بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
بارك الله فيك أختنا ونفع بك ، وأوصيك ببذل المزيد في تحصيل العلم ، فيظهر لي -ما شاء الله- من خلال مشاركاتكم بأن عندك اطلاعاً وحباً للعلم ، وهذا من فضل الله عليك ؛ لأن ((من يرد الله به خيراً يفقه في الدين)) .. فأسال الله تعالى أن يزيدك من العلم النافع وأن يسبغ عليك ثوب التقوى والستر والعافية ..
أما ما يتعلق بسؤالك ، فلا تعارض ولله الحمد بين ما تفضلتِ بذكره ؛ فالجواب عن ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم لابن عباس : (( يا غلام إني أعلمك كلمات ، احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم ان الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأفلام وجفت الصحف)) أخرجه الترمذي ، وفي لفظ عند الإمام أحمد : (( تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطئك لم يكن ليصيبك))
وجاء في الصحيح : (( عجباً لأمر المؤمن أن أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)) .
وقال تعالى : { يثبت الله الذين آمنوا في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء} .
وجاء عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه في قوله تعالى : { ومن يؤن بالله يهد قلبه} ، قال : هو المؤمن يعلم أن المصيبة من قدر الله فيرضى ويسلم .
من هذه النصوص نعلم بأن البلاء واقع على الناس عموماً بالنعماء والضراء ، ولكن الله تعالى يوفق من شاء من عباده إلى أن يبصروا طريقهم في هذا البلاء فتنشرح صدورهم ، ويعلمون بأن العاقبة للتقوى وأن ما عند الله خير وأبقى وأن مع العسر يسراً ، ولن يغلب عسر يُسْرَين ..، كما جاء في النصوص السالفة ..
نعم .. ينجي الله تعالى المؤمنين ويشرح صدورهم باليقين بموعوده ، وينير بصائرهم في أوقات البلاء والفتن ... وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء .. ولا يحصله إلا من تعرف على الله في الرخاء -كما في حديث ابن عباس- ، ومن لزم داء الله تعالى بالثبات على الأمر
أسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياكم على الحق حتى نلقاه .
مواقع النشر