عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ فَقَالُوا وَمَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ثُمَّ قَامَ فخْطَبَ ثُمَّ قَالَ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا[متفق عليه]
إن التعبير المعاصر الذي أوجدناه اليوم لهذا القول الذي قاله النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قبل ما يزيد 1400 سنة القانون فوق الجميع والحقيقة أن أحد أسباب القوة أن القانون فوق الجميع ، وأن الناس جميعاً متساوون أمام القانون وأن هذا يعطي الإنسان شعوراً بالمساواة يدفعه إلى تحقيق أهدافه التي رسمها ،
امرأة من بني مخزوم وبنو مخزوم قوم لهم مكانة كبيرة في المجتمع القرشي امرأة منهم سرقت فقريش أهمها شأن المخزومية ، فَقَالُوا وَمَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . كان يحبه حباً جماً . فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ ثُمَّ قَالَ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَالَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَاهل من كلام أبلغ من هذا الكلام ؟ لو أن فاطمة ابنته ، وكل أب يعلم كم هي البنت غالية عليه لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا . وإذا قال هذا الكلام رسول الله صلى الله عليه و سلم فهذا ليس كلاماً كما يقال الآن للاستهلاك المحلي هو حق ، بالمناسبة أي شيء يقوله عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن يكون من ثقافته ولا من معطيات بيئته ولا من اجتهاده بل هو وحي يوحى ، الحقيقة الحياة التي عاشها النبي حياة بسيطة لو أن تشريعات الإسلام أخذت من هذه الحياة لم تستطع أن تغطي العصور البالغة التعقيد ، لكن لأن كلام النبي عليه الصلاة والسلام إن هو إلا وحي يوحىإِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْفهذا مبدأ ، الآن دققوا : معنى ذلك أنه إذا أقيم الحد على الضعفاء ولم يقم على الأقوياء تعد هذه التفرقة سبباً لهلاك الأمة ، ولقد أكد النبي عليه الصلاة والسلام أن هلاك العرب من علامات قيام الساعة ليس هلاك استئصال لكن هلاك ضعف كما ترون ، هذا المليار والثلاثمئة مليون ليس أمرهم بيدهم وليس القرار بيدهم ولا يملكون تحريك ساكن في الأرض ولا أحد يصغي إليهم غضبهم ورضاهم سواء عند أعدائهم هذا هو الهلاك لكن ليس هلاك استئصال إنما هو هلاك ضعف لأنه :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ قَالَ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ يَنْتَزِعُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ قَالَ قُلْنَا وَمَا الْوَهْنُ قَالَ حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ
[أحمد ، أبو داود]
نحن نعلم أيها الإخوة الكرام : أن الإنسان قد لا ينتصر في معركة لكن عدم انتصاره في معركة لا يعني أنه خسر الحرب ، الحرب مجموعة معارك لكن حينما يهون أمر الله علينا نهون على الله ، قلت مرة وأنا أعني ما أقول ولكل كلمة معنى دقيق لا تستطيع قوة على وجه الأرض مهما طغت وبغت أن تفسد على الله هدايته لخلقه ولكن الله يسمح من أقوياء أن يهددوا المؤمنين من أجل ماذا ؟ من أجل أن يمتحنهم
قال تعالى :(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)
[سورة آل عمران : 173-174]
أيها الإخوة الكرام : هذا الدين دين الله ولا يمكن لقوة مهما طغت وبغت أن تلغيه ولو سمعتم ما سمعتم من إلغاء القرآن الكريم وإحلال الفرقان الحق مكانه ومن إلغاء التعليم الشرعي هذا كلام سمح للطرف الآخر أن يقوله لكن لن يستطيع أن يفعله لأن هذا الدين دين الله ، إذاً ينبغي أن لا نقلق على هذا الدين لأنه دين الله إذاً ينبغي أن نقلق على أنفسنا فيما إذا سمح الله لنا أو لم يسمح أن نكون جنوداً له ، لكن الآن دققوا إذا هان أمر الله علينا هنا على الله هذا ملخص الملخص لو سألتني أن أضغط ما يجري في العالم الإسلامي كله من مآسي ومن قتل ومن تدمير ومن إذلال لما زدت عن هذه المقولة هان أمر الله على المسلمين فهانوا على الله .
إذاً حينما نقيم الحد على الضعيف ولا نقيمه على القوي يعد هذا سبباً لهلاك الأمة لا أعني هلاك استئصال كإهلاك عاد وثمود ولكن أقول هلاك ضعف وهذا الذي نحن فيه هو من هذا السبب ، إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا
أيها الإخوة الكرام : أنا مضطر أن أبين بعض الحقائق المرة ولو أنها مرة إنقاذاً للحقيقة ، أي إنسان حينما يتوهم نفسه فوق البشر يعني تاجر هو ينبغي أن يأكل ما يشتهي أما الذين حوله ينبغي ألا يأكلوا ، حينما تميز نفسك على إخوانك فأنت لا تعرف الله ولست إنساناً بالمعنى الصحيح ، إنسان عنصري ، إليكم الدليل:
سيد الخلق وحبيب الحق سيد ولد آدم سيد الأنبياء والمرسلين نبي هذه الأمة زعيم هذه الأمة قائد الجيش في معركة بدر كانت الرواحل قليلة ثلاثمئة راحلة وكان الأصحاب يقتربون من ألف فالنبي قال كل ثلاثة على راحلة وأنا وعلي وأبو لبابة على راحلة ، هذه النبوة ،
لما دخل سيدنا عمر على النبي عليه الصلاة والسلام وقد اضطجع على حصير فأثر في خده الشريف بكى عمر قال يا عمر ما يبكيك ؟ قال رسول الله ينام على الحصير و كسرى ملك الفرس ينام على الحرير ؟ قال له يا عمر إنما هي نبوة وليست ملكاً ،
أيها الإخوة الكرام : كلام دقيق جداً يمكن أن يمارس كل يوم ضمن مجتمعنا
سمعت عن إنسان تاجر عنده صانع يتيم هذا الصانع غير متعلم تاقت نفسه للعلم وهذا الذي يأخذه من سيده يغطي به نفقة أمه وأخواته رجا صاحب المحل أن يغادر المحل قبل ساعة واحدة ليتابع تحصيله العلمي في مدرسة ليلية ، رفض يقول هذا التاجر لصديق له : هذا يتيم لو تعلم بالتعبير العامي يفقس ، دعه أمياً حتى يعمل عندنا دائماً ، ابن هذا التاجر دفع له دروساً خاصة صدقوا مليون ليرة ، يريد ابنه طبيباً أما هذا الذي اليتيم الذي عنده ينبغي ألا يتعلم هذا واسمحوا لي بهذا التعبير القاسي لو وضع عبادته في حاوية لما أخطأ ، في حاوية هذه العنصرية أن تتمنى أن تعيش وحدك أن تأكل وحدك أن تتمتع في الحياة وحدك ، قد تجد هذه النفسية بإنسان عادي دعك من الكبار لإنسان عادي ،
لذلك عليه الصلاة والسلام قال:وأنا وعلي وأبو لبابة على راحلة
الآن جاء دوره في المشي سوف يمشي توسلا صاحباه أن يبقى راكباً بماذا قال ؟ والله قال جملة لو أرددها مئات المرات لا أشبع منها قال : ما أنتما بأقوى مني على السير ولا أنا بأغنى منكم على الأجر ، أنا أريد أجر المشي ، هذا الإسلام بهذه القيم وصلنا إلى أطراف الصين وإلى أطراف باريس وحينما نمت عندنا مشاعر الاستعلاء مشاعر يجب أن آكل كل شيء أنا فقط أما الآخرون لهم الله ،
قال تعالى :(أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)
[سورة يس : 47]
يتـــــــــــــــــبع
مواقع النشر