من العبادات القلبية العظيمة التي تطلب من المؤمن في
كثير من أموره هي:
[[ عبادة التوكل ]]
وحقيقة التوكل أن يعلم العبد أن هذا الملكوت
هو بيد الله وحده يصرفه كيف يشاء،
فيفوض اﻷمر إليه ويلتجئ بقلبه في تحقيق مطلوبه
وفي الهرب مما سواه، فينزل حاجته عند باب الله وحده ويفوض أمره إليه .
والتوكل على غير الله حالان:
1-الحالة اﻷولى:
أن يكون شركا" أكبرا"
وهو أن يتوكل على أحد من الخلق فيما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل
كأن يتوكل على مخلوق في مغفرة ذنب
وكأن يتوكل على مخلوق في تحصيل اﻷجور اﻷخروية
أو يتوكل على المخلوق في حصول ولد له أو تحصيل وظيفة،
فيتوكل عليه بقلبه وهو لايقدر على ذلك الشيء
وهذا مثل عباد القبور واﻷولياء فيتوجهون بقلوبهم إليهم
ويتوكلون عليهم في قضاء حوائجهم الدنبوية واﻷخروية
فهذا شرك أكبر مناف ﻷصل التوحيد
وهو مخرج من الملة.
2- النوع الثاني:
أن يكون شركا" أصغرا"
وهو أن يتوكل على المخلوق فيما أقدره الله عليه
وهو شرك خفي أصغر ﻷن التوكل هو تفويض اﻷمر
واﻹلتجاء بالقلب إلى من بيده اﻷمر كله وهو الله وحده لا شريك له
والمخلوق لا يستحق شيئا" من ذلك.
فالتجاء القلب
وتفويض القلب
وطمع القلب في تحصيل المطلوب
إنما يكون ممن يملك جميع ما في السموات واﻷرض
وهو الله وحده لا شريك له في ذلك.
وأوجه الدلالة بأن التوكل عبادة من قوله تعالى:
{ وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين}
هذا اﻵية فيها اﻷمر بالتوكل على الله وحده،
ولما أمرنا به علمنا أنه عبادة.
لما قدم الجار والمجرور في قوله [ وعلى الله ] على ما يتعلق به
هو الفعل ( فتوكلوا ) دل على وجوب إفراد الله بالتوكل
وأن التوكل عبادة يجب أن تحصر في الله وحده.
جعل اﻹيمان لا يصح إلا بالتوكل
وأن التوكل شرط لﻹيمان فقال:( إن كنتم مؤمنين)
وقوله: { ومن يتوكل على الله فهو حسبه}
الحسب: الكافي فالله حسب من توكل عليه
فدل على أن الله أمر عباده بالتوكل
حتى يكون كافيهم من أعدائهم.
رد مع اقتباس
مواقع النشر