تحتل إربد في الوقت الحالي مكانةً كبيرة في الساحة الأردنية و العربية بشتّى المجالات ، ثقافية ، علمية ، زراعية ، جمالية أثرية و فكرية حضارية. حيث تضم إربد جامعات و مؤسسات علمية و مراكز ثقافية و دوراً للنشر و أسواقاً تجارية و مراكز هامّة متنوعة.
و نتيجةً لمكانة إربد الثقافية في الساحة الأردنية و العربية تُوجت إربد اليوم لتكون مدينة الثقافة الأردنية للعام 2007 ، و تحتفل اربد بكلّ ما فيها بهذه المناسبة الجميلة طوال هذا العام .
(منقول بتصرف)
وسوف اتبع المزيد من الصور عن اربد بعد هذه المشاركة
مواقع النشر