بارك الله فيك
بارك الله فيك
الفائدة الخامسة والعشرون
(رُبَّ) للتقليل...إشكال
قال الله جل وعلا: {رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ}(الحجر:2)
الراجح من أقوال العلماء في الآية أن هذا يقع عند خروج عصاة المؤمنين من النار، على أنه أشكل على العلماء أنها جاءت للتقليل لأن (رُبَّ) الأصل أنها لا تدخل على الأفعال والعرب تقول في أمثالها: [رُبّ أخ لك لم تلده أمك]، ويقولون غير ذلك مما يدل على أن (رُبَّ) تختص بالدخول على الأسماء لكن الذي أدخلها على الفعل هنا وجود (ما)، فصل ما بين الفعل وبين (رُبَّ) بـ(ما) فجاز دخولها على الأفعال لكنها عموما لا يخرجها هذا عن كونها تفيد التقليل،
فأجاب العلماء عن هذا الإشكال:
أنها تقع هنا للتقليل أن العذاب عياذا بالله يلهيهم عن أنهم يودوا أن يكونوا مسلمين، يلهيهم عن القول بتعبير أصح أو أفصح، الانشغال بالعذاب يلهيهم عن كثرة القول أنهم يودوا لوكانوا مسلمين أعاذنا الله وإياكم من ذلك كله....
الفائدة السادسة والعشرون
معاني كلمة (مولى)
قال الله تعالى: {ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ }(الأنعام62)
المولى في اللغة تُطلق على أربعة أو أكثر:
• تُطلق على السيد، فتقول للغلام: أين مولاك؟
• وُتطلق على العبد إذا أعتق فيصبح ولاؤه لسيده، فيُقال له: مولى بني فلان، أي أن ولاءه لهم، كان عبدًا عندهم ثم أعتق،
• وتُطلق على النصير والظهير، ودليلها من القرآن: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ) (محمد: 11)، أي أن الله نصير وظهير للمؤمنين، والكافرين ليس لهم ظهير ولا نصير.
• وتُطلق على الرب جل جلاله، ودليلها من القرآن: (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ) (الأنعام: 62)، فمولاهم هنا بمعنى ربهم، ليست بمعنى نصيرهم لأن الله ليس نصيرا ولا ظهيرا للكفار.
الفائدة السابعة والعشرون
(كل) هنا لا تعني العموم
قال الله تعالى في سورة النحل: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69))
{ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ} (كل) هنا لا تعني العموم؛ لأن النحل لا يأكل من كل الثمرات وإنما من كل شيء يحسن الأكل منه ونظيره في القرآن:
* قوله جل وعلا: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} والريح لم تدمر كل شيء لأن الله قال بعدها: {فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ} فأثبت جل وعلا المساكن رغم أنه قال: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ}...
* وقال جل وعلا عن بلقيس: {وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ} ومعلوم أن بلقيس لم تعط كل شيء وإنما المقصود أعطيت كل شيء يُعطاه الملوك عادةً وإلا ما كان عندها من الملك كما عند سليمان...
تأملات في سورة النحل
أهم المواضيع |
المطبخ |
من مواقعناصفحاتنا الاجتماعية |
المنتديات |
مواقع النشر