التخطيـــــط للهجــــرة
بعد التَكذيبِ و الرَفضِ الذي تَلقاهُ النبّي في مكة من قِبَلِ قريش ، أدرك أنّ دعوته لهم للإسلام لم تَعُدْ تُجدي نَفعًا في هذه الآونة لأنّهم أبَوْا أن يَسمعوهُ بآذانهم لأنّ الغَشَاوةَ و العَداوةَ أعمت قُلوبهم و انتقلت عَدوَاهَا لتتَعشَعشَ في عُقولهم ، هذا ما جعل النبّي يَغُضُ نَظرَهُ عنهم لفترةٍ ، فقرّر أن يبحث عن قبائل بديلة يدعوها للإسلام لتحمي ظَهرهُ من قريش ، فقصد الرسول قبيلة مُسيلمة الكذّاب في السنة العاشرة من البِعثة و عرض عليهم الإسلام و دعاهم إليه فأبوا ذلك و ردوّا عليه بأقبح الرُدُود ، ثم قصد قبيلتي بني كلب و بني عبد الله و دعاهم للإسلام و مَدَحَ أباهم و قال لهم إنّ الله أحسَنَ اسم أبيكم ، فأعرضوا عنه هم أيضًا.
ثم توجه الرسول إلى قبيلة بني عامر بن صَعصَعَة و عرض عليهم الإسلام فتلا عليهم القرآنو قال لهم قولوا لا إله إلاّ الله تدخلوا الجنّة ، فخرج له بحيرة بن فِراس و قال له يا محمد أرأيت إن بَايعناكَ و أخذناكَ إلى بِلادنا و حَميناكَ حتى تُؤدي رِسالتكَ و يُظهرك الله أيكون لنا الأمر من بعدك؟ ، فقال له النبّي المُلكُ لله يَضعُهُ كيف يشاء ، فرد عليه بحيرة و قال له أفُنهبِطُ بنُحورِنَا حتى إذا أظهركَ الله تركتنا ؟ و الله لن يكون ذلك أبدًا ، فتركهم النبّي و ذهب إلى بطن آخر منبني عامربن صَعْصَعة و التي يترأسها بجرة بن قيس ، فدخل النبّي القبيلة فلم يجد بها سيّدها بجرة بن قيس فجلس إلى شباب القبيلة و عرض عليهم الإسلام فاقتنعوا به و تعاهدوا مع النبّي على حِمايتهِ غير أنّه في تلك الأثناء وصل بجرة بن قيس فرآى النبّي جالسًا إلى الشباب فقال لهم من هذا ؟ فقالوا له هذا محمد بن عبد الله القُرشي ،فقال لهم مالكم و له ؟ فقالوا له يزعم أنّه رسول من الله و يُريد مِنّا المَنْعَ و الحِماية حتى يُظهره الله ، فقال بجرة و ما قلتم له ؟ فقالوا له قلنا له على الرحب و السعة ، فاشتدّ جُنون بجرة و قال لهم ما رأيت أحدًا يرجع إلى بلده بشرِّ ممّا رجعتم أنتم به ! أفتطردُهُ قريش لتؤونه أنتم ! سَتحاربكم قريش به ، ثم نظر إلى النبّي و قال له قُمْ يا فتى و الحق بقومك و والله لولا أنّك برِحالنا لضربتُ عنُقك ، فقام النبّي حَزِينًا و رَكِبَ ناقته فقام بجرة بضرب ناقة النبّي في خَاصِرتها فاهتاجت الناقة ووقع النبّي من عليها فضحك عليه بجرة بن قيس ، فجرت إليه امرأة من بني قيس تعيش بمكة و قد أسلمت حديثًا و أتت إلى بني عامر لتزور أهلها ، فصرخت المرأة بالقوم و قالت لهم يا بني عامر و لا عامرَ لكم أحدث ذلك لرسول الله في رِحَاِلنا و لا يحميه أحد منكم !؟ فقام ثلاثة رِجال من بني عامر و قد تأثروا لكَلامها فدفعوا بجرة عن النبّي فقام رَجلان آخران حاولوا الدِّفاع عن بجرة فوقع عِراكٌ بين الطرفين ، فنظر إليهم النبّي و قال اللهم بارك لهؤلاء و انتقم من هؤلاء .
ثم ذهب النبّي إلى قبيلة بني شيبان التي تقع على أطراف الفُرس و أخذ معه صاحبه أبا بكر غير أنّ هذه القبيلة بها ثلاثة أسياد على غِرار بقية القبائل و هم مَغلُوق بن عامر _ هاني بن قُريصة و المُثنى بن الحارثة ، فدخل النبّي عليهم و معه أبا بكر فجلسا إلى الثلاثة ، فقال أبو بكر له كم عددكم ؟ فقالوا له يزيد عن الألف ، فقال و كيف المَنعُ فيكم ؟ وقصد أبو بكر بالمَنعِ القوّة ، فقالوا له الجِدّ و البَذل و على الله الفوز و النصر ، فقال لهم فكيف الحرب بينكم و بين عدّوِكم ؟ فقالوا له إنّ أشدّ ما نكون غضبًا حين نلقى عدّونا و إنّنا نُفضل الجِيَاد على الأولاد و نُفضِّلُ السِلاح على اللِّقاح ، وقتها التفت مَغلوق بن عامر إلى النبّي و قال له لعلّك أخَا قريش ؟ فردّ عليه أبو بكر و قال له نعم فأبَلَغكَ أنّه رسول الله ؟ فقال مَغلوق بَلغَنَا أنّه يزعم أنّه رسول الله ،ثم نظر إلى النبّي و قال له ماذا تُريد ؟ فقال له الرسول أن تَؤوني وتَحموني حتى أُبلَِّغَ رسالة ربّي لأنّ قريش قد تطاولت و تكالبت على أمر الله و إنّ الله سيُعينني ، فقال مَغلوق إلى ماذا تدعوا يا أخا قريش ؟ فتلا النبّي قوله﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ﴾ ، فقال مَغلوق و إلى ماذا تدعوا أيضا فأكمل النبّي تِلاوةَ بقيّةِ الآيات و قال﴿ وَلَا تَقْرَبُوا مَال الْيَتِيم إِلَّا بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَن حَتَّى يَبْلُغ أَشُدّهُ ﴾ فأشرق وجه مَغلوق و قال للنبّي و إلى ماذا تدعوا أيضًا ؟ فقال له النبّي﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾فسكت مَغلوق بن عامر ، فقام هانىء بن قُريصة و قال للنبّي قد سمعتُ مَقالتك يا أخا قريش و لكن أن نترك دِيننا و نَتَبِِعُكَ في جلسة واحدة ليس لها أوّل و لا آخر لإنّه الوهنُ في الرأي و إنّ الزِّلّة في العَجلة و لكن نَنْظُر و تَنظُر و نُفَكِر و تُفكر و نعود إليك ، و قتها تَدَخَلَ المُثنى بن حارثة و قال للنبّي يا أخا قريش إني أرى ما تدعوا إليه تكرهه المُلوك و إني أرى أنّ الفُرس إن سمعت بهذا الكلام سَتُحاربنا و إنّنا نقع بين بِلاد العرب و العجم ، فأمّا ما كان من جانب العرب فذنبُ صاحبه مغفور و عُذره مقبول وأمّا ما كان من جهة الفرس فذنب صاحبه غير مغفور و عُذره غير مقبول وقد نستطيع أن نحميك من جانب العرب و لكن لا طاقة لنا في الفُرس ، فوقف النبّي و قال لهم ما أسئتم الردّ استنصحتم بالصِدق و لكن لا يقوم بهذا الأمر إلاّ من حَاطَهُ من كل الجوانب ، فمشى قليلا ثم قال لهم أرأيتم إن أظهرنيالله و مَلَّكني أرضَ الفُرس أتًسبحون الله و تُقدسُوه ؟ فنطقوا جميعًا في كلمة واحدة نعم لك هذا .
فذهب النبّي و تلا قوله﴿ يَا يَأَيُّهَا النَّبِيّ إِنَّا أَرْسَلْنَاك شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴾ ، ثم أمسك يدَ أبا بكر و قال له أيًّ أخلاق عَظيمة في الجاهلية هذه يا أبا بكر ؟ ! .
و تمر الأيّام و يموت النبّي فيسمع أبو بكر أنّ بني شيبان قد أسلمت و أنَّ رجلاً منها قاد جيشًا عَرَمْرَم و فتح به الفرس ، فأمر أبو بكر بإحضار الرجل ، فأتى الرجل أبا بكر ووقف بين يديه و تَشَاءُ الصُدَفْ أن يَكون فاتح الفُرس هو نفسه الرجل الذي قال للنبّي لا طاقة لنا بالفرس ، فَفَرِحَ به أبو بكر و قال له لو رآك النبّي لفَرحَ بك ، فقال له الرجل ألم تتَذكرني يا خليفة رسول الله ؟ فقال أبو بكر من أنت ؟ ! فقال الرجل ألا تتذكر لِقاءَ النبّي ببني شيبان ؟ ! يوم قُلتُ له و أمّا ما كان من جِهة الفُرس فذنبه غير مغفور و عُذره غير مقبول ؟ ! لقد كُنتُ خائفًا يومها أمّا اليوم و بعدما أسلمت زال الخوف ، فَفَرِحَ أبو بكر به و قال له و الله لو رآك النبّي يا مُثنى لَفَرِحَ بك ، فبكى المُثنى و قال فاتتني الصُحبة يا أبا بكر لقد تأخرت عليه و لا أدري كيف ألقاه يوم القيامة و تلا قوله﴿لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚوَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ و بكى.
بعد مُحاولات النبّي في دَعوةِ القبائل التي أبت حِمايته أو تجنّبته خوفًا من قُريش أو العرب أو الفُرس ، قرّرَ النبّي أن يُغيّر في دَعوتَه و عِوَضَ أن يقصد القبائل اكتفى بدعوته للأفراد الذين قصدوا مكة لأداء مَناسك الحجّ، فأوّل من قابله هو رُكَامة من قبيلة بني مُحارب و هو رجل مُحارب و شديد ، فعرض عليه النبّيالإسلام ، فقال له رُكامة لا أُسلم حتى تُصارعني و تَغلبني ،فقبِلَ النبّي بمصارعته و كانت المُصارعة أمام القوم ليَضحَكوا عليه ، فغلَب النبّيرُكامة فقال له لا بد من أن نُعيد المُصارعة لأنّك قد أخذتني على حين غِرَّة ، فعاودوها فغلبه الرسولمرّة أخرى ، فقام ركامة من على الأرض و قال للنبّي و الله لا أعلم كيف حدث معي ذلك لنُعِدْها مرّة ثالثة و أخيرة، فصارعه النبّي فغلبه فيها أيضًا إلاّ أنّ رُكامة أبى أن يُسلم فمضى النبّي و تركه.
ثم قابل النبّيالسُوّيد بن الصامت و هو رجل أديب يُحبّ تجميع الحِكم فعرض عليه النبّي الإسلام فقال له السُوّيد إنّ معي شيء أفضل ممّا معك، فقال له النبّيو ما معك ؟ فقال السُوّيد إنّها حِكمة لقمان لابنه فهل لي في أن أقرأها عليك ؟ فقال له النبّي نعم اعرِضْها عليَّ ، فقرأ سُويد الحِكمة على النبّي و النبّي مُنصتٌ و مُبتسمٌ له فلما انتهى السُويد قال له النبّي هذا كَلامٌ حَسن و لكنَّ الذي عندي أفضل ممّا عندك فهل تسمع مني كما سمعت منك ؟ فقال السُويد نعم أسمع ، فتلا عليه النبّي القرآنفأوّل ما سَمِعَ منه السويد قال للنبّي و الله لهذا أفضل ممّا عندي و أشهد أن لا إله إلاّ الله و أنّك يا محمد رسول الله ، فنجح النبّي أخيرًا و أسلم السُويد بن الصامت غير أنّ إسلامه لم يحمي النبّي لأنّ السُويد كان ضعيفًا في قومه و لا يستطيع أن يؤثر فيهم .
ثم قابل النبّي رجُلاً من اليمن شَديدُ الدُعابة و يقوم بمعالجة الناس من الجِّن و اسمه ضُماط الأسدي ، فدخل ضُماطمكة فقالوا له القُرشين إنّ في قريش رجل منّا قد أصابه الجِّن و أشاروا على النبّي ، فذهب إليه ضُماط و قال له يا ابن أخي من ماذا تَشكوا ؟ فقال له النبّي إنّ الحمد لله أحمده و أستعينه و أستهديه و أستغفره و أعوذ بالله من شُرورِ أنفسنا و من سَيّئاتِ أعمالنا ، من يهده الله فلا مُضِّلَّ له و من يُضّله الله فلن تجد له من يَهديه، فبلغت الدَهشة ضُماط و طلب من النبّي أن يُعيدها عليه فأعادها النبّي ثلاث مرات ،فقال له ضُماط من أنت ؟ ! فقال له النبّي أنا رسول الله ، فقال و بماذا تأمر ؟ فقال أن تشهد أن لا إله إلاّ الله و أني رسوله ، فشهد ضُماطو أسلم غير أنّه هو أيضًا كان رجلاً ضعيفًا في قومه و لم يستطع أن يُؤمِّنَ الحِماية للنبّي .
ثم قابل النبّي رجلاً آخر من قبيلة دًوْس باليمن اسمه الطُفيْلُ بن عَمْرْ ، غير أنّ الطُفيل كان شاعر و عندما وصل إلى مكة تلقاهالقُرشيون و قالوا له يا طُفيل إنّك شاعر و لدينا بمكة رجلُ ساحر يُفرّقُ بين المرء و زوجه بكلامه فيسحرهم ، فقال لهم الطفيل و أين أجده؟ فقالوا له في وسط الكعبة ، فذهب إليه الطُفيل ووضع في أُذُنه قطعةَ قُطنٍ تُجنّبُه سماع النبّي حتى لا يَسحَرهُ ، فطاف الطفيل بالكعبة و النبّي يتلو القرآن فلمّا رآى النبّيالطفيل رفَعَ صوتهبالقرآن فأبى الله إلاّ أن يُسمِعَ الطُفيل بعض الكَلمات ، ففكَّرَ الطفيل قليلا ثم قال في نفسه وَيحَكَ يا طفيل أنت رجلٌ شهم فأ تخاف منه أن يَسحَرك ؟ ! والله لعيبٌ عليكَ ، فاقترب الطفيل من النبّي و أخَذَ يسمع منهالقرآن فلمّا انتهى النبّي من تِلاوته انصرف إلى بيته فتَبِعه الطُفيل و طرق بابه ففتح له النبّي فقال الطُفيلللنبيّ إنّ قومك قالوا فيك كذا و كذا لذلك وضعتُ القُطن في أذني كي لا أسمعك غير أني وجدت فيما تدعوا إليه خير ، فأسلم الطفيل بن عَمْرْ و قال للنبّي بماذا تأمرني يا رسول الله؟ فقال له النبّي اذهب يا طُفيل إلى قومك و ادعُهم للإسلام و ابقَ بينهم حتى تُسلم دوس ثمّ ائتني بهم يوم يُظهرني الله ، فقال له الطُفيل يا رسول الله أُدْعُو الله أن يجعل لي آية فدعا الرسول الله أن يجعل لطُفيل آية ،فوجد الطُفيل بَياضًا في وجهه كالنور فقال يا رب ليس في وجهي فجعلها الله في صَوتِ الطُفيل ، ثم رجع الطُفيل إلى قبيلته و دعاهم إلى الإسلام فأسلم والده و والدته و رجلٌ واحد فقط من دوس و قد كان هذا الرجل هو أبو هريرة ، و قد رَفضَت دَوس الإسلام و بقيت على كُفرها سنة بعد دعوة الطُفيل لهم ، فرجع الطُفيل إلى النبّي و أخبره بأمر قبيلته فقال له يا رسول الله كفرت دوس و أَبَتْ الإسلام و عاندتني ،فرفع الرسول يديه لربِّه فظنّ الطُفيل أن الرسول سيدعو عليهم فقال له يا رسول الله قومي قومي ، فإذ بالنبّي يدعو و يقول اللهم اهدي دوس و ائت بهم ، ثم نظر للطُفيل و قال له اذهب يا طُفيل سَيهدِهِم الله و لكن اصبر عليهم ، فرجع الطُفيل إلى دوس و صبَر على قومه ، و بعد رجوع النبّي من فتح خيبر رأى غُبَارًا كثيفًا يسّدُ الأفق و يقترب من المدينة فكان الغُبار قبيلة دَوْسْ جاءت بقِيادة الطُفيل بن عَمْرْ لمُبايَعةِ النبّي .
و في آخر يوم من الحجّ من سنة 11 للبعثة قَابَلَ النبّي سِتة شُبّان من الخزرج أسعد بن زرارة وعوف بن الحارث ويعرف بابن عفراء، وهم من بني النجار، ورافع بن مالك بن العجلان وعامر بن عبد حارثة وهما من بني زريق، وقطبة بن عامر بن حديدة من بني سلمة، وعقبة بن عامر بن نابىء من بني غنم، وجابر بن عبد الله بن رباب من بني عبيدة، يترأسهم شاب اسمه أسعد بن زرارة من بني النّجار ، فالتقى النبّي بهم عند الحلَاَّق فقال لهم أ أنتم من بني يهود ؟ فقالوا له لا ، فقال لهم أتجلسون معي لأكَلِّمَكُم ؟ فقالوا له قُلْ، فقال لهم النبّي إنِّي رسول الله إليكم و دَعَاهم للإسلام ، فنظر الشُبّان لبعضهم و قالوا لبعضهم البعض هذا هو الرجل الذي كانت تَتَوعدُنا به بنو يهود! فلنسبقهم إذن إليه ،ثم قالوا للنبّي لقد جِئْناك و ما من قوم بينهم من العداوة أكثر ممّا بيننا و لعلّ الله سيُصلحُ بك ما بيننا غير أنّنا سنذهب و نعود إليك بعد سنة و ذلك لكي يُحضِرُوا معهم نفرًا من الأَوْس ، فقال لهم النبّي نعم لكُم ذلك فالتقوني في هذا المكان بالعقبة العام القادم .
مواقع النشر