[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-image:url('http://up.hawahome.com/nupload2/346516_1334690567.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
خذ الحكمة ولا يضرك من اى وعاء خرجت
والحكمة التي أبغي التمهيد بها في هذا الموضوع
هي مقولة اشتهرت بين العجم والعرب,
في الشرق وفي الغرب
قالها نابليون بونابارت:
وراء كل رجل عظيم امرأة
ولكي نعرف من هي المرأة هنا نذكر أولا من هو الرجل العظيم الذي كانت وراءه...
إنّه
الإمام العالم سفيان الثوري
مات أبو سفيان الثوري وهو صغير
وأمّه نموذج ساطع للمرأة المـتطلعة إلى المشاركة في نهضة أمَّتِها
بتقديم جيلٍ راشدٍ قادرٍ على الريادة والبناء،
لأنّها عرفت لم خلقت وعرفت ما هي رسالتها
وعرفت قدر الأمانة التي حمّلها الله إياها
أمانة الإبن اليتيم الذي أصبحت المسؤولة عن تنشئته...
ففي الوقت الذي تربّت الأم على كتف ولدها وتعتبره ضحية,
فتفرط في الإشفاق عليه وتقبل منه كلّ تكاسل وتلتمس له العذر لدى كلّ تقاعس
حمّلت أم سفيان ولدها مسؤولية عظيمة من صغره
وهي طلب العلم
في زمان كان فيه طلب العلم لا يخلو من المشقة مع ما يتطلبه من مصاريف
وهذه رسالة من الشاعر الدكتور العشماوي إلى أم سفيان الثوري:
كنت قرأت قصة لأم سفيان الثوري رحمه الله وأم سفيان امرأة ذات رسالة
مات أبوه وسفيان صغير فلما بلغ عمره دون التاسعة أو العاشرة كانت أمه تغزل بمغزلها
فغزلت ذات يوم وباعت ما غزلته بعشرة دراهم ثم دعت إليها ابنها سفيان وقالت :
يا سفيان هذه عشرة دراهم
اذهب اطلب بها الحديث في المسجد
ثم انظر يا بني إن وجدت أثراً لما تعلمته على عقلك وقلبك وعملك
فتعال أعطك عشرة دراهم أخرى حتى تطلب بها العلم
وإن لم تجد أثراً لذلك - ولاحظ معي التوجيه هنا -
فاترك العلم يا بني فإنه يأبى إلا أن يكون لمخلص.
أنا في اعتقادي أن أم سفيان الثوري هنا أكبر من مديرة جامعة
لأنها تريد لإبنها تنشئة علمية خاصة ؛ ولهذا كانت النتيجة مباشرة
بعد عدد من السنوات ، رأينا سفيان الثوري إمام المسلمين في
علم الحديث فقلت :
علميه الحديث كـي يتسامـى *** وامنحيـه الإحسـاس والإلهامـا
وانثري في طريقه الـورد هـزي *** بـيـديـك الكريمـتـيـن الـغـمـامـا
رفـرفـي فـوقــه حـمـامـة أمـــن *** تمنـح الأمــن قلـبـه والسـلامـا
وامسحـي وجهـه براحـة حــب *** تجعـل الوجـه مشـرقـاً بسـامـا
أنــت أرضعـتـه الحـنـان صغـيـراً *** فاجعلي حبـك الكبيـر الفطامـا
أم سفـيـان يــا حـديـثـة صـبــر *** جـعـل اليـتـم هـمـةً واحـتـرامـا
مغـزل العـزم فــي يـديـك أرانــا *** كيـف ترعـى المـغـازل الأيتـامـا
مـغـزل ينـسـج الـرجـولـة ثـوبــاً *** بـيـد الأم كــي تـصـون الغـلامـا
اغزلي الثوب ثـم بيعيـه حتـى *** ترفعي لابنـك الحبيـب المقامـا
امنحيـه الـمـال الـحـلال فـإنـي *** لا أرى مثـلـه يسـيـغ الـحـرامـا
وابعثـي المغـزل الجميـل إليـنـا *** كي نـداوي بنسجـه الأسقامـا
كي ترى الأمهات فيه شموخـاً *** صــار رمــزاً بــه وصــار وسـامــا
ابعثي المغـزل الجميـل خطابـاً *** لنـسـاء أكـثـرن فيـنـا الخصـامـا
شـرقــوا غـربــوا بــهــن غــــدواً *** ورواحــــاً تـزحـلـقــاً وارتـطــامــا
يمنحوهن في المحافـل حتـى *** أصبح العري عندهن احتشامـا
قـدمـوهــن لـلـظــلال شــرابـــاً *** ولجوعى النفوس منهم طعاما
أكلـوهـن فــي صبـاهـن لحـمـاً *** ورموهـن حيـن شـبـن عظـامـا
ابعثي المغزل الجميـل وسامـاً *** لـنـسـاء لا يـرتـضـيـن انـهـزامــا
قد عمـرن البيـوت حبـاً وعطفـاً *** وحـنـانــاً ورحــمــة وابـتـسـامـا
وبنـيـن الأجـيـال قـلـبـاً وروحـــاً *** وعــقــولاً تــحـــارب الأوهـــــام
أم سفيان وجه طفلك أمسى *** قـمــراً لا يـطـيــق إلا الـتّـمـامـا
أنـت أرضعتـه مــع الـحـب نــوراً *** من يقيـن فلـم يخـاف الظلامـا
أنـت أركضـت خيلـه دون خـوف *** بعـد أن أمسكـت يـداه الزمامـا
أنت أرشدته إلـى الكنـز حتـى *** صــار كـنــزاً وحـقــق الأحـلامــا
أم سفـيـان يــا كريـمـة نـفـس *** ملئـت صفحـة الحـيـاة التـزامـا
حدثتنـا الأمجـاد عـنـك فقـالـت *** هـكـذا يصـنـع الكـريـم الكـرامـا
هكـذا صـاغـت الأمـومـة طـفـلاً *** فـغــدا ســيــداً وصــــار إمــامــا
يتحدّث فيه عن هذه الأم
وعن حاجة أمتنا لمثل هذه الأمّ:
[youtube]http://www.youtube.com/watch?v=IgkQuVPNAT4&feature=related[/youtube]
وهنا مقطع آخر للشيخ أبو إسحاق الحويني
يتحدّث عن دورها في تكوين هذا العالم:
[youtube]http://www.youtube.com/watch?v=eepXaWiJhqs&feature=related[/youtube]
هذه إحدى الصفحات المشرقة من حياة نساء السلف
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
مواقع النشر