بسم الله الرحمن الرحيم
بالكاد يخلوا كلَّ منزلٍ من بعض الأدوية المختلفة والضمّادات الطبيّة , ولصاقات الجروج والمطهّرات المتنوّعة , وهناك تباينٌ واضح في كيفيّة التعامل مع هذه الأشياء , سواءً من ناحية استعمالها أو حفظها أو الحدّ من خطورتها , وخصوصاً على الأطفال , وكذلك التخلّص منها .
هناك الصيدلية المنزلية , وهي مستخدمة على نطاق واسع بين الناس , ويكون استخدامها على عدّة أوجه , فتارة تكون من الكماليات في المنزل , وفي حالات أخرى تعتبر مستودع لحفظ أغراض لا علاقة لها بالأدوية , وكذلك مستودع تتزاحم فيه أنواعٌ من الأدوية المستهلكة التي من الأولى التخلّص منها , كالمضادات الحيوية وبعض المسكنات التي تكون على هيئة سائلة .
إنّ المسمّى الصحيح للصيدلية المنزلية هو , صندوق الإسعافات الأولية , الذي لم يتمّ استخدامه بالطريقة الصحيحة , فكثيراً من الحالات والحوادث الطارئة تضاعفت نتيجة الوقت المستغرق للوصول إلى أقرب مركز صحي أو مستشفى , وكان بالإمكان تخفيف شدّة الحالة من خلال الاستخدام الصحيح والأمثل لصندوق الإسعافات الأوليّة .
ولهذا فإنّ الإلمام بالإسعافات الأولية , يُعتبر من أولويات التعلّم , فالوسائل التعليمية لهذا الغرض متوفرة , والجهود مبذولة , ولكن يبقى الدور على الشخص نفسه , كما أنّ مسئولية تثقيف الأسرة بذلك تقع على عاتق ربُّ الأسرة , علماً بأنّ الجهات المعنيّة تُرحّب بذلك , وتسعى إلى نشر الوعي بأهميّة الإسعافات سواءً بالدورات المنتظمة أو الزيارات الميدانية للمدارس والمنشأت التجارية وغيرها , فضلاً عن أنّها من أهمّ ما يتعلّمه الموظف في القطاعات الصناعيّة ويدخل ذلك في تقويم أداءه .
وهناك أنواع كثيرة لهذا الصندوق , منها ما هو ثابت ويعلق على الجدار , ومنها ما هو متنقل , وعند اقتنائك صندوقاً للإسعافات الأوليّة يجب مراعاة كثير من النقاط أهمّها :
1- موقع الصندوق , ويجب أن يكون في مكان يسهل الوصول إليه , وتحت السيطرة , وبعيداً عن متناول الأطفال .
2- أن يكون ذو باب زجاجي أو شفاف .
3- أن يحتوي على الأدوية ذات الاستخدام الآمن , مثل المسكّنات والمهدئات , وخافضات الحرارة , المطهّرات , لصقات الجروح , بعض مراهم تدليك الكدمات , المسحات الطبيّة , جهاز قياس الحرارة , الرباط الضاغط .
4- التأكد من وجود كتاب أو كتيّب الإسعافات الأولية , والذي يحتوي على دليل التعامل مع الإصابات الخفيفة .
5- مراجعة محتويات الصندوق من ناحية تاريخ الصلاحية , فكثيراً من الناس يغفلون عن هذه النقطة .
كما يجب توعية أفراد الأسرة بأهميّة وجود مثل هذا الصندوق في المنزل , ولو أنّ كل شخص استقطع من وقته نصف ساعة يومياً , لتثقيف أفراد أسرته عن الإسعافات الأوليّة , لوفر الكثير في حالة حدوث إصابات لا قدّر الله .
ولا نقف عند هذا الحدّ , بل يجب أن نولي الأمر أهميته فيما يتعلق بالإسعافات الأولية أثناء ركوب السيارات , أو أثناء ساعات العمل , وهناك صناديق إسعافات أولية تباع في الصيدليات مخصّصة لهذا الغرض .
ولأنّ فرص التعرّض لبعض الإصابات لا قدّر الله متوفرة , فإنّه يتحتّم علينا إعطاء هذا الموضوع أهميته .
صندوق الإسعآفآت الأوليه
رد مع اقتباس
مواقع النشر