[gdwl]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد
----------------------------------------------
الإجازة الصيفية ــ إلى كونها للراحة والاستجمام ــ الوقت الذهبي لإكساب الأبناء مهنا نافعة لا يتاح له تعلمها إلا في هذا الوقت.
فنطالب الآباء بالتوسط في استغلال الإجازة فلا يطغى جانب النزهة والرحلات أو جانب التعلم على الآخر فكما أن الإجازة حق للابن ويحتاج فيها إلى الراحة بعد عناء عام دراسي فهو يحتاج أيضا إلى تعلم النافع وإلا باتت وقتا مهدرا
وعلى المرء أن يعرف قيمة زمانه وقدر وقته
وتسعى الأمهات والآباء إلى توفير مايمكن توفيره لإسعاد أطفالهم وتسليتهم وقضائهم لأوقات مفيدة ومثمرة في العطلة الصيفية .. وهناك عدة طرق لتوفيرها لابنائهم:
منها
تنمية مهارات ابنائهم:
مثل تنمية المهارات الرياضية المتنوعة والاستمتاع فيها .. والنشاطات الثقافية مثل القراءة الجادة للكتب وزيارة المتاحف والآثار وغيرها ..إضافة للنشاطات الاجتماعية المتنوعة والزيارات للأهل والأقارب والأصدقاء والرحلات ..
وهناك نشاطات تعليمية وأكاديمية متنوعة ودورات تضيف إلى مهارات الابن وقدراته .. ووقت الفراغ يساعد الإنسان على أن يتم فيه مالم يستطع إنجازه خلال أوقات العمل او الانشغال..
ولابد من التخطيط لأوقات الفراغ وبذل الجهود للتعرف على مايمكن عمله وانجازه خلال الإجازة .
ويمكن القول أن أساليب التربية التي تشجع الفرد وتكسبه الثقة بنفسه تزيد من قدرات الفرد وتحصيله وذكائه . وفي مجتمعاتنا لايزال ينقصنا الكثير في مجال تشجيع وتنمية المهارات والقدرات الإبداعية والابتكار في مختلف الميادين ومن ذلك إعداد البرامج الدراسية الخاصة التي تتعرف على مهارات الابناء وميوله ومن ثم تتناسب مع قدراته وتنميها. وأيضاً تزويد المتفوقين بالمواد الأولية اللازمة والحوافز والألعاب الخاصة والتأكيد على التشجيع المنظم لهم في مختلف المراحل الدراسية والعملية ..ولعله من المثير ان كلمة إبداع أو ابتكار أو مهارات خاصة لاتتكرر في لغتنا اليومية وحواراتنا بينما نستعمل كثيراً من الكلمات التي تتضمن التقليد والاجترار والاستهلاك السلبي .
-------------------------------------------
الثقافة التربوية للأم والأب :
ومن المهم في الإجازة الصيفية أن تزيد الأمهات والآباء من ثقافتهم التربوية العامة .. كي يطوروا من أساليبهم في تعاملهم أطفالهم مما ينعكس إيجابياً على الجميع ..
ومن المعروف أن الدلال الزائد وإرضاء حاجات الابناء طوال الوقت يمثل أسلوباًخاطئاً وفاسداً وهو يؤدي إلى ضعف شخصية الابن وازدياد اعتماديته على الآخرين كما يجعل منه شخصاً سريع الغضب قليل التحمل للإحباط وغير ذلك من الصفات السلبية ..كما أن العقاب الصارم والقسوة والعنف لها آثار سلبية كثيرة وتؤدي إلى الشعور بالحرمان والنقص والتمرد والضعف .. ولابد من الاقتراب من الابناء وفهم حاجاتهم المتنوعة وتوفيرها دون إفراط او تفريط .
ومن الملاحظات الواقعية نجد أن كثيرأ من الآباء يأخذ موقف " التأديب فقط " من الطفل دون الحب أوالتعليم او الرعاية .. والحقيقة ان الطفل ليس " شيطاناً صغيراً " يجب كبحه وعقابه والسيطرة عليه طول الوقت . كما نجد كثيراً من المربين والمدرسين والمدرسات يلجأون في تعاملهم مع الأطفال إلى أساليب العقاب والاستهزاء والتحقير إضافة إلى الإهانات المتكررة والتجريح والضرب .. وتدل الدراسات العلمية على أن العقوبة قد تمنع الفعل السيئ ولكنها لاتخلق " الطفل الجيد المتوازن " .
ولابد من وضوح الأوامر كي يستطيع الطفل استيعابها وكذلك أن يفهم سبب العقاب في حال حدوثه ، وأن "العمل المحدد كذا وكذا " هو الذي أنتج العقاب . ومن الخطأ تكرار كلمات مثل " عنيد ، لايسمع الكلام ، شقي ، شيطان" وهي أوصاف كلية يتمثلها االطفل عن نفسه مما تسبب له مزيداً من المشكلات في المستقبل . والأجدى توضيح أن " الخطأ محدد في سلوك معين بوقت معين " وليس الابن كله " خاطئ أو سيئ " .
ويفضل اختيار العقوبات بشكل مسبق ومتسلسل وتطبيق ذلك بشكل أكيد بدلاً عن " الوعيد والتهديد " الذي لايعلم سوى "الخوف والقلق "
والمسؤوليات التربوية كبيرة وتحتاج إلى الصبر والفطنة والتوازن النفسي .. والأم المتعبة المرهقة المحبطة لايمكنها أن تكون مربية ناجحة ، وكذلك الأب العصبي الثائر .
-----------------------------------------------------
ولابد من الاهتمام بالواقع وتنمية المهارات الدراسية والاجتماعية والفكرية وعدم الهروب من المشكلات بل محاولة مواجهتها بعدة طرق دون يأس أو سلبية .
[/gdwl]
مواقع النشر