متى يكشف الزوج أسرار زوجته ؟؟
متى يكشف الزوج أسراره لزوجته ؟
تعتبر الأسرار الزوجية بمثابة القلعة الحصينة التي يمنع الاقتراب منها .. ولقلعتنا هذه ألوان وأشكال ونماذج .. ولها مواصفات وطباع وقواعد .. ولكل منا خصوصياته التي يأبى على غيره الاطلاع عليها ، أو الاقتراب منها .. غير أن هناك شخصاً قريباً منا كثيراً ما نعطيه ونعطيه . لكن .. هل هناك من الأسرار ما لا يفشى لأحد وما الذي يعطى منها ؟ في تحقيقنا هذا ألوان متعددة ، وأسرار مختلفة ، وأساليب متباينة نريد بيانها .
الأستاذ / خليفة المحرزي - رئيس لجنة الترابط الاجتماعي بجمعية الإرشاد الاجتماعي في عجمان يقول : الأسرار الزوجية لا تباح في العادة إلا في بداية الزواج ، والايام والأشهر الأولى تسجل أكبر نسبة أسرار تخرج عن نطاق الزوجين ، وكلما تقادم العهد بينهما ، كلما خفت هذه العادة تدريجياً ، وذلك لقلة خبرة الطرفين في معالجة بعض المواقف بينهما في البداية . وإن كان هنالك من تشبيه للأسرار الزوجية ، فهي كالسلاح الذي يعطى للجندي ، بعد أن يكون قد خضع للتدريب والاختبار اللازم ، فيسلم السلاح والذخيرة ، لذلك أقول يجب أن يكون للزوجين في بداية زواجهما فترة تدريب واختبار ، بعدها يتبادلان الأسرار ، فإذا أعطياها قبل ذلك فهما كالجندي الذي يعطى سلاحه قبل أوانه ليقتل نفسه ، وبذلك تتحول حياتهما إلى فيلم سينمائي يطلع الجميع عليه إن لم تتناوله الصحافة !
ليس له أن يسأل عنها
أما السيدة / آمنة أم حميد - موظفة - فقالت : إن الرجل بالنسبة للمرأة بمثابة صندوق للأسرار ، فلا تعرف المرأة من أسراره إلا القليل وما يريد هو أن يعرفها به ، وأسرار الرجل غالباً ما تكون إما مع أهله أو أصدقائه أو عن ماله ، أو عمله ، أو عن خروجه من المنزل وعودته ، وبين الزوجين هناك ما يعطى للطرف الآخر وهناك مالا يعطى ، فالمشاكل المتعلقة بالبيت والأولاد والعمل ، يمكن أن يطلع عليها الطرف الآخر ، أما أسراري مع صديقاتي أو أهلي فليس له أن يطلع عليها أو يسأل عنها . وقديماً أوصت المرأة العربية ابنتها قائلة لها : لا تفشي له سراً ، فإن أفشيت سره فلن تأمني غدره ، فالمرأة الحكيمة تعرف بأن أسرارها الزوجية والعائلية ، يجب أن لا تتخطى جدار منزلها ، لأنها لو أفشت ولو القليل منها فستحظى بعدم التقدير من زوجها ومن الآخرين . لكن هذا لا يمنع أن نطلع ذوي الحكمة والمشورة ممن نثق بهم لطلب المساعدة والنصح . ومما يجب أن تفهمه الزوجة هو أن لا تطلع والدتها على أمور حياتها الزوجية ، وإن كان بإمكانها إصلاح الخلل بنفسها فلتفعل .
الأسرار ثلاثة
وتقسم السيدة / موزة العلي - موظفة - الأسرار بين الزوجين إلى ثلاثة أنواع هي : الأسرية ، وأخرى تخص الأبناء ، والأسرار الجنسية ، وإن مجرد الكشف عن أي سر من هذه الأسرار للآخرين قد يسبب مشاكل لا تحمد عقباها ، ولذلك لابد لكل من الزوجين من حوار هادئ وصريح تسوده روح المودة والمحبة والوئام يتفقان فيه على مايضرهما وما ينفعهما ، ولكي يحفظ الزوجان حياتهما وسعادتهما ، فلا بد وأن هذه الأسرار داخل جدران المنزل وأن لا تفارقها ، كما وأن الزوجين هما من يصنع المشكلة وهما من يحلها ، وأي شخص غريب مهما كانت خبرته ودرجة قرابته فلن يكون أفضل من المعني الأول بحلها .
الزوجة الصالحة
وتحدث إلينا السيد / خالد فضل السويدي - موظف - فقال : أعتقد أن الأسرار في الحياة الزوجية هي نوعان : الأولى جاءت معه قبل الزواج ، والأخرى حدثت بعد الزواج ، وفيما يخص الأولى فليس من المناسب أن ينقلا جميع أسرارهما لأنها قد تكون صحية أو غير صحية ، فإن كان للمرء ذنب أو إثم معين فليبق بينه وبين ربه ولا داعي لذكره ، لأن ذلك مما يعكر صفو الحياة وجمالها ، أما الأسرار التي تكونت بعد الزواج ، فلا بد وأن يكون هناك نهج لها بين الزوجين ، لأنه لا يوجد أسرة خالية من المشاكل ، وهنا الخطورة ، فإن لم تكن هذه الأسرار مهددة للحياة أو الاستقرار الأسري فالأخرى بها أن تبقى بالداخل حرصاً على وحدة كيان الأسرة .
وفي الأسرار فائدة
بينما يرى السيد / أحمد محمود - موظف إن الحياة الزوجية ملأى بالمواقف والأحزان ، ومنها الصعب ومنها الجميل ، وفيها الضار وفيها النافع ، لذا فإن الكثير من الأزواج قد تختلط عليهم الأمور ويصبح من الصعب التفريق بين السر وغير السر ، لذا فحينما يتكلم أحدهم لأحد أقرانه نجده يبوح بكل مالديه ، لدرجة لا يستطيع معها التفريق بين الكلمة الضارة والنافعة . ولذلك فإن الزوجين عليهما أن يكون بينهما شبه اتفاق فيما يخص أمورهما الخاصة ، وبهذا يحدد كل منهما خصوصياتهما ودرجة سريتها فإن كان خروج السر ضاراً كتم ، وإن كان عادياً فلا بأس من إظهاره . وكثيراً ما يكون من باب الفائدة للآخرين أن يسمعوا بعض المواقف ليأخذوا منها العبرة وليستفيدوا من تجارب غيرهم ، ولعل هذا هو جزء من التواصل والاتصال الإنساني المرغوب .
شخصية واحدة
وأخيراً قابلنا السيد / راشد محمد لوتاه - موظف - الذي قال : أعتقد أن الحياة الرجل والمرأة قبل زواجهما هما شخصان ، أما بعد قرانهما فهما شخص واحد ، وعندما أقبلا على الزواج لم يكن اختيارهما عبثاً ، أو حياة مؤقتة ، بل هو اختيار بقصد الحياة الدائمة وبذلك فهما عندما يبدآن الحياة الزوجية بعضهما مع بعض ، فكأنما يبدآن حياتهما من جديد بشخصية جديدة ، وهمة جديدة وعطاء متجدد ، لذا تجد كل واحد منهما يرغب بأن يخبر الآخر بأشياء بطولية عملها أو أشياء تزيد من اعتبار شخصيته لديه ، ويبدأ كل واحد منهما يعطي الآخر خصوصياته وأخباره إلى أن يتعرف كل منهما على الآخر
ولعل هذا هو ما ينقل الأسرار ويصبح كل مالدى كل طرف لدى الآخر . وكلما انتقلت معلومة كلما حاول سامعها السؤال عنها أكثر إلى أن يكشف جميع أوراقه . وبعدها تبدأ رحلة انتقال هذه الأسرار إلى الآخرين ليواجه كل منهما الآخر بصعوبته وسلبياته .
منقوووووول
رد مع اقتباس
مواقع النشر