رمضان خير الشهور للشيخ/ محمد بن سليمان المحيسني
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: رمضان خير الشهور للشيخ/ محمد بن سليمان المحيسني

  1. #1
    عضوة قمة
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    103
    معدل تقييم المستوى
    22

    رمضان خير الشهور للشيخ/ محمد بن سليمان المحيسني

    []السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




    رمضان خير الشهور للشيخ/ محمد بن سليمان المحيسني










    الحمد لله الذي منَّ على عباده بمواسم الخيرات، ليغفر لهم بذلك الذنوب، ويكفر عنهم السيئات، ويضاعف لهم الحسنات، ويرفع لهم الدرجات.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، واسع العطايا وجزيل الهبات،

    وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أفضل المخلوقات، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً.

    أما بعد:

    أيها الناس!

    اتقوا ربكم، واشكروه على ما أنعم به عليكم واحمدوه، واعرفوا نعمته عليكم بمواسم الخيرات التي تتكرر عليكم كل عام؛ ليتكرر بها عليكم من الله الفضل والإِنعام.

    عباد الله!

    اعتاد المسلمون -والحمد لله- أن يبتهجوا فرحين مسرورين بحلول شهر رمضان المبارك، موسم الصيام والقيام والعبادات المتنوعة،

    ومن حقهم أن يفرحوا بهذا الموسم العظيم،

    وإن فرحة المسلمين به أصلها الفرح بأنه ميدان من ميادين التسابق إلى طاعة الله؛ لاغتنام أكبر مقدار من الربح العظيم الذي يستطيعون اغتنامه،

    وإن من المفروض في هذا الفرح أن يدفعهم إلى التنافس في الخير، والتسابق إلى الأعمال الصالحة.

    ويحسن بهم صيام رمضان وقيامه، حتى يشملهم قول نبينا صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»([1])،

    ويتزودوا فيه من أنواع العبادات والقربات، ويكثروا فيه من تلاوة القرآن، وتجود نفوسهم ببذل الصدقات، والتوسعة على الفقراء والمساكين.


    لكن بعض المسلمين -هداهم الله- بعيدون عن هذا الذي ينبغي لهم أن يعملوه في هذا الموسم العظيم،

    فلم يبق من خصائص رمضان في نفوس كثير منهم إلا ترك الطعام والشراب من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، وإذا غربت الشمس غربت معها الطاعة،

    فتعالَ لتنظر ما الذي يحدث بعد غروبها! والله إن الذي في قلبه يسير إيمان، ليتفطر قلبه من الأسى والحزن!!

    إذ كيف يكون هذا تعظيم شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار؟!

    كيف يكون هذا استقبال شهر نزل فيه القرآن؟

    كيف يكون هذا استقبال شهر فتح الله فيه أبواب الجنان؟

    وإن الرجل الصالح ليتساءل أين فرحهم به؟ وماذا يعني فرحهم؟
    أفرحهم بدخوله ليحيوا لياليه العظيمة بالسهر على آلات الطرب، والآلات الرياضية؟! أم فرحهم به لإقامة التجمعات الفاسدة، التي يخالطها أكل لحوم البشر؟!

    نعم أيها المسلمون!

    تجولوا في ناحية من نواحي المدينة؛ لتنظروا كيف يستقبل شبابكم هذا الشهر الكريم، فهذه مجموعة يتوسطها الطبول والعود
    وتلك مجموعة أخرى تستقبل ما يفتك بدينها، ويأخذ غيرتها، وهناك طائفة أخرى ما إن تصلي العشاء الآخرة حتى تجدها متجهة إلى أسواق النساء

    ليلمزونهن، ويحادثونهن، ويلبسون أحسن الملابس والأحذية من أجلهن.

    وإن المسلم يا عباد الله! ليندهش عندما يرى ما يراه، كيف صار انتشارهم في رمضان أكثر من غيره، مناظر مخزية، ومناظر مخيفة، ومناظر مؤذنة بشرٍ مقترب، إن دامت حالتنا هذه.

    فيا شباب الإسلام.. ويا شباب الدعوة إلى الله..

    ويا طلاب العلم! أعداء الإسلام قد أسهروا ليلهم، وأظمئوا نهارهم؛ للفتك بإخوانكم، ولسحبهم من دينهم، ولصدهم عن ذكر ربهم.

    ألم تروا كيف يتم التركيز في رمضان على انتقاء أعظم المسلسلات وأشوقها، وأحبها إلى النفوس الرديئة؟!

    ألم تروا كيف يتم تصديرهم للألعاب المتنوعة في رمضان، ما هو غرضهم، وما هدفهم؟


    والله ما قصدهم بهذا الأمر إلا حرمان المسلمين مما أعده الله لهم، وما قصدهم به إلا إبعاد الشباب عن كتاب ربهم، وصدق الله إذ يقول عنهم:

    {شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ}[الأنعام:112].

    أيها الشباب!

    إذا كنتم تعرفون هذا جيداً، فما هو موقفكم؟ وما هو جهادكم؟
    وكيف تستطيعون أن تدعوا إخوانكم، وتفكوهم من أسرهم؟

    فهم والله مأسورون في أسر الشياطين، وإنكم والله جميعاً مطالبون ومكلفون بفك قيودهم، والله سبحانه يقول:

    {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}[محمد:31].

    أيها الشباب!

    لا تتقاعسوا، ولا تتوانوا عن الدعوة إلى الله، واعلموا أن للدعوة مجالات عديدة، وأن لها طرقاً مختلفة،

    فابحثوا عن طرقها ومجالاتها، وليكن بحثكم هذا هو شغلكم الشاغل، فما أكثر المحتاجين إلى الوعظ والتذكير.

    ولقد أعجبي والله فعل بعض الشباب الغيورين، المحبين لإنقاذ إخوانهم؛

    فإن بعضهم ما إن يمروا بمجلس من المجالس التي استحوذ عليها الشيطان، حتى يقفوا عندها، ويسلموا على أهلها، ويعظوهم، ويذكروهم

    ويحيوا سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، فقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم:

    أنه يأتي قومه في أنديتهم، فيدعوهم، ويصبر على أذاهم وسخريتهم، حتى رفع الله ذكره، وحقق له وعده، ونصره، فساد البلاد، وانقاد له العباد([2]).

    عباد الله!

    هناك مصيبة أخرى من المصائب التي شوهدت في هذا الشهر الشريف؛

    فقد شوهد من بعض المسلمين -هداهم الله- من يصوم نهاره طاعة لله ولرسوله، ثم ما إن تغرب الشمس حتى يحضر دخانه،

    فربما أفطر به أولاً، وربما أفطر بغيره ثم به ثانياً، والرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن للصائم عند فطره دعوة مستجابة([3])،

    وكيف هذا سيدعو وهو لاهٍ بإشعال تلك السيجارة، فوالله إنها لمصيبة عظمى! حيث إنه شوهد هذا

    وما كاد أحد يتصور أنه يحصل من رجل مسلم يشهد أن لا إلا الله، وأن محمداً رسول الله، كيف يصوم نهاره طاعة لله ولرسوله

    ثم ما إن تغرب الشمس حتى يحضر دخانه، ويبارز ربه بمعصيته، فربما يفطر به أولاً، وربما يفطر بغيره ثم به ثانياً؟!

    وإن من العجيب جداً! أن هذا يصدر أحياناً من رجال لهم قيمتهم، ولهم مكانتهم بين أهليهم ومجتمعهم.

    فيا أخي في الله!

    إياك ثم إياك أن تصوم عن الطيبات طاعة الله، ثم تفطر على ما حرمه الله!

    ويا هذا! قدم محبة الله على هواك، واتق الله في نفسك، وليكن رمضان منطلق خير لك، لتتوب من هذا الداء العضال الذي ابتليت به، نسأل الله لنا ولك العافية.

    أيها المسلم!

    ألم تعلم أن هذا الداء قد ثبت تحريمه شرعاً؟! ألم تعلم أنه سبب كل شر، وهو مفتاح باب من أبواب المخدرات؟!

    ألم تعلم أنه حاجز بينك وبين جلوسك مع الأخيار؟! ألم تعلم أنه يجرؤ عليك الأشرار ويقربهم منك؟! وبعد الأخيار مع قرب الأشرار من المرء مُؤذنٌ بسقوطه لا محالة.

    فنسأل الله أن يصلح شباب المسلمين، وأن يرد ضالهم إليه رداً جميلاً.

    بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

    أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.



    وفقكم الله

  2. #2
    نجمة بيت حواء الصورة الرمزية الصبر زادي
    تاريخ التسجيل
    Jun 2012
    المشاركات
    501
    معدل تقييم المستوى
    16
    جزاك الله خير

المواضيع المتشابهه

  1. قراءة للشيخ محمد بن سليمان المحيسني وهو (( صغير ))
    بواسطة أبوعبدالله في المنتدى الصوتيات ,قنوات , القرآن
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-01-2020, 04:25 PM
  2. المحرومون في رمضان للشيخ محمد المحيسني ( مرئى )
    بواسطة المعالم في المنتدى الصوتيات ,قنوات , القرآن
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-08-2019, 02:49 AM
  3. صلة الرحم للشيخ/ محمد بن سليمان المحيسني
    بواسطة المعالم في المنتدى منتديات اسلامية,( على منهج أهل السنة والجماعة)
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 20-07-2012, 11:02 PM
  4. بر الوالدين (2-2) فضيلة الشيخ/ محمد بن سليمان المحيسني
    بواسطة المعالم في المنتدى منتديات اسلامية,( على منهج أهل السنة والجماعة)
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-04-2012, 02:27 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر

مواقع النشر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

أهم المواضيع

المطبخ

من مواقعنا

صفحاتنا الاجتماعية

المنتديات

ازياء | العناية بالبشرة | رجيم | فساتين زفاف 2017 | سوق نسائي | طريقة عمل البيتزا | غرف نوم 2017 | ازياء محجبات | العناية بالشعر | انقاص الوزن | فساتين سهرة | اجهزة منزلية | غرف نوم اطفال | صور ورد | ازياء اطفال | شتاء | زيادة الوزن | جمالك | كروشيه | رسائل حب 2017 | صور مساء الخير | رسائل مساء الخير | لانجري | تمارين | وظائف نسائية | اكسسوارات | جمعة مباركة | مكياج | تسريحات | عروس | تفسير الاحلام | مطبخ | رسائل صباح الخير | صور صباح الخير | اسماء بنات | اسماء اولاد | اتيكيت | اشغال يدوية | الحياة الزوجية | العناية بالطفل | الحمل والولادة | ديكورات | صور حب | طريقة عمل القرصان | طريقة عمل الكريب | طريقة عمل المندي |