تتسم الحياة اليومية للعديد من الأشخاص بالإرهاق والعمل الشاق لساعات طويلة، والتي تتطلب مجهودا أكبر نظرا لصعوبة الحياة وكثرة متطلباتها المادية الملحة، لكن ساعات العمل الكثيرة هاته تنتقص من وقت الراحة، وتزيد من التوتر والإجهاد وتترتب عنها مشاكل صحية قد تؤدي بهلاك الشخص إذا استمر الحال على ما هو عليه.
في السياق ذاته كشفت دراسة بريطانية حديثة أن العمل لساعات تفوق 48 ساعة أسبوعيا، يشكل خطرا على صحة العمال، حيث يعرضهم للسكتة الدماغية.
الدراسة التي قامت بنشرها المجلة الطبية “لانست” سلطت الضوء على خطورة قضاء الوقت في العمل بشكل يفوق المعتاد والمسموح به في القوانين الدولية، حيث أن العمل لساعات إضافية يؤدي حسب الدراسة إلى القلق والتوتر والإجهاد البدني والفكري واضطرابات في النوم.
جاءت نتائج هذه الدراسة بعد فحص معطيات 17 دراسة في هذا الصدد، التي شملت 530 ألف رجل وامرأة من أوروبا وأمريكا وأستراليا، وقد أكدت الدراسة أنه على العمال عدم اجهاد أنفسهم بالعمل لساعات طويلة، فكملا كانت ساعات العمل تتراوح بين 35 و40 ساعة في الأسبوع كان الأمر أفضل لصحتهم وأمد حياتهم، في حين أن من تتراوح ساعات عملهم ما بين 41 و48 ساعة هم عرضة أكثر للسكتات الدماغية بنسبة 10% أكثر من غيرهم، وتشير الدراسة كذلك إلى أن من يجهدون أنفسهم بتكبد ساعات عمل أسبوعية تتراوح ما بين 49 و54 ساعة تصل قابلية تعرضهم للسكتة الدماغية لأزيد من 27% لتفوق هذه الأخيرة 33% لكل من تجاوزت عدد ساعات عملهم 55 ساعة في الأسبوع الواحد.
يعد الشغل حقا من حقوق كل شخص، لكن على الناس أن ينتبهوا لسلوكياتهم وأن لا تطغى الإلحاحات المادية ومتطلبات الحياة الشرائية والرغبة في تحقيق الرفاهية والرفع من المستوى المعيشي على الحقوق الجسدية وأن لا يكون المال على حساب الحياة.
مواقع النشر