رواية "" أطفال في برية المدينه"" - الصفحة 5
صفحة 5 من 16 الأولىالأولى ... 234567815 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 17 إلى 20 من 64

الموضوع: رواية "" أطفال في برية المدينه""

  1. #17
    مشرفة سابقة نجمة بيت حواء الصورة الرمزية منارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    المشاركات
    852
    معدل تقييم المستوى
    42

    الفصل الخامس ""و تبقى ذرة ثائرة من قلبي تأبى رفضك "


    الفصل الخامس




    ""و تبقى ذرة ثائرة من قلبي تأبى رفضك ""



    .
    .
    غلب يامن النعاس قليلا حتى ايقظه رنين هاتف...


    _"مرحبا"


    _"يامن...لا تقل انك نائم...انا انتظرك في المقهى منذ نصف ساعه..."


    اااه...لقد نسي موعده مع هذا الرجل...
    كم اخذته الحسرات بعيدا عن مشاغله...
    كانت الساعة الثانية صباحا...
    المطر ينهمر بغزارة...برد قارص...

    نزل من غرفته...بحث عن غيث...
    ليس موجودا في المنزل...

    عله ذهب ليقضي الليله في احد الملاهي كعادته...


    خرج و ترك مفتاح البيت تحت العتبه...
    ادار محرك سيارته و ذهب...

    استيقظ حليم على صوت محرك السياره...

    نظر من نافذته و رأى يامن يخرج...
    ترى مالذي ذهب اليه في مثل هذا الوقت المتأخر...


    وصل يامن الى المقهى...

    دخان سجائر الموجودين فيه يدفئ المكان قليلا...

    نظر يامن يمنة و يسره
    يبحث عن رجل فارع الطول ذو لحية سوداء...
    و بشرة بيضاء شاحبه...

    أشار له الرجل من بعيد...
    اقترب منه يامن...

    انه اقبح مما تصور...
    أمامه كوب قهوه و اكثر من عشر سجائر محترقه...

    يبدو رجلا ليس بسهل...
    لن يحاول النصب عليه...جلس يامن الى جانبه...

    _"أرى انك عرفتني"

    _" لم يكن ذلك صعبا...
    شاب يدخل وحيدا في مثل هذا الوقت و يبحث عن احد ما...
    لابد انه انت...انت اجمل كثيرا مما وصف لي..."


    حدث يامن نفسه...و انت اقبح جدا مما وصف لي...

    جاءت النادله لتجلب شيئا ما ليامن...

    _" احضري له كوبا من القهوه...كي يهدئ اعصابه,,,يبدو متوترا جدا..."


    اشعل له الرجل سيجاره...

    اخذها منه يامن...

    كان متوترا بالفعل و خائفا من مظهر ذلك الرجل...

    ليتهم كلفوا غيث بهذه المهمة بدلا منه...

    فهو اكبر سنا منه و اكثر خبرة و قلبه قاس كالحجر...

    قال له الرجل:

    _"اذن...انا اعرف اسمك و شكلك و عنوانك...
    لذا كن واضحا منذ البداية ولا تحاول العبث معي...
    صدقني اعلم جيدا كيف اعاقبك ان احسست بأي شئ مريب"

    _" يا سيد...عملي كله يقوم على الثقه...
    ان كنت لاتثق بي فلا تعمل معي منذ البدايه..."

    _"لم يكن ذلك خياري لقد كلفتني الجماعة بهذا"

    _"ما رأيك أن تعطيني النقود كي أغادر...
    فهذا المكان لا يريحني ابدا...
    و كما قلت لي...انت تستطيع ان تجلبني من تحت الارض...
    فلما انت خائف مني"

    _" متى ستجلب لي البضاعه..."

    _"المبلغ كبير و سيحتاج الى مدة من الزمن كي اصرفه بدون ان اثير الشكوك حولي...
    ساوافيك بعد شهر ومعي بضاعتك"

    _"لن تفارقك عيوننا خلال هذا الشهر...
    إن سار اي شئ بشكل خاطئ...فسيكون الموت أقصى ما تتمنى"

    نظر يامن الى الرجل نظرات حاده
    تجلت بها كل قسوة الماضي و الحاضر الاليم...
    الماضي الذي ظلم به كثيرا...
    والحاضر الذي اجبره على التعامل مع هذه الوجوه البشعة قلبا و قالبا...

    هو يخفي وجود والده على قيد الحياة حتى عن غيث...
    فهو لايريد ان يؤذيه احد...
    لا يريد ان يعذبه به احد...
    فالموت للقلب اهون بكثير من رؤيته لأحبته يتعذبون...
    كل امنياته أن يبقى بخير...بعيدا...ولكن بخير...

    خرج يامن مع الرجل...

    اعطاه النقود الموضوعة في حقيبة رياضيه...

    و رمقه بنظرة اخيره...و غادر...

    و ضع يامن الحقيبة في جيب السيارة و مضى...

    كان المطر ينهمر و كأنما يصب من السماء صبا...

    و درجات الحرارة تهوي و تهوي...
    حتى قاربت الصفر...
    بالكاد يرى طريقه من شدة المطر و الظلمه...


    و عندما وصل البيت رأى ...

    حليم يحمل ابنه رافد و يسرع الى السياره...خاف يامن كثيرا...

    اقترب...كان آدم يقف عند الباب...و يلتف بسترة من الصوف...

    _"مالخطب...هل حدث شئ لرافد؟"

    _"انه يعاني من سيولة الدم و قد اصابته نوبة رعاف...
    لم نستطع ايقاف النزف لذا اخذه والدي الى المشفى"

    _"اتمنى...اتمنى ان يشفى في القريب العاجل...سأبقى معك الى ان يعودا"

    _" لا بأس...سأبقى وحدي... لا اريد ان ازعجك...الوقت متأخر و لديك غدا جامعه"

    _"قلت لك سأبقى معك..."

    دخل يامن و آدم الى البيت...

    _"سأغلي لنفسي كوبا من الحليب...هل تريد واحدا؟"

    "نعم..لا بأس بكوب من الحليب"

    امسك كل منهما بكوبه و جلسا قبالة الموقد....
    صامتان لا يسمع سوى دفق المطر...

    _"اين كنت انت على اية حال؟"

    تفاجأ يامن بسؤال آدم...نظر اليه الاخير ينتظر جوابا...

    _" لقد خرجت لشراء بعض الادويه...
    آلمني رأسي كثيرا...و استيقظت لشراء دواء للصداع"

    نظر اليه آدم و كأنه لا يصدقه...

    _" وانت قل لي...اين هي والدتك...!"

    _" والدتي....؟....تركناها هناك...
    من حيث اتينا...لابد انها تشعر بالبرد الان....
    لقد غطيتها بغطاء من الزهور الدافئة قبل مغادرتنا...
    ولكني اظن انها ذبلت...لابد ان عامل المقبرة قد جمعها و القاها في القمامه...
    فلا احد يحب منظر الزهور الذابله...
    اشعر بالانانية لاني اتدفئ قبالة الموقد و اشرب حليبا ساخنا...
    وهي الان وحيدة و بارده...
    كم كنت اتمنى لو ادفن معها...مع روحي و آمالي...و كل شئ"

    _" آسف جدا لأني ذكرتك بها...أنا...."

    _"ذكرتني بها!!!!!؟.....و من قال انها تغيب عن بالي...."

    _"هل يصاب رافد عادة بهذه النوبات"

    _"نعم و لكننا عادة نوقف النزيف في البيت...
    ولكنها اشتدت حدة بعد وفاة والدتي...أبي خائف عليه كثيرا"

    _" لقد فهمت الان سبب حرص والدك الشديد عليكم...
    انا لا الومه...ليته كان عندي والد مثله...
    ليتني عشت مع امي كما عشت انت مع امك"

    _" لقد اخبرني والدي ان والديك توفيا وانت صغير...
    وانك تعيش في كنف احد اقاربك"

    _" نعم نعم...هو كذلك"

    _"انت غامض جدا يا يامن...انت تخفي الكثير...
    اشعر بأنك تخبئ في عينيك عالما من الاسرار"

    نظر يامن بصمت الى آدم...

    _" أتعلم هنالك مقولة اؤمن بها كثيرا....
    (ما لا تعرفه لن يضرك)...
    لذا من الافضل لك ان لا تسأل عن شئ قد يسوؤك لو عرفته"

    في هذه الاثناء...
    عاد حليم مع رافد الى البيت...
    كان الفجر قد بزغ...
    توقفت سيارة امام منزل يامن...

    انه غيث...
    راقبه حليم وهو يدخل الى البيت...

    يسير نحو المدخل وهو يستند على سور الحديقه...
    إنه ثمل حد الارتواء...

    يمشي قليلا ثم يسقط...

    كان حليم يحمل رافد فلم يستطع مساعدته...

    دخل الى المنزل فوجد يامن و آدم يتهامسان امام الموقد...

    _"يامن...لابد ان تذهب لمساعدة قريبك على الوصول الى المنزل يبدو متعبا جدا..."

    قالها حليم و هو يبتسم ابتسامة ساخره...
    شعر يامن انه انزعج مما رأى...
    اطمئن على رافد و غادر...

    حضن آدم شقيقه النحيل و اخذه الى فراشه...

    جلس حليم على الاريكه...

    اي مسؤولية تركتها له ساره...

    يكاد يجن من خوفه عليهما...
    و يبدو ان يامن لم يكن جديرا بالثقة كما يجب...
    من يدري اين ذهب في تلك الساعة المتأخره...

    ولكن ذرة ما ثائرة من قلبه تأبى رفضه تماما ...جاء اليه آدم...

    _" اذهب و ارتح قليلا يا ابي...مازال هناك بعض الوقت للنوم..."

    _" لم كان يامن عندك"

    _" لقد ...لقد اصر على أن يبقى معي...هل هناك شئ ما...هل..."

    _"لا تدخله مرة اخرى الى المنزل دون علمي...او ان كنت وحدك..."

    _" حسنا يا ابي ...اهدأ...نحن بخير...
    لا داعي لكل هذا التوتر......مع اني بدأت احب يامن..."

    _"أنا لا اطلب منك أن تقطع علاقتك به...أناآآ.....
    آدم....انت ناضج و واع ...أنا أثق بك كثيرا...
    اريدك انت تكون حريصا جدا...اريدك ان تكون بخير..."

    اقترب آدم من والده ...
    قبل جبينه...

    و ذهب ليريح جسده قليلا قبل الذهاب الى الجامعه...

    دنا من شقيقه لتفقده...فوجده يبكي...

    _"مابك يا حبيبي...هل يؤلمك شئ ما..."

    _" لا...انني بخير...ولكن هل نام والدي...
    انا اسف لأنني سببت لكم الارق و القلق..."

    قبله آدم...و غطاه جيدا و دفأه...

    _" لم تسبب لنا اي شئ...يا شقيقي الحساس..."

    تركه آدم...و القى بنفسه على سريره...

    في هذه الاثناء...

    كان يامن قد أعان غيث على الدخول الى المنزل...

    حالته مزريه...
    لابد ان حليم قد اخذ فكرة وافية عن غيث...

    رمى يامن غيث على فراشه...لقد كان ثملا جدا...

    كان يامن متعبا جدا ايضا...
    ولكنه لم يستطع النوم...

    سيحاول ان يوضح الامور الى حليم اكثر في الصباح...

    انتظر طلوع الشمس بفارغ الصبر...

    حاول ان يلملم بعض الحروف كي ينطقها معتذرا عن منظر غيث...

    طلع الصبح...
    ظل يامن يراقبهم حتى يخرج بنفس وقت خروجهم...
    انتظر وانتظر...
    حتى خرج آدم وحده...كان حليم يقف على الباب يراقبه...

    خرج يامن....

    _"صباح الخير"

    _"صباح الخير"

    _" الن يذهب والدك الى العمل؟"

    _"والدي متعب ...سيؤخذ اليوم اجازه...
    و رافد ايضا سيتغيب اليوم عن المدرسه"

    نظر يامن الى حليم الذي يراقب بصمت...
    ثم سأل آدم...سؤالا يائسا...عرف جوابه بنظرات حليم...

    _"هل تريد ان نذهب سويا الى الجامعه"

    نظر آدم الى ابيه....

    _" لا...شكرا سأستقل سيارة ابي..."

    ركب آدم بالسيارة و ذهب...

    ابتعد يامن و عاد الى سيارته...
    ثم لحق بآدم الى الجامعه...

    وصل يامن,,,لابد ان يجد آدم...
    الجامعة ضخمة جدا...
    يوجد بها اكثر من مليون انسان...

    لكنه يعرف تماما اين يجد طالبا مجدا ك آدم...

    ذهب الى مكتبة الجامعه...

    بحث في قسم الكتب الطبيه...

    فوجد آدم جالسا الى احدى الطاولات...
    يمسك بأحد الكتب...و كأنه يلتهمه...

    جلس بجانبه بهدوء...همس له...

    _" هل لي ان اقطع هذا العناق الدافئ بينكم؟..."

    _"يامن...علنا لم ننهي حديثنا بالأمس...
    لكم اشتهي ان اقلب صفحات عمرك...فالفضول يمزقني..."

    _"اريد ان اشبع فضولك من كل ما تريد...
    ولكن صدقني...
    كل بوح مني سيثير ثنايا فضولك اكثر...
    لن يعجبك ابدا ما خبئ خلف هذا القناع...
    خذني كما انا ...
    ولا تقلب صفحاتي...
    خذ ما كان بياضا من كتاب سنيني و املاءه بما شئت..."

    _" لم أرى ابي مختلط المشاعر هكذا من قبل...
    تارة يرفضك...و تارة يسعد بك...هنالك شئ ما لا افهمه..."

    _"منذ أن وصلت الى البيت الذي أعيش فيه...
    رأيت بيتكم...كنت اشعر سيالات الحنين تتدفق الى قلبي...
    كنت أشعر بشئ من الحب يشوبه حزن عميق...
    أعمق من كل آبار الآلم في روحي...
    لن تصدق مقدار شغفي لقدومكم...
    كنت انتظر أن تعودوا كل يوم...
    و عندما رأيتكم...طرت فرحا...
    كنت اتوق للقياكم...و اتوق اكثر لدخول بيتكم..."

    _" امي ...كرهت هذه المدينة كرها جاز الفضاء...
    و لكنها قبل ان تحلق بعيدا...اوصت أبي أن يعود...
    بحجة أن سمعة جامعة هذه المدينه ممتازه...
    و لابد ان اكمل دراستي فيها..."

    _" لم كرهت امك هذه المدينة بهذا الشكل...."

    اخرج آدم صورة من محفظته...اعطاها ليامن...

    _" هذه والدتي...التقطت هذه الصورة في احد المطاعم هنا قرب النهر...
    قبل اكثر عشرين من عاما"

    _" اذا...فأنت و رافد لم ترثا الجمال من والدكم فقط...
    تبدو والدتك سيدة راقية و جميله...
    ولكن من الصغير الذي بين يديها ...انه حتما انت...و ليس رافد"

    _"هذا ليس أنا ولا رافد...
    أنه ابن أمي البكر...
    كان اسمه يامن...قالت لي انه سقط منها في النهر...
    غرق ومات....لهذا كرهت امي ذاك النهر...
    والمدينه
    و البيت
    وكل شئ...حتى نفسها التي أضاعته..."

    بقي يامن يحدق بالصورة طويلا...

    طويلا جدا...و حلق بفكره بعيدا...

    بعيدا جدا...

    .لايمكن لأم أن تترك ابنها يسقط في النهر و يموت...
    أي أم هذه...أين هي من سنا...

    التي ماتت من اجله...الف الف مره...

    لابد لها ان تكره نفسها و تكره كل شئ...

    نزلت دمعاته رغما عن صلابته...و هو يمسك بالصورة بقوه...

    نظر اليه...آدم...
    ترى لم كل هذا الانفعال...

    لم هذه النظرات الشاردة في الصوره....

    ترك يامن الصورة و ذهب...ناداه آدم...و لكنه لم يرد...

    لحق به مسرعا الى الادراج...ثم الى الساحات...

    امسك به...

    _" يامن...ما بك..."

    كان وجه يامن يحترق من البكاء...
    صرخ بوجه آدم...

    _" كان يجب عليها أن تكون أكثر حرصا...ماذا لو ...."

    هدأ يامن عن الصراخ...

    بكى بهدوء ...

    آدم كان مصدوما جدا بردة فعله...

    استطرق يامن بصوت مخنوق...

    _" ماذا لو وجدوه جماعات المتسولين...
    ماذا لو اختطفه تجار المخدرات...ترى ..."

    استوقفته شدة البكاء...وضع آدم يده على كتفه...

    _"يامن...."

    _"ترى كيف سيكون حاله الآن...
    هل يعقل أن يكون عاش حياة...
    مرفهة ناعمة مثلك...
    هل تراه لجأ لحضن ابيه عندما مل من حضن أمه..."

    انهار يامن تماما...دنى منه آدم...

    _" و لكن شقيقي مات...انتشلت جثته من النهر...
    و دفن...
    لو كان بيد امي ان تفعل أي شئ ينقذه لفعلت...
    حتى لو كانت روحها الثمن...لقد كانت تبكي عليه كل يوم..."

    _" اعذرني...ارجوك اعذرني لقد انفعلت كثيرا بدون سبب...
    شدة حمقي و غبائي دفعتني لهذا"

    _"لا تقل هذا...ارجوك اهدأ...سنتحدث لاحقا بالامر"

    _"ارجوك لا تخبر احدا بما جرى...كم كنت ابلها..."

    _"لن افعل...و الان اهدأ..."

    _"عندما ينتهي الدوام ...
    سآخذك لأريك شيئا ما...شيئا مهما جدا...
    اخفيته منذ سنين طويلة عن الجميع..."



    كان حليم قد استيقظ متأخرا و خرج ليتفقد جنبات المنزل القديم...

    بعد الليلة المطيرة الماضيه...

    اخذ يدور حول المنزل...

    وجد احدى الاشجار قد سقطت على احدى النوافذ الخلفية للمنزل و كسرتها...

    حاول أن يزيل اغصان الشجره و ينظف الزجاج المكسور...
    الشجرة كبيره و اغصانها ثقيله...لم يستطع إزالتها وحده...

    شعر بيد تمتد اليه لتساعده...

    نظر خلفه...إنه غيث...

    _" دعني اساعدك...هذه الاغصان ثقيله..."

    _" كيف دخلت الى هنا...!!"

    _" سور الحديقة ليس مرتفعا...لا يصعب القفز عنه...
    اعلم انها ليس طريقة مهذبة للدخول...ولكني لاحظت انك تورطت بهذه الاغصان"

    صمت حليم و ترك غيث يساعده...
    لقد كان في حاجة ماسة الى المساعده...

    ساعده غيث كثيرا...فقد كان قوي البنيه...

    انتهوا من تنظيف المكان...

    _"ستحتاج الى نافذة جديدة هنا..."

    _"نعم...بالتأكيد..."

    نظر اليه غيث...

    _" اعتذر منك عن البارحه...
    لقد...كان لقاؤنا الاول ليس بجيد ابدا...
    كنت متعبا...و لم احظى بليلة جيده..."

    _" لا بأس...لن اتحكم بحياتك...انت ناضج و تعلم الخطأ من الصواب..."

    _"اريدك انت تعلم فقط ان يامن ليس مثلي...
    لا تمنع ولديك منه...
    لقد اضطر للعيش معي بعد وفاة والديه...
    لم يكن القرار قراره...
    لقد انزعج جدا ليلة البارحه ...
    ظن اني سأكون السبب في قطع علاقتكم الفتية به"

    _" هل حقا انت قريبه...و هل قصة وفاة والديه صحيحه..؟..."

    _"نعم نعم...انا قريبه...و والديه توفيا قبل ثماني سنوات..."

    _" كم اصبحه عمره الان؟"

    _" عمره اثنان و عشرون عاما...يامن فتى طيب...
    ولكن ظروفه لم تكن ابدا في صفه..."

    _" و ماذا تعمل انت كي تعيله و تعيل نفسك...؟..."

    _" اعمل في التجارة الحره...و اعمال متفرقة اخرى...اكسب منها دخلا جيدا..."

    _" اتمنى لك و له مستقبلا افضل من حاضركم و ماضيكم"

    نظر غيث الى حليم بحسره...و عاد الى منزله...

    بدأ حليم يحاول قطع الامل عن نفسه...

    اثنان و عشرون عاما...

    لو كان طفله يامن على قيد الحياه ...
    لكان هذا عمره الان...
    و لكن يامن يصر على ان لديه والدين كان يعيش معهما...
    و قريب يعيش في كنفه...
    ما هو الا تشابه...اسم... و عمر....لا داعي للتفكير بالامر اكثر...

    مشهد طفله الملاك عندما قبله و ودعه اخر مره...

    عندما كان عمره ثلاثة اشهر ...لا يفارق خلايا وجدانه...

    دقات قلبه تأبى أن تبارح الامل...

    لم تفقد ساره الرجاء ابدا...

    عاشت حياتها و ماتت على أمل ان تراه أقبل من بعيد ذات فرح...

    قبل موتها...طلبت من حليم أن يعود...
    عل من اختطف طفلها لم يكن قد اخذه بعيدا...

    أحاسيس هوجاء تكاد تطيح بحليم ارضا...

    بعثره شتات عارم بين القلب و العقل...

    قلبه لا يريد أن يضيع طفله مجددا...

    و عقله يرفض أن يثق به و يستأمنه على اولاده...




    **للحكاية تتمه**
    .
    .
    .بقلمي//منارة السنه
    اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



    سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

    إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك يا حبيبتي لمحزونون
    اللهم اغفرلها و ارحمها






  2. #18
    عضوة جديدة الصورة الرمزية الشريفة نوارة
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    30
    معدل تقييم المستوى
    15
    روعةة جدا جدا تسلم الأيادي وياريت تكمليها مرة نفسي اخلصها ههههه



    طرح راقي وقلم جميل لاحرمنا جماله بيننا

  3. #19
    مشرفة سابقة محررة مبدعة الصورة الرمزية } هدية {
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    6,970
    معدل تقييم المستوى
    83
    متشوووقه لأقرأ النهاية ... تم وضع الوسام .. لا تتأخري علينا

  4. #20
    عضوة جديدة الصورة الرمزية الشريفة نوارة
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    30
    معدل تقييم المستوى
    15
    خسارة لو صبرت وقريتها لمن تخلص افضل يومين كتيييير

صفحة 5 من 16 الأولىالأولى ... 234567815 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. """"""نشيد تفداك عيني يارسول الله""""""""
    بواسطة سووونه92 في المنتدى فداك يارسول الله ,5
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 24-05-2017, 02:14 AM
  2. رواية "" أطفال في برية المدينه""
    بواسطة منارة الكون في المنتدى أعمال أدبية حصرية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-02-2013, 07:53 AM
  3. المعلم الذي نريد """"""""""منقول للفائدة """"""""""""
    بواسطة همس الحروف في المنتدى منتديات اسلامية,( على منهج أهل السنة والجماعة)
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 25-03-2012, 01:10 PM
  4. """"""""""هنود تعالي شوفي حلمك""""""""""
    بواسطة قلبي ليبيا في المنتدى الحلويات
    مشاركات: 52
    آخر مشاركة: 10-10-2009, 08:26 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر

مواقع النشر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

أهم المواضيع

المطبخ

من مواقعنا

صفحاتنا الاجتماعية

المنتديات

ازياء | العناية بالبشرة | رجيم | فساتين زفاف 2017 | سوق نسائي | طريقة عمل البيتزا | غرف نوم 2017 | ازياء محجبات | العناية بالشعر | انقاص الوزن | فساتين سهرة | اجهزة منزلية | غرف نوم اطفال | صور ورد | ازياء اطفال | شتاء | زيادة الوزن | جمالك | كروشيه | رسائل حب 2017 | صور مساء الخير | رسائل مساء الخير | لانجري | تمارين | وظائف نسائية | اكسسوارات | جمعة مباركة | مكياج | تسريحات | عروس | تفسير الاحلام | مطبخ | رسائل صباح الخير | صور صباح الخير | اسماء بنات | اسماء اولاد | اتيكيت | اشغال يدوية | الحياة الزوجية | العناية بالطفل | الحمل والولادة | ديكورات | صور حب | طريقة عمل القرصان | طريقة عمل الكريب | طريقة عمل المندي |