لاشك ان الانبياء الكرام هم أشرف الناس نسبا كما أنهم اكملهم خلقا..و أولى الانبياء الكرام بكل فضيلة خاتمهم و سيدهم محمد صل الله عليه و سلم..
و سيرة رسولنا الحبيب بها العديد و العديد من المواقف التى تحمل رسالات مختلفة ..
بداية من مولده الكريم مرورا بنشأته و حياته و هجرته و معاناته و.......................
و قد راقت لى بعض الفوائد و الآثار الايمانية فى هجرته عليه افضل الصلوات و التسليم و منها..
قال الاستاذ محب الدين الخطيب رحمه الله..
إن النفس الاسلامية يريد لها الاسلام أن تعيش فى جو من النظام و الحكم يسهل لها فهم هداية الاسلام ، و يحبب اليها العمل بهذه الهداية فى كل ضرب من ضروب الحياة ، و تتوفر فيه حرية الدعوة الى كل ما ينشده الاسلام من حقيقة و خير فيتيسر القيام بهما جهارا فى جميع احوال الفرد المسلم و الجماعة الاسلامية ، و يكزن فيه للحق قوة تقمع كل من يصد عن ذلك او يحول بين المسلمسن و بين الدعوة الى هدايتهم و العمل بها..
و قال الشيخ عبد العزيز بن راشد النجدى ما ملخصه..
فى هجرة النبى صل الله عليه و سلم فوائد كثيرة ليقتدى بها المؤمن اذا اصابه من الظلمة كالذى اصاب أهل هذه الهجرة ليوالى الدعوة الى الله عز و جل..
*ان النبى صل الله عليه و سلم لم يخرج من بين قومه حتى همّوا بقتله منعا له من الدعوة الى الحق كما اوصلوا اليه ما لا يحتمله من الاذى..
* أن اصحابه صل الله عليه و سلم هاجروا قبله الى الحبشة و المدينة عندما ضعفوا عن احتمال الاذى مع البقاء على الدعوة الى دينهم بمكة الا القليل منهم ممن له منعة تحميه بينهم ، فقد بقى معه بها لمحبته اياه ، و قوته على الجهاد ، و اقامة الحجة على أهل الفساد ، و الدفاع عن اهل الحق من المستضعفين و غيرهم ، فمن كان هكذا فالأولى به ان لا ينتقل من بين الظلمة ما صبر على أذاهم.
*أن الايمان الصحيح بالله و كتابه و رسوله اذا دخل القلوب و أشربته النفس عن علم و فهم لا بد ان يؤتى أكله و ثمراته من العمل الظاهرى و الجهاد بالنفس و المال.
*انهم لم يرضوا بالذلة و الخنوع تحت من لا يدين بدينهم و لا يرضى به حكما حتى يحصلوا على قوة عدوهماو قريب منهم تاركين وراء ظهورهم من غير اسلحة تذكر، معتمدين على الله سبحانه و تعالى مع اخذهم بالاسباب التى استطاعوا و يستطيعونها ، كالتسلل و المكر و اخفاء أمرهم عن عدوهم ، و جمع كلمتهم ، و اتحاد صفوفهم ، و العمل مستقبلا على ايجاد القوة و المنعة من كل عدو لهم ، و بهذا و تأييد ربهم فتحوا البلاد النائية ، فاستعرض ايها المؤمن صفات المسلمين الذين نسج عليهم نير الاستعباد و الاستعمار ، و خيم عليهم كابوس الظلمة اليوم و قبل اليوم تجدهم على ضد صفات من ذكرنا.
قال الله تعالى..(إلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ العُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) {التوبة:40}
ما ينبغي الوقوف عنده هنا ما أشارت إليه الآية الكريمة من كون حادث الهجرة نصراً من الله تعالى لرسوله صل الله عليه وسلم، ولا ريب أن أول معاني النصر هنا هو إنجاء الله لرسوله صلى الله عليه وسلم، وعدم تمكين المشركين منه، وهو ما يذكره المفسرون غالباً عند هذه الآية، ولكن الهجرة نصراً يدخل فيه - والله أعلم - ما مثلته الهجرة من نقلة نوعية في تاريخ الدعوة الإسلامية، حيث كانت بدايةَ تأسيس دولة الإسلام التي لا عز للمسلمين إلا بوجودها والانضواء تحت لوائها، ثم ما واكب ذلك من مشروعية الجهاد في سبيل الله، وما تلا ذلك من الوقائع التي نصر الله فيها رسوله والمؤمنين.
لقد كانت الهجرة علامة فارقة بين عهدين:
* أولهما عهد استضعاف المؤمنين وتسلط الكافرين عليهم..
* ثانيهما عهد العزة والتمكين..
ولعل هذا من المعاني التي لحظها المسلمون الأولون حين اتخذوا الهجرة مبدأ للتاريخ الإسلامي في عهد الفاروق عمر رضي الله عنه؛ فحيث كانت الهجرة بداية للعز والتمكين ناسب أن تكون بداية للتاريخ.
إن من أهم ما تثيره الهجرة من معانٍ ذلك المعنى العظيم وهو بيان أن الله ناصر دينه وأولياءه وإنْ خذلهم وتخلى عنهم الناس، فقد حمى الله رسوله وكفاه يوم الهجرة حين لم يكن يملك من مقومات القوة المادية شيئاً( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ۚ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) الزمر 36
{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [سورة الأنفال: آية 30]
لقد حفظ الله عز و جل رسوله الكريم صل الله عليه و سلم بأن أخرجه من بين أعدائه ولم يشعروا به مع حرصهم على قتله وإبادته ثم إنهم خرجوا في طلبه، ووقفوا على المكان الذي هو فيه، ولم يروه لأنه - سبحانه - صرفهم عنه..
هل من اسباب ادت الى ضعفنا..؟؟ و استهانة اعداء الاسلام بنا..؟؟
نعم..الجواب فى قوله تعالى..
" وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ "
{الشورى: 30}
ورى أبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم )
إن إحياء العزة الإسلامية يكون بالاعتزاز بهذا الدين العظيم والتشرف بحمله والعمل به وتبليغه للناس، كما قال ربنا عز وجل: «وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ» والاعتزاز بالإسلام واجب لأنه من عند الله ولأنه دين كامل شامل؛ فهو منهج حياة وسعادة أمّة ومنقذ بشرية. ولهذا أمر الله عباده بالاعتزاز به وحسن الانتماء إليه فقال: «وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ».
ما يتعرض له عليه الصلاة و السلام من هجوم انما يزيد الاسلام عزة و بفضل الله تعالى تنتشر تعاليمه فى العالم و يدخل الكثير فيه لما يجدون من ارقى و افضل تعاملات و معاملات..
اللهم اعز الاسلام و المسلمين..و انصر نبيك فى كل وقت و حين..
مواقع النشر