فتى الأحلام!!
أختاه: أنت – كغيرك من النساء – تتطلعين إلى زوج أو شريك لك في الحياة في المستقبل، ولن يحدث زواج عن طريق الهاتف مهما حدث، ومهما قال لك؛ لأن أي شاب يعلم يقينًا أن من العار عليه أن يقترن بأم أولاده عبر هذه الوسيلة الدنيئة ومن خلال هذا الطريق الموبوء، والمرأة المؤمنة حق الإيمان لا يمكن أن تتجرأ على سلوك هذا الطريق الشائك الموحش.
وقال تعالى: }وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ{([5]).
فالحذر الحذر من الهاتف قبل أن يوقع بك في مرادي الهوى ومزالق الحضيض، وكم من فتاة قتلت عفتها، وشينت سمعتها ووقارها، ودنست عرضها، ففقدت عقلاً يصونها، بسبب كلمات بالهواء طائرة وعبارات في أدراج الرياح مبعثرة- ندمت أن تكلمت بها، وتمنت أنها لم تسمع يومًا رنين جرس هاتف في حياتها، فاحذري رعاك الله من تدنيس نفسك بما يسوؤك في يومك وتسألين عنه في غدك، وكفاك مهانة فأنت لست سلعة للبيع، أنت إنسانة كرمها الله وأعزها، ويجب أن تعلمي أن غاية المكالمات عند الشباب لم تكن للبحث عن شريكة الحياة؛ ولكن للبحث عن موقعة يعبثون وينتصرون فيها عليك وعلى أمثالك من بنات المسلمين، حفظك الله وحفظ المسلمات من هذه الذئاب. آمين.
* * * *
مقاصد دنيئة.. ونهايات مؤلمة
أختي الحبيبة: اعلمي أن الشباب المنحرف عندما يرون امرأة في أي مكان فهم ينظرون إليها ويضحكون أمامها وكأنها أجمل امرأة، وغرضهم هو أن يضحكوا عليها ويأخذوها لحمًا ويرموها بعد ذلك عظمًا.
فاعلمي أختي الغالية: أن هدف هؤلاء هو الاستمتاع بتلك المرأة لدقائق معدودة، ثم يذهب هو ويبقى العار – والعياذ بالله – تحمله هذه المخدوعة أبد الدهر.. يشتركان في لذة لثوان: ثم ينسى هو، وتظل هي تتجرع ألم هذه اللذة المحرمة، والعار الذي يجعل كل من حولها يشيرون إليها بأصابع الاحتقار والازدراء.. تحترق ألمًا في الدنيا، وما أدراك ما ينتظرها في الآخرة من العذاب، إن لم يمنن الله عليها بتوبة قبل الممات.
وأما حال الرجل بعد أن يسرق من الفتاة حياءها وعفتها وجوهرة قلبها فإنه ينساها، ويذهب للبحث عن «مغفلة» أخرى ليسرق منها عرضها، أما هي فتتألم من ثقل الحمل في بطنها، والهم في نفسها ووصمة العار في جبينها، والمجتمع قد يسامح الرجل مهما عمل من المعاصي إذا تاب منها ونسي جميع أعمالها السابقة؛ ولكن الفتاة إذا غلطت فإنها قد تبقى سجينة هذه الغلطة طول عمرها، ولا ينسى المجتمع لها ذلك، حتى ولو تابت، وينظر الناس لها نظرات سيئة طول العمر، وتمتد هذه النظرات إلى الأولاد إذا كان لها أولاد.
قائمة الخسائر!
لا أدري هل أذكر لك قائمة الخسائر في الحياة من جراء مكالمات المعاكسات الهاتفية؟ أم أذكر لك خسارتك في الآخرة؛ فبعد السقوط في الهاوية وضياع الشرف والعرض، هل تستطيع تلك الفتاة المخدوعة أن تنام بالنهار أو الليل؟
فهي في أرق باستمرار، ودموع وندم وضياع، والأهل وما أدراك ما الأهل.. الأهل الذين أعطوها كل الثقة، وذلك مقابل أن تكون جديرة بها، ما ذنبهم بما اقترفت، لقد أنت لهم بالذل والخزي والعار.
وكل هذا من أجل شاب كان يتسلى ويتمتع بها، وبعد ذلك تركها وذهب إلى غيرها، وكان الثمن الضياع ونفور الناس منها ومن أهلها، وسمعة رديئة للأسرة بأسرها. فيجب على كل امرأة قبل أن يحدث ذلك أن توصد الباب أمام أي طارق يحاول هتك العرض والشرف، وأن تجعل لها سياجًا واقيًا، وأن تتنازل عن المكالمات قبل أن تتنازل عن أشياء أخرى ليست بالحسبان.
إن الرجال الناظرين إلى النساء
|
|
مثل السباع تطوف باللحمان
|
إن لم تصن تلك اللحوم أسودها
|
|
أكلت بلا عوض ولا أثمان
|
* * * *
لا تصدقي.. واحذري..([6])
أختي الكريمة.. إن كنت عاقلة – ولا أظنك إلا كذلك – فاستمعي إلى هذه النصائح:
لا تصدقي..
لا تصدقي أن زواجًا سوف يتم عن طريق مكالمات هاتفية عابثة، ولو تم فإن مصيره إلى الضياع والفشل والشك والندم.
لا تصدقي أن شابًا – مهما تظاهر بالصدق والإخلاص – يحترم فتاة تخون أهلها وتحادثه عبر الهاتف، أو تتصل به، أن تخرج معه، مهما أظهر لها من الحب، وألان لها من القول؛ فهو إنما يفعل ذلك لأغراض دنيئة لا تخفى على عاقل.
لا تصدقي ما يردده «أدعياء التقدم» أو ما يسمى «بتحرير المرأة» من أنه لا بد من الحب قبل الزواج؛ فالحب الحقيقي لا يكون إلا بعد الزواج وما سواه، فهو في الغالب حب مزيف، مؤسس على أوهام وأكاذيب لمجرد الاستمتاع بقضاء الوطر، ثم لا يلبث أن ينهار فتنكشف الحقائق ويظهر المستور.
احذري..
احذري المكالمات الهاتفية؛ فإنها تسجل عند الله تعالى وتكتب سيئة في صحائف أعمالك، تتمنين زوالها يوم العرض عليه سبحانه ويسجلها شياطين الإنس (أدعياء الحب) فيسخدمونها سلاحًا للضغط عليك، أو النيل من سمعتك وعرضك.
احذري التصوير بشتى أنواع، فهو من أخطر الأسلحة التي يستخدمونها «ذئاب البشر» لإرغام الضحية وتهديدها وافتراسها، إذا أعيتهم الفتاة برفضها الخروج معهم.
احذري كتابة الرسائل الغرامية؛ فهي أيضًا من وسائلهم في التهديد والضغط.
احذري المجلات والروايات الهابطة؛ فإنها تحمل بين صفحاتها الملونة وأوراقها المصقولة السم الزعاف والأفكار المنحرفة.
احذري المسلسلات والأفلام الهابطة المضللة التي تقتل الحياء، وتقضي على الفضيلة وتسبب هدم الأخلاق والقيم، وخاصة ما يبثه أعداء المسلمين من اليهود والنصارى وغيرهم ليخرجوك عن إيمانك وعفافك.
احذري التبرج والسفور وكثرة الخروج إلى الأسواق وغيرها من غير حاجة مما يعرضك للفتن ودواعيها.
احذري رفيقات السوء الضالات المضلات؛ فإنهن يعدين كما يعدي المريض الصحيح.
احذري جميع المعاصي والذنوب؛ فإنها سبب للشقاء والتعاسة وزوال النعم وحلول النقم ونزول المصائب.
وأخيرًا.. احذري ملك الموت إذا جاء لقبض روحك؛ بالاستعداد للآخرة؛ بالتوبة النصوح والأعمال الصالحة؛ فإنك لا تدرين متى يهجم عليك.
وبعد هذه النصائح اعلمي – وفقك الله – أن باب التوبة مفتوح للتائبين؛ فإن كنت قد ألممت بشيء من الذنوب فبادري بالتوبة النصوح قبل أن يغلق الباب ويعلوك التراب، فلا ينفع الندم حينئذ.
ولو أنا إذا متنا تركنا
|
|
لكان الموت راحة كل حي
|
ولكنا إذا متنا بعثنا
|
|
ونسأل بعدها عن كل شيء
|
يتبع بحول الله
مواقع النشر